15 فيلما من 8 دول تتنافس على الجوائز الخمس للدورة الفضية يحتفي المهرجان الدولي لسينما المقهى بتازة، بأبي السينما المغربية المؤلف والمخرج محمد عصفور، في دورته الفضية المنظمة بين 15 و17 دجنبر الجاري تحت شعار "السينما وتحديات للذكاء الاصطناعي"، محاولة من إدارته لتوثيق وتأريخ مساره الرائد في المجال السينمائي وفضله على العديد من المخرجين نهلوا من تجربته الكثير. وأطلقت اسمه على الدورة استحضارا منها لمسار فني حافل تشكل تدريجيا منذ بداية تشكل شغفه بالسينما قبل الاستقلال، وتطور بعدما استطاع بناء حلمه من لا شيء، متسلحا ببصيص أمل آمن به فنجح وكان نموذجا يحتذى به في الحياة والجهاد والنضال، حتى أن نقادا يرون في تجربته "مادة دسمة" تصلح أن تكون عبرة للكفاح والحلم. ويصلح مسار عصفور صاحب "الابن العاق" أول فيلم مغربي طويل وعرض أولا بقاعة سينما الملكي بالبيضاء أواخر خمسينات القرن الماضي، مثالا يحتذى به للناشئة مراعاة لاجتهاده وتدرجه في مدارج العشق السينمائي بعدما شغف بالسينما و"طور آلة تصويره بحيل ومهارات لا تخطر على بال" بتعبير بلاغ لجمعية المهرجان. وتأتي التفاتة الجمعية لهذا الهرم السينمائي اعترافا منها بما أبدعه ويستحق الاحتذاء به من قبل المخرجين الشباب وهو صاحب تجربة رائدة في المجال أبدع فيها أفلاما قصيرة صامتة سبقت فيلمه الطويل وألفه وأنتجه وأخرجه بنفسه، قبل توالي إبداعاته ومنها "الكنز المرصود" فيلمه الروائي الطويل الأول والوحيد. وإضافة لاستحضار روح عصفور، فالدورة المدعمة من المركز السينمائي المغربي، تزاوج بين الحضوري والرقمي عن بعد، وتعرض 15 فيلما روائيا قصيرا، ضمن المسابقة الرسمية تتنافس على جوائزها الأربع بما فيها تلك للجنة التحكيم الخاصة والجمهور وأفضل تشخيص (ذكور وإناث)، إضافة إلى الجائزة الكبرة للمهرجان. ويشارك المغرب في هذه المسابقة ب7 أفلام، مقابل فيلمين لتونس وفيلم واحد لمصر وعمان وسوريا وموريتانيا والجزائر وبلجيكا، وتصب كلها في تيمة تحديات ذكاء اصطناعي جاد وهادف ومهذب يراعي شعور وفكر ووجدان ومتطلبات الحياة اليومية للمتلقي، يكون ذكاء اصطناعيا في الرؤى والنظرة والنقد والتفاعل والفكر. واختيرت الأفلام المشاركة في المسابقة، من بين 270 فيلما قصيرا توصلت بها إدارة المهرجان من دول مختلفة قبل أن تسهر لجنة فنية مختصة على فرز وضبط الأفلام المرشحة للتنافس، بينما لم يعلن بعد عن رئيس لجنة التحكيم الخاصة وأعضائها الذين سيختارون الأفلام الفائزة بالجوائز الأربع للمهرجان ويطفئ شمعته التاسعة. حميد الأبيض (فاس)