لم يتغير موقف المتهم الفرنسي بيير باسكال، من هيأة الحكم أول أمس (الخميس)، إذ أصر على رفضه المثول أمام هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، رغم تحذير المحكمة له أكثر من مرة، لتقرر مناقشة ملفه وإدخاله المداولة، والنطق بالحكم في اليوم نفسه بإدانته بخمس سنوات سجنا نافذا بعد متابعته بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية.ورفض مبايع تنظيم "داعش" الوقوف في قفص الاتهام للمرة الخامسة، إذ بقي في مكانه بالقفص الزجاجي بلباسه الأفغاني الذي يوضع به المتهمون، ورفض الحديث حتى مع القوة العمومية التي سخرتها له هيأة المحكمة، وأمام امتناعه الوقوف أمام الهيأة مؤازرا بدفاعه، المعين في إطار المساعدة القضائية، عمدت المحكمة إلى إنذاره طبقا للفصل 423 من قانون المسطرة الجنائية، الذي يعطي إلى المحكمة في "حال رفض المتهم المعتقل الوقوف أمام هيأة المحكمة أن تعين كاتب الضبط يتلو عليه محضر المناقشات وملتمسات النيابة العامة والأحكام والقرارات التمهيدية الصادرة في غيبته. وينقل المتهم من جديد إلى الجلسة عند انتهاء المناقشات حيث يصدر القرار بحضوره"، إلا أنه تمسك بعدم الحضور، وأعطيت مباشرة الكلمة لممثل النيابة العامة الذي التمس الحكم على المتهم بعقوبة سجنية نافذة بالنظر إلى خطورة الأفعال المنسوبة إليه ، وأدرج الملف للمداولة.وبعد رفع الجلسة دخل كاتب الضبط رفقة المترجم إلى القفص الزجاجي حيث يوجد المتهم وتم إشعاره بقرار الإنذار وملتمس النيابة العامة.وسبق للمتهم الذي رفض الوقوف أمام المحكمة أن أقر في تصريحاته في سائر مراحل البحث التمهيدي والتحقيق الابتدائي والتفصيلي لدى قاضي التحقيق، أنه يحمل فكرا متطرفا، مشيرا إلى أنه لم يكن ينوي القيام بأي أعمال إرهابية داخل المغرب، واعترف أنه سبق له أن بايع تنظيم "داعش".واعتقل من قبل عناصر المنطقة الأمنية بسيدي سليمان بأحد المساجد هناك، مباشرة بعد الإشادة بالتنظيم الإرهابي العالمي "داعش"، ونسب إليه أنه عاتب إمام مسجد التقوى بسيدي سليمان، لأنه يقوم بالدعاء لملك المغرب، وادعى أن أبا بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" هو أمير المؤمنين الوحيد، وأن هذا التنظيم قادم لا محالة إلى المملكة من أجل "تحريرها"، مضيفا أنه كان يود السفر إلى سوريا وأن له علاقة هناك ببعض أصدقائه المنتمين إلى الدولة الإسلامية.وأعلن باسكال، المزداد عام 1973 ، بكلمار في فرنسا، إسلامه سنة 2003 بالمسجد الكبير في باريس، وتعلم اللغة العربية وأصول الدين، وشرع في الاطلاع على المواقع الإلكترونية التي تشيد بالعمليات الجهادية، ليقتنع في يوليوز 2006 بهذه الأفكار المتطرفة ، ليبدأ البحث عن فرصة للتسلل إلى العراق والانضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بالسفر إلى دمشق، إلا أن مشروعه فشل فعاد إلى فرنسا.كريمة مصلي