مطالب بالتحقيق في تورط مركب لصيد السردين في توزيع «دوراد»على قوارب بعرض البحر كشفت مصادر مطلعة عن فضيحة جديدة بالصيد البحري، تكشف الفوضى التي تسود القطاع وتواطؤ جهات عديدة في استنزاف الثروة السمكية، بسبب سياسات محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وقالت المصادر نفسها إن ما شهدته سواحل الداخلة، الأحد الماضي، يصنف ضمن الاختلالات التي تصل إلى حد شبهة "الفساد والتواطؤ" بين عدة متدخلين في القطاع، بخصوص ما أسمته التغاضي عن "سوق سوداء" لتهريب الأسماك في عرض البحر، دون فتح تحقيق، علما أن المهربين أنفسهم تحدوا الجهات نفسها بنشر صور فوتوغرافية توثق عملياتهم. وروت المصادر ذاتها تفاصيل الفضيحة إذ عمد مركب للصيد، مخصص لصيد السردين، إلى صيد ما يفوق 80 طنا من سمك "دوراد"، على مقربة من نقطة التفريغ "لبويردة"، ثم استنجد بحوالي 10 قوارب لمقربين من صاحبه وأصدقائه، الذي قصدوا البحر لتنظيم "سوق سوداء" تم خلالها توزيع كميات السمك، حتى لا تنكشف خطتهم، ثم توجهوا إلى نقطتي التفريغ "لبويردة" و"لاساركا"، وتم بيع المحصول بثمن بخس قدر بـ 37 درهما للكيلوغرام، علما أن ثمنه يصل أحيانا إلى 150 درهما. وطالبت المصادر نفسها بفتح تحقيق قضائي حول المتسترين على استنزاف الثروات السمكية في المنطقة، مشيرة أن مندوب الصيد البحري، نأى بنفسه عن الموضوع، مدعيا أن "المهم هو وصول السمك" إلى الميناء، رغم أن القانون يمنح له اتخاذ إجراءات قانونية مشددة، منها سحب رخصة القارب وتسجيل المخالفات والإحالة إلى القضاء، بتنسيق مع باقي الجهات. وذكرت المصادر ذاتها أن الفضيحة الجديدة عنوان للتسيب وغياب المحاسبة، فقوارب الصيد المشاركة في "السوق السوداء" اتفقت على مناصفة الأرباح، تطبيقا لمبـــدأ "رابح رابح"، على حســاب القوانين والمؤشرات والتقارير التي تحذر من استنزاف الثروة السمكية، مستغلـــة بعض الهفـــوات ومنها غيــاب محـــام مكلف بقضايا المخالفات بمندوبية الداخلة منذ حوالي سنة ونصف سنة. وجددت المصادر نفسها مطالبة النيابة العامة والدرك الملكي في المنطقة بفتح تحقيق شفاف حول المتورطين، وتقديمهم للعدالة، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن مسؤولية الوزارة الوصية على القطاع لا غبار عليها وتعكس "الاختلالات التي أدت إلى الفوضى، خاصة أن ممثليها يعجزون عن القيام بالأدوار المنوطة بهم، في ما يخص تنظيم المجال ومراقبة العمل فيه، ومحاربة كل أشكال الفساد التي تعتريه". خالد العطاوي