يهاجم مصر للوصول إلى غزة ووزير يدعي أن الجزائر ذكرها الرسول يجد عشاق الكوميديا أنفسهم، في الحملة الانتخابية لعبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، أمام عرض جديد من التهريج السياسي، فتبون يبدو أنه قرر رفع سقف السخرية إلى مستويات غير مسبوقة، مقدما للعالم صورة هزلية لبلاده "قوة خارقة تتحكم في مصائر الأمم وتطلق وعودا تتجاوز حدود الواقع". ففي بلد يعاني بسبب طوابير طويلة للحصول على أبسط مقومات الحياة، ويهرب شبابه عبر قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل، يخرج تبون بتصريحات غريبة لا تمت للواقع بصلة، حتى أنه خلال تجمع انتخابي في ولاية قسنطينة، وبصفته مترشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة، أعلن تبون بجدية مطلقة أن "الجزائر مستعدة لبناء ثلاثة مستشفيات في غزة"، إذا فتحت الحدود البرية بين مصر والقطاع. وكأن الرجل اكتشف وصفة سحرية لحل مشاكل العالم، بينما ترك مشاكل بلاده الحقيقية دون حلول، تنتظر بفارغ الصبر وعوده التي لا تتجاوز أنها شعارات فارغة. ويبدو أن تبون قد حجز لنفسه مقعدا دائما في مسرح السخرية السياسي، حيث يواصل عرض مسرحيته الهزلية بتصريحات تفتقر إلى الدبلوماسية، في الخطاب نفسه، قال بكل ثقة: "لو فتحوا لنا الحدود بين مصر وغزة، الجيش مستعد، وسنبني ثلاثة مستشفيات في ظرف 20 يوما فقط". وأضاف، وكأن الجزائر لا تخلو من مشاكل: "نحن مستعدون لإرسال مئات الأطباء إلى غزة لإعادة بناء ما دمره الصهاينة". المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التصريحات، التي يحاول من خلالها تبون الظهور بطلا قوميا لا يُقهر، تأتي في وقت تواصل فيه السلطات الجزائرية قمع أي وقفات احتجاجية داعمة لفلسطين، ما يكشف بشكل واضح الأهداف الحقيقية لمرشح النظام العسكري، الذي يبدو أنه نسي أن الأفعال هي التي تُثبت الأقوال، وأن الشعارات الجوفاء لم تعد تنطلي حتى على البسطاء. وفي فصل آخر من فصول التهريج الذي لا ينتهي في الجزائر، صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، بأن الحديث النبوي "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق"، المقصود به الجزائر، والمدهش أن الوزير لم يظهر عليه أي خجل أو تردد وهو يواصل قائلا، إن عقبة بن نافع كان جزائريا. ويستمر التهريج في الجزائر بلا نهاية، وكأن الشعب بحاجة إلى معجزة لينجو من هؤلاء "الزعماء"، الذين سيكتب في صفحات التاريخ أن العالم كاد يموت ضحكا من غباء بعضهم. خالد العطاوي