يبدو أن الظروف الاجتماعية التي تعيشها الأسر المغربية، أثرت على مجموعة من السلوكيات العائلية، من بينها التغذية، إذ انتشرت في السنوات الأخيرة بين مختلف الأحياء محلات بيع الأطعمة الجاهزة، في الوقت الذي عرفت سوق دخول العلامات العالمية، انتشارا في عدد من شوارع كبريات المدن المغربية، سيما البيضاء والرباط ومراكش، وهذا راجع إلى اتساع قاعدة الزبناء، وارتفاع الطلب.بحي المعاريف، على غرار مجموعة من الأحياء السكنية أو التي تضم مجموعة من الوحدات المهنية، توجد مجموعة كبيرة من المحلات المتخصصة في بيع «فاست فود" والتي تعرف إقبالا كبيرا خاصة في أوقات الذروة، إذ تشهد هذه المحلات رواجا رغم أن العديد من الأشخاص على دراية بالأضرار الصحية للمأكولات المعروضة، تتضمن غالبا بعض المواد الكيميائية التي تساهم في بقائها صالحة لمدة طويلة، تقول خديجة، مستخدمة بحي المعاريف، مؤكدة في حديث لـ"الصباح" أنه ليس هناك حل حول تنويع الوجبات الغذائية اليومية، إذ أن ظروف العمل تحتم عليها مثل باقي زملائها تناول الغذاء خارج البيت، وتبقى المحلات المتخصصة في بيع المأكولات الخفيفة الحل الوحيد أمامها.من جهته قال محمد المعاطي، مشتغل بأحد مراكز النداء بالعاصمة الاقتصادية، إنه يتجه يوميا صوب المحلات المتخصصة في بيع المأكولات الخفيفة أو «المحلبات" من أجل تناول بعض الوجبات، خاصة أنه يشتغل لساعات طويلة، مؤكدا لـ"الصباح"، أن ظروف العمل جعلته يتخلى عن مجموعة من العادات السليمة في تناول الغذاء، مبرزا أنه يحن بين الفينة والأخرى إلى أكل البيت لكنه لا يستطيع تحقيق ذلك، إذ بات يعتبره حلما صعب المنال.وأشار الدكتور أكرم جاد ناجي، طبيب عام، في حديث لـ"الصباح"، أن عددا كبيرا من المواطنين تخلوا عن بعض السلوكيات المتعلقة بالتوازن الغذائي نتيجة مجموعة من العوامل، وهو ما بات يهددهم بمجموعة من الأمراض في مقدمتها السمنة والتي لها عواقب وخيمة على العضلات والعظام والتنفس، مع إمكانية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة منها السكري.ياسين الريخ