مجموعة قصصية تضم 20 قصة لنقل صور الموت وعذاب الخوف من الفيروس يقتفي القاص عبدالرحيم سحنون، أثر المذاني إنسانا جبليا محبا ومقبلا على الحياة رغم مرارتها. وينقل في 115 صفحة من الحجم المتوسط من مجموعته القصصية "المذاني تحت رحمة الخنازير"، صورا مختلفة وتجاذبات من حياته الحبلى بالمفاجآت والألم، سيما إبان انتشار فيروس كورونا أو "الوحش الخفي" المتربص بحياة الناس. ويخصص جزءا مهما منها للفيروس وظهوره ونوادر زمنه وقرابين كورونا والهروب منها إلى القبر، في قصص بعناوين تشتم منها رائحة الموت والألم يتخذ تجليات متنوعة باختلاف اللحظات ومواقيت السرد الحكائي لوقائع مستمدة من التراث المحلي وحيث الجبال الشامخة مسقط رأس المذاني الشخصية المحورية المثيرة للعطف. "قرابين كورونا" و"كورونا والهروب إلى القبر" و"ظهور الوحش الخفي كورونا" و"نوادر زمن كورونا" عناوين لقصص حبلى بألم الفيروس لما تحول طريقا سالكة نحو الموت وعذاب القبور وما استقبلته من ضيوف وما رافق وداعهم من دموع وأنين قبل عودة الباكين لجحيم دنيا لم تعد تساوي شيئا في زمن موت سببه كورونا. ولم يخصص سحنون مجموعته القصصية الأولى فقط لهذا الفيروس وما وازى انتشاره من خوف وترقب وتوجس وما خلفه من نتائج كارثية على البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية للمجتمع المغربي. وتطرق لمواضيع أخرى تستشف من بعضها رائحة السياسة في قصتي "التناقضات وجهود المخزن" و"ركيزة في الرباط". وبذلك وبغيره من الصور، بقي "المذاني تحت رحمة الخنازير" في حياته وتحركه وعلاقاته الاجتماعية المتشعبة في زمن لم يعد فيه للقيم معنى، فأصبح الطبل مخروقا والدم سائلا من عشاقه، حينما رقصت المصالح على حبال حياة إنسان مسلوب الإرادة يعيش على الأمل والحلم تجهضهما مطبات وعراقيل مختلفة ومتنوعة. وتتكون المجموعة من 20 قصة بعناوين مختلفة يمتح بعضها من التراث المحلي وحكايات "التوحيمة" و"زواج البركة" و"العقد الضائع" و"القفلوج" و"الكروجة" وغيرها، وحيث للحمير شوك في عشبة الكيف المشهورة بمنطقة غفساي بتاونات التي يتحدر منها الكاتب، بإنتاجها وزراعتها قبل وبعد تقنينها في السنين الأخيرة. وزينت غلاف المجموعة القصصية "المذاني تحت رحمة الخنازير"، لوحة تشكيلية رائعة للفنان علي العيشاتي، وصدرت في طبعتها الأولى عن مطبعة بلال بفاس، لكاتبها عبد الرحيم سحنون ابن غفساي ميلادا ومنشأ، الذي يعتزم إصدار إبداعات أخرى ينكب على كتابتها في أفق إخراجها للوجود في الشهور المقبلة. حميد الأبيض (فاس)