الروداني: الزيارة القصيرة ليست صدفة وبكين تعول على الرباط إفريقيا استقبل صاحب السمو الملكي، ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء أول أمس (الخميس) بالبيضاء، شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، الذي يقوم بزيارة قصيرة إلى المغرب. وبتعليمات من الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الرئيس الصيني عند نزوله من الطائرة بمطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، رفقة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة. ورافق الرئيس الصيني وفد يتكون على الخصوص من "كاي تشي"، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و"وانغ يي" عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، وهوا تشونينغ نائبة وزير الشؤون الخارجية. وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الشرفية للمطار، توجه الموكب الرسمي نحو مقر إقامة الرئيس الصيني بالعاصمة الاقتصادية للمملكة. وتعكس هذه الزيارة عمق علاقات الصداقة والتعاون والتضامن التي تربط الشعبين المغربي والصيني، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس وشي جين بينغ، الرئيس الصيني للمضي قدما في مسار تعزيز الشراكة الإستراتيجية الصينية المغربية التي تم إرساء دعائمها خلال الزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى الصين في 16 ماي 2016. وراج في صالونات "الرباط" أن الصين قد تتجه لدعم الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، علما أن هذا البلد لم يسبق له ان استعمل "الفيتو"، أو اعترض على أي قرار صادر عن مجلس الأمن، والذي تعده الولايات المتحدة الأمريكية، منافسها القوي في العالم وبالمحافل الدولية، إذ تمتنع الصين الشعبية، رفقة روسيا الاتحادية عن التصويت رغم محاولات خصوم الوحدة الترابية جرهما لمناوءة مبادرة الحكم الذاتي. وإلى ذلك، قال الشرقاوي الروداني، الخبير الاستراتيجي في إفريقيا، لـ " الصباح" إن الرئيس الصيني اختار المغرب للقيام بزيارة قصيرة للاستراحة دون غيره من البلدان، وأن هذا لم يكن صدفة، بحكم نوعية العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين البلدين. وأكد الشرقاوي أن الصين الشعبية تعول على المغرب لدوره الريادي في إفريقيا، لأجل تحسين علاقاتهما نحو الأفضل، إذ تربطهما علاقات متطورة في الجانب المتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري. وأوضح أن الرسالة المستفادة من هذه الزيارة القصيرة، تظهر أهمية المغرب بالنسبة للصين والرؤية الإستراتيجية للرباط ووضعية منطقة البحر الأبيض المتوسط، والدول الإفريقية المطلة على الأطلسي ضمن المبادرة المغربية التواقة إلى تنشيط القارة السمراء اقتصاديا، خدمة لمصالح شعوبها، ومصالح شعوب الدول الصديقة. وأضاف أن الزيارة الصينية ولو أنها قصيرة، تعكس التفاهمات الإستراتيجية الموقعة بين البلدين، التي تم إرساؤها إثر زيارة جلالة الملك إلى الصين الشعبية في 2016 والتي أكدت على ملامح تحول عميق في العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. أحمد الأرقام