معرض تشكيلي برواق «آرت سبيس» بالبيضاء يربط القدس بالمغرب يتواصل برواق "آرت سبيس" بحي راسين بالبيضاء، معرض فني للفنانة التشكيلية الفلسطينية مهى شنبلي، اختارت له عنوان "باب السلام" يضم مجموعة من أعمالها الصباغية. المعرض الذي يتواصل إلى غاية مارس المقبل، وزعت فيه الفنانة مهى شنبلي لوحاتها في الرواق بين جناحين، الأول يضم لوحات تحضر فيها القضية الفلسطينية بشكل رمزي من خلال بيت المقدس، والذي يتكرر بأشكال مختلفة في العديد منها، والثاني انفتحت فيه على الحضارة المغربية من خلال مشاهد من الحياة اليومية أو المعمار التقليدي أو المناظر الطبيعية الخلابة. وفي سياق متصل قالت مهى شنبلي، في حديث مع "الصباح"، إنها استوحت عنوان "باب السلام" عنوانا للمعرض من خلال الروابط التاريخية والحضارية، التي تجمع بين المغرب وفلسطين وبيت المقدس على وجه التحديد. وأوضحت شنبلي أن بيت المقدس يتجسد فيه التمازج بين الحضارات والثقافات والتاريخ وهو بمثابة مهد للديانات السماوية، والأعراق المتعددة التي عاشت فيه، وهو ما يجعله رمزا للتعايش والسلام، أما على الجانب الآخر فالمغرب يمتاز بدوره بتعدد روافده الثقافية والحضارية، من صخب الأسواق في مدنه العتيقة، إلى الهدوء والسكينة بجبال الأطلس. وأضافت الفنانة الفلسطينية أنها تهتم بشكل خاص بالعمارة القديمة لأنها تعتبرها أجمل ما قدمت البشرية، وهو الأمر الذي حاولت تعقبه من خلال العمارتين المقدسية والمغربية، حيث التمازج بين الأصالة والحداثة. أما عن الحضور المتكرر لمشهد بيت المقدس في لوحاتها، فقد علقت شنبلي أن ذلك الحضور الثابت فيه هو صورة القبة نفسها، أما المتحول فهو إحساسها الذي يتبدل بين حالة وأخرى في كل مرة تستحضر فيها المشهد، وتحاول من خلال لوحاتها تسجيل ذلك التحول وتفاصيل المشاعر التي تنتابها وهي تجدد عشقها وافتتانها بهذا المكان وبكل الأمكنة التي ظلت عالقة في ذهنها. وتتجاور في شخصية مهى شنبلي ثقافات متعددة فهي فلسطينية مولودة في الأردن وتعيش في المغرب، وتعتبر أن هذا الترحال بين أكثر من بلد، من شأنه أن يغني ذاكرتها الفنية، التي بدأتها في ورشة إبداع مع الفنان قرماني، حيث اكتشفت فن الرسم الصباغي وبدأت في الغوص في عوالمه المعقدة، لتدرك أنها خلاصها ووسيلة لتصفية الروح وشفاء العقل. وتحرص شنبلي على الجمع بين الهندسة المعمارية والفن التشكيلي، إذ تعتبرهما من الأدوات الأساسية للحفاظ على الحضارة الإنسانية، كما أن تداخل الحضارات الأمازيغية والعربية والأندلسية والأوربية ودمجها يقدم نموذجا للجمال المعماري والفني. عزيز المجدوب