اليوم الصحي العالمي… إشادة دولية بالمغرب
حاضرون بمؤتمر "روش" بالقاهرة نوهوا بقيادة الملك لمحاربة السرطان وبتطور المملكة
حضر الملك محمد السادس والمغرب بقوة في «اليوم الصحي العالمي»، المنظم من قبل مؤسسة «روش» بالعاصمة المصرية القاهرة، خلال بداية الأسبوع الجاري، بعدما نالا الإشادة من قبل ماتورين تشومي، رئيس العمليات بإفريقيا للمؤسسة نفسها، بالإضافة إلى المتدخلين الذين اعتبروا المملكة رائدة في محاربة أشد الأمراض فتكا في القارة، وهي السرطان.
إنجاز: العقيد درغام (موفد «الصباح» إلى القاهرة)
عرض المؤتمر، الذي شهد حضور وسائل إعلام من عدة دول، أرقاما وإحصائيات بخصوص السرطان الأكثر انتشارا وهو سرطان الثدي، إذ أن 80 ألف طفل تشردوا في إفريقيا لوحدها بسبب هذا الداء، مع التأكيد على أهمية دور المجتمع المدني والحكومات.
وشهد المؤتمر أيضا تقديم شهادات ناجين تمكنوا من تجاوز الداء بنجاح، إذ قدموا الوصفة الأفضل من أجل الانتهاء من هذه المعاناة في أسرع وقت ممكن، مع التأكيد على أهمية المتابعة النفسية مع المريض.
تشومي: المغرب مثال يحتذى به
قال ماتورين تشومي، رئيس العمليات بإفريقيا لمؤسسة «روش»، في كلمة ألقاها أمام المؤتمرين، إن المغرب يعتبر مثالا في محاربة داء سرطان الثدي، مبرزا أن ما وصل إليه «شيء عظيم»، بقيادة الملك محمد السادس.
وأضاف المتحدث نفسه أن المغرب، رفقة دول أخرى، فهم أن الأمر لا يتعلق فقط بالمال والاستثمار، وإنما بالرغبة في إعطاء حياة جديدة وسليمة للنساء، بالإضافة إلى القيادة الحكيمة.
ودعا تشومي إلى رفع التحديات لإحداث تغيير واضح وعملي على الأرض، قائلا إن 80 ألف يتيم تشردوا في إفريقيا بسبب هذا المرض.
وزارة الصحة وسرطان الثدي
أوضح المتحدث ذاته، أن ارتفاع عدد الفحوصات في الفترة الأخيرة، خاصة في شمال إفريقيا، يعتبر إنجازا مهما يجب العمل على استثماره، ويظهر أن مجهودات كبيرة قد بذلت من قبل القادة، ووزراء الصحة.
وفي هذا الصدد نوه تشومي بوزارة الصحة المغربية، وقال إنها بذلت مجهودات كبيرة بتعاون مع المؤسسة للقضاء على هذا الداء.
وتطرق المؤتمر لكيفية التعامل مع السرطان من قبل المصابين به، إذ عملت المؤسسة على التعاون مع ناجين، ليكونوا السند النفسي للمرضى، ليتجاوزوا هذه المحنة بنجاح، وبثقة أكبر في النفس.
وحسب المتدخلين فإن المرضى بهذا الداء، يجب أن يخضعوا لمتابعة طبية ونفسية، وأن أي قرار خاطئ في التعامل أو تدبير حياة المريض، يمكن أن ينقلب على صحته النفسية وعلى مسار القضاء على المرض.
ومن أجل ذلك فإن الأمر لا يتعلق فقط بالمال، وإنما بطريقة التعامل مع المريض أو المريضة، إذ أن هناك طرقا بسيطة يمكن الاستفادة منها بشكل كبير وهادف.
شهادات ناجيات من المرض
قدم المؤتمر عددا من المريضات اللواتي نجحن في تجاوز المرض والتغلب عليه، في شتى بقاع العالم، إذ اعتبرن أن الأمر ممكن، ويجب الصراع من أجله.
وشددت بعض المصابات بسرطان الثدي، على ضرورة مواجهة الداء بالصبر أولا، والتحدي، ثم تقبل مراحل الشفاء وجعلها «روتين» أكثر مما هي مشقة وتعبا.
وتحدثت بعض المصابات عن ضرورة التعامل الجيد مع المريضة، إذ يلعب ذلك دورا كبيرا ومهما في زرع الأمل والثقة في نفسية المصابات، بالإضافة إلى التشخيص الجيد ومتابعة العلاج.
ووجهت بعض المصابات رسائل للنساء، بالقول إن الجميع معرض للإصابة بداء سرطان الثدي، وإن الفحوصات والتشخيص ضروري لبدء علاج مناسب، والأمر يتعلق أكثر بالرغبة في تحدي المرض والقضاء عليه، وتنفيذ نصائح وكلمات الطبيب بشكل دقيق.
وشدد المتدخلون على أن عدد الوفيات بسبب السرطان في الدول محدودة الدخل في إفريقيا، تقلصت بشكل كبير وهذا إنجاز مهم يجب العمل عليه.
واعتبر المتدخلون أيضا أن كل الأرقام مشرفة ورائعة، ويجب مواصلة العمل عليها لضمان القضاء على الداء بشكل كلي.
كويري: قطعنا أشواطا مهمة
حضر المجتمع المدني المغربي بمعية جمعية أمل لمرضى «اللوكيميا»، التي مثلتها رئيستها بهيجة كويري، عن بعد، والتأكيد على الدور الفعال للنساء، وضرورة التعاون بينهن.
وقالت كويري إن المغرب قطع أشواطا في علاج مرضى السرطان، لتوفير مستشفيات ومرافق صحية، ساهمت في الوصول إليهم في أغلب المناطق، لكنها شددت على أن العمل لازال طويلا وكبيرا في المستقبل.
وأضافت المتحدثة نفسها أن جمعيتها تأسست في 2002، عندما كان كل هذا غائبا، وكان الوصول للمرضى صعبا، والتشخيص أيضا، خاصة الوعي بالمرض وضرورة علاجه.
وقالت كويري إن الأعراض النفسية للمرضى كبيرة جدا، ويجب التعامل معها بشكل سريع وواضح، مبرزة أن هناك معلومات مغلوطة حول الداء، تؤثر على المرضى بشكل واضح، مطالبة بوضع ترسانة قانونية في هذا الشأن.
اعتراف دولي بريادة مغربية
قدم متدخلون من مصر وتونس وليبيا وجهات نظرهم، من حيث العمليات التي تم القيام بها في هذا الاتجاه، إذ ظهر المغرب رائدا في هذا التوجه أيضا، خاصة في مجال البحث ودعم المرضى وتخصيص مستشفيات ومرافق طبية للفحص الأولي والتشخيص، ثم العلاج في مرحلة ثانية.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن المغرب رائد في منطقته، بخصوص الوصول للمرضى وتشخيص المرض ودعم توفير العلاج المناسب.
وقال متدخلون إن المشاريع التي أطلقت بالمغرب رائعة، وتدعو للارتياح، مبرزين أن عدد الوفيات تقلص بشكل كبير، مع ارتفاع المتعافين، وذلك راجع إلى الشراكات والتعاون بين القطاع الخاص ووزارة الصحة.
وتم التنويه أيضا خلال المؤتمر بدور الحكومة في المساعدة للوصول للمرضى وإقناعهم بإجراء الفحوصات، ودعمهم نفسيا وماليا.
دور سلبي لوسائل التواصل
حذرت كويري من دور وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل صورا سيئة عن المرضى، وتزيد من مخاوفهم حول شفائهم من المرض أم لا، ذاكرة أن جمعيتها تعاملت مع 1140 امرأة عانت بسبب سرطان الثدي، إذ كن يبحثن فقط عن معلومات حول المرض قبل التحدث عن العلاج والفحوصات.
وشددت المتدخلة نفسها على أن في المغرب معتقدات سلبية وخاطئة حول السرطان، تحاول جمعيتها محاربتها بحملات التوعية لإخبار الناس بالحقيقة والتقليل من خوفهم.
ودعت كويري المتعافيات من السرطان إلى إعطاء ثقة وقوة أكبر للمصابين الجدد، خاصة النساء منهن، اللواتي يعانين نفسيا في بداية الإصابة.
ومن بين المشاريع الرائدة بالمغرب، حسب المتحدثة نفسها، هناك مشروع مدارس وجامعات دون سرطان، بشراكة مع وزارة الصحة، ومؤسسات من القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني، إذ كان المغرب ثاني بلد يطلق فيه هذا المشروع.
أهمية الذكاء الاصطناعي
أجمع المتدخلون على أهمية الذكاء الاصطناعي دورا مساعدا للطبيب والمريض في الفترة نفسها.
وشدد المتدخلون على أن الذكاء الاصطناعي يساعد أكثر على الوصول للمرضى البعيدين، أو الذين يقطنون مناطق جبلية وفي الأرياف، بغية متابعة حالتهم والتواصل معهم.
وقال المتدخلون إن الذكاء الاصطناعي في هذا المجال آمن وموثوق، وإن نتائجه إيجابية، بما أن الطبيب هو من يدبر استعماله، بناء على صحة كل مريض وظروفه.
ونفى خبراء أن يأخذ الذكاء الاصطناعي مكان الأطباء أو الدكاترة والعلماء في هذا المجال، مبرزين أن دور الطبيب والبحث العلمي حاسم ومهم وضروري.
وشبه علماء ظهور الذكاء الاصطناعي في حياة الأطباء، ببروز الآلة الحاسبة، والتي قال البعض في البداية إنها ستأخذ مكان الأستاذ وعالم الرياضيات، لكن الوقت أظهر العكس، إذ لا يمكن للذكاء الاصطناعي مهما تطور أن يأخذ مكان أحد.