تفاصيل مجزرة القنيطرة التي ارتكبها مفتش شرطة

فرقة أمنية خاصة أشرف عليها ارميل تقنع الشرطي بتسليم نفسه والوالي العدوي تجهش بالبكاء فاجعة جديدة تهز القنيطرة،وتنضاف إلى سلسلة جرائم القتل النوعية التي شهدتها منطقة الغرب، بعدما ارتكب مفتش شرطة ممتاز يشتغل بالدائرة الأمنية التاسعة بعد زوال أول أمس (الخميس) مجزرة في حق زوجته الشرطية بالمصالح الاجتماعية بولاية أمن المدينة، ووالديها بواسطة سلاحه الوظيفي من نوع «بيرتا» الذي كان يحتوي على 25 رصاصة، وأطلق منها خمس رصاصات. عبد الحليم لعريبي (موفد الصباح إلى القنيطرة) بدأت المأساة بعد الثالثة والنصف عصرا حينما عاد الشرطي من إجازة قضاها بفاس ومراكش حسب أقوال حسن هركوش «سانديك» العمارة التي يقطنها المفتش الممتاز. وأوضح أن الشرطي قام بإرجاع والدته من الدارالبيضاء، بعد خلافات سابقة لزوجته معها.هركوش المسؤول عن إقامة «أيمن» كشف في حديثه حول ما عاينه، أنه بعد الثالثة والنصف سمع دوي طلق ناري، اعتقد في البداية أنه كسر أخشاب، وأثناء توالي طلقات نارية أخرى، اتضح له أن الأمر يتعلق بجريمة قتل أخرى بالرصاص الحي.حسن هركوش الذي حضر أطوار المأساة قال في تصريح ل»الصباح» إن الجاني كان في خصام دائم مع زوجته، ما أثار الكثير من القلق والإزعاج لدى قاطني الإقامة، رغم أن المتحدث ذاته يضيف أن كان طيبا ومتدينا، كما كان يواظب على صلاة الفجر باستمرار. وبعد الخصام الذي وقع مع زوجته طيلة صباح أول أمس، حضر والداها إلى منزلهما، بعدما أمرها الجاني بمغادرة بيت الزوجية. وبعدما انتهى من الخصام مع صهريه وزوجته، توجه المفتش إلى موقف السيارات بأسفل العمارة وصعد إلى سيارته من نوع «فيات باليو» قصد التوجه إلى مسقط رأسه بسيدي يحيى الغرب، ولاحقه والد زوجته عبر مصعد العمارة، وقال له بالحرف حسب السانديك «إلى كنتي راجل هبط عندي» ما أثار غضب رجل الأمن الذي أحس بالاستفزاز، وأطلق الرصاصة الأولى على صهره في داخل الطابق تحت الأرضي. وبدأ الصهر يصرخ ويطلب إناء ماء، وبعدها أطلق عليه الرصاصة الثانية تسببت في إسقاطه أرضا، وصوب إليه الرصاصة الثالثة التي أفقدته توازنه وهو يقول له «هاك ها الما» يقول شاهد عيان آخر كان إلى جانب مفتش الشرطة. ويضيف شهود عيان أن إطلاق الرصاصات الثلاث تسبب في حالة من الهلع والخوف في صفوف قاطني العمارة، لتهبط زوجته رفقة والدتها بسرعة لمعرف ما حدث، فأطلق عليهما رصاصتين، وصعد بسرعة إلى منزله وأغلق الباب رفقة طفليه، ويبلغ الأول من العمر ستة أشهر بينما الطفلة الثانية تبلغ من العمر سنتين. ومباشرة بعد الحادث بثلاث دقائق هرع مسؤولو مختلف وحدات الشرطة من أمن عمومي وشرطة قضائية واستعلامات عامة وعناصر تابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية، إلى مكان الحادث، كما أرسلت المديرية العامة للأمن الوطني فرقة أمنية خاصة مهمتها التدخل، وأشرف بوشعيب ارميل المدير العام لمديرية الأمن على عناصر الفرقة، التي طلبت من مفتش الشرطة تسليم نفسه وترك سلاحه الوظيفي، كما استعانت مصالح التدخل الأخرى بوالديه من سيدي يحيى الغرب وبخاله وأفراد من معارفه، وبعد مفاوضات معه سلم نفسه لمصالح الشرطة، وبعد خروجه من الإقامة السكنية أجهش بالبكاء، وسارعت عناصر الشرطة والوقاية المدنية بنقل الجثث إلى مستودع الأموات. وتوصلت عناصر الشرطة القضائية إلى أن المفتش كان يتوفر على 25 رصاصة أطلق منها خمس رصاصات، ولازال يحتفظ بعشرين رصاصة أخرى، ما دفع إلى التردد في اقتحام شقته، خوفا من ردة فعله، كما دفع بالفرقة التي بعثها المدير العام لمديرية الأمن الوطني بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة تفاديا لسقوط قتلى آخرين.مشهد مؤلم هو ذلك التي أقدمت عليه زينب العدوي والية أمن جهة الغرب اشراردة بني احسن، التي عانقت طفلي مفتش الشرطة وهي تجهش بالبكاء، وظلت غير بعيد عن مقر الإقامة التي شهدت المجزرة.وبعد نقل الجاني إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، وانسحاب المسؤولين الأمنيين الكبار من مسرح الجريمة، ضربت عناصر التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة طوقا على الإقامة، بعدما تجمهر المئات من المواطنين، محاولين الدخول إلى موقف السيارات للوقوف على آثار الجريمة، وسمح لبعض الصحفيين بمعاينة مسرح الجريمة. وكشف سانديك أن طبيبا يقطن بالعمارة ذاتها سبق أن تنبأ بوقوع الجريمة وباستعمال الرصاص فيها، بعد توالي الخصام بين المفتش وزوجته الشرطية وإحداثهما صخبا باستمرار، ما تسبب في إزعاج قاطني العمارة.وانتقل المواطنون الراغبون في معرفة ما جرى إلى مستودع الأموات بعاصمة الغرب، وسارعت عناصر الشرطة إلى تطويق المستودع، وأمر الوكيل العام للملك بإجراء تشريح طبي على جثث الهالكين.وحسب الروايات التي تناقلتها مصادر مطلعة فالموقوف كان معروفا بانضباطه في العمل وباحترامه لرؤسائه المباشرين، سواء أثناء اشتغاله في الدائرة الأمنية الأولى أو التاسعة بولاية أمن القنيطرة.وعلمت «الصباح» أن بوشعيب ارميل أصدر بوشعيب ارميل تعليماته إلى مؤسسة محمد السادسة للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني بإيفاد أطباء نفسيين قصد تقديم الرعاية النفسية لطفلي مفتش الشرطة، وتكفل والديه بتسلمهما.ولازالت المصالحة الولائية للشرطة القضائية تحقق إلى غاية زوال أمس (الجمعة) مع الموقوف في انتظار تقديمه أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، قصد استنطاقه في تهم القتل العمد باستعمال السلاح الناري الوظيفي.وفي سياق متصل، استدعت الضابطة القضائية أفراد عائلة الهالكين قصد الحصول على معطيات تفيد البحث في شأن طبيعة الخلافات التي كان الشرطي وزوجته، كما استمعت إلى والديه وأشقائه.

تفاصيل مجزرة القنيطرة التي ارتكبها مفتش شرطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تدشين مقرين أمنيين بالبيضاء

مكالمة هاتفية من العدوي تمنع الجاني من الانتحار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات