خرج شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عقب اجتماع مع ممثلي التعليم، ببلاغ أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه مضحك أو جاء لذر الرماد في عيون الأسر المثقلة بمصاريف الدخول المدرسي والواجبات الشهرية السمينة التي تضخ في حسابات أصحاب المدارس الخصوصية. الوزير الذي ننتظر بركته، مثلما تنتظرها آلاف الأسر لتخليصها من جشع المدارس الخصوصية وعبء واجبات التسجيل وإعادة التسجيل التي ترتفع كل سنة "دخل للمدرسة ببلغتو"، ليخرج ببلاغ يتيم جاء فيه بالحرف، حتى لا نظلم الرجل، "نبه بنموسى ممثلي قطاع التعليم الخصوصي إلى عدم رفع رسوم التمدرس وعدم إثقال كاهل أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، مؤكدا على ضرورة الحرص على أن تتناسب الواجبات مع الخدمات التربوية المقدمة". "يا سيدي بقا تنبه حتى لعام الجاي شكون غادي يتسوق لك" ، فالأمر لا يتطلب مجرد تنبيه، يعلم أصحاب المدارس أنه لن يضرهم في شيء في حال إلى "ما بغاوش يتنبهو" لكلام الوزير، بقدر ما يحتاج إلى قرار واضح ومدروس ومعزز بأرقام تحدد بشكل دقيق مداخيل ومصاريف المدارس الخصوصية والثروات التي جناها أصحابها من وراء مشاريعهم، ومحاولة تحقيق تناسبية بين الخدمة المقدمة والواجب الشهري الذي يؤديه الآباء. التنبيه سيدي الوزير مجرد تنبيه يؤخذ به وقد لا يؤخذ به وغالبا ما لا يؤخذ به مثلما فعل أصحاب المدارس الخصوصية، فبمجرد أن غادروا باب وزارة التربية أعلنوا زيادة في واجبات التسجيل، التي تظل في الأول والأخير بدعة، لأنه لا يعقل أن يؤدي الآباء رسوم التسجيل كل سنة، في المدرسة التي التحق أبناؤهم بها وهم لم يتعدوا ثلاث سنوات من عمرهم، والزيادة تشمل الكتب المدرسية، خاصة الفرنسية والإنجليزية التي تحول معها أصحاب بعض المدارس إلى تجار بعد أن يعيدوا بيعها بأثمنة مرتفعة، لاتثقل فقط كاهل الأسر، كما جاء في بلاغ الوزير، بل تصيبها في مقتل، خاصة في ظل الغلاء الذي طال كل المواد. السيناريو نفسه يتكرر كل سنة، الكلام والبلاغات ذاتها يكتبها الوزراء المعنيون، لتستمر معاناة الأسر، خاصة في ظل تعليم رديء تقدمه المدرسة العمومية، التي تجد نفسها في كل مرة في ورطة بسبب تخلف مناهج وآليات التدريس. سيدي الوزير على الأقل وفروا مدارس جيدة تمكن الآباء من الاختيار، حتى لا يضطروا إلى الارتماء في جحيم المدارس الخصوصية. الصديق بوكزول للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma