دب تعب شديد في صفوف بعض "نواب الأمة"، بعد 23 ساعة من الأشغال المتواصلة داخل لجنة المالية، الذين غالب بعضهم النوم، واختار سرقة دقائق من "النعاس" فوق الكراسي المخصصة لمكاتب الفرق، فيما غادر آخرون إلى "الفنادق المجانية"، حتى تلقوا اتصالات هاتفية من موظفين، وعادوا مسرعين إلى القاعة 11، لحظة التصويت. وقضى فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ليلة بيضاء داخل القاعة 11 بمجلس النواب، وهو يناقش ويرد ويحاجج نوابا ونائبات تقدموا بأكثر من 500 تعديل. واستعان لقجع، الذي أقلع عن التدخين، بفناجين قهوة سوداء ومياه معدنية، كان يوفرها له مصطفى الريالي، العامل بمطعم البرلمان، ليغالب النوم وتعب السهر، ليرد ويشرح أسباب رفض الحكومة الكثير من التعديلات التي جاءت بها فرق الأغلبية والمعارضة. وغادر العديد من أعضاء لجنة المالية القاعة إلى فنادق الرباط، من أجل الخلود للنوم، في الوقت الذي صمد آخرون إلى حدود الثامنة والنصف من صباح أمس (الأربعاء)، وهو التوقيت الذي انتهت فيه الأشغال، علما أن اللجنة بدأت عملها منذ التاسعة والنصف من صباح أول أمس (الثلاثاء). وتعليقا على صمود فوزي لقجع وقضائه ليلة بيضاء داخل المؤسسة التشريعية، رفقة قلة قليلة من النواب لم يتجاوز عددهم 37 نائبا ونائبة، قال نواب من الساهرين في القاعة 11، "لا نعرف من أين يستمد الوزير لقجع كل هذه الطاقة والحيوية". وأضافوا منوهين "تبارك الله عليه، والله يبارك ليه فصحتو". وغالب النوم بعض النواب، الذين شوهد البعض منهم ينام للحظات فوق طاولات مقصف البرلمان، متوسدا يديه، قبل أن يبلل وجهه بالماء، ويعود إلى القاعة لمواصلة الاستماع إلى ردود وتعليلات الحكومة في شخص الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، الذي حضر وحيدا، وتحمل ساعات طويلة، دون أن تخفف عنه نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، التي غابت عن الاجتماع طيلة مناقشة التعديلات. ومن سوء حظ بعض نواب المعارضة، وأبرزهم الثنائي بوانو والإبراهيمي، واليسارية منيب، والحركي السنتيسي، أنهم لم يفلحوا في فرض تعديلاتهم، لأنهم وجدوا أمامهم حارسا يقظا اسمه لقجع، تصدى ورفض تعديلاتهم بالحجة والإقناع والشرح المفيد. وإذا كانت رئيسة اللجنة، التي ضاعت منها حقيبة وزارية، قد بصمت على حضور لافت، وسط غابة من "الرجال"، فإنها أخطأت في بعض اللحظات، خصوصا عندما كانت ترفع صوتها عاليا على النواب، وكأنها داخل نشاط حزبي في مقر حزبها. عبد الله الكوزي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma