كسب المال والاحتكاك مع السوق والزبائن خطوة أولى في مسار تجار ومقدمي خدمات الغد في الوقت الذي يقترن فيه فصل الصيف في ذهن فئة كبيرة من الشباب بالاستمتاع بالعطلة والسفر، تجده فئة أخرى فرصة من أجل اختبار قدراتها التسويقية والتجارية، في فترة تكون فيه لدى الزبون قابلية كبيرة للاستهلاك. وهناك جزء مهم من الشباب، الذين يعرضون عن إضاعة الوقت في ألعاب الفيديو أو كرة القدم أو غيرها من الأنشطة، التي لا تعود بالربح على ممارسها في أغلب الأحيان، ويطرقون باب التجارة وتقديم الخدمات، من أجل خوض تجارب في سوق المقاولة وتقديم الخدمات، وربح قدر مهم من المال في فترة الصيف، قبل العودة إلى الدراسة. وهناك مجموعة من المهن التي يمارسها الشباب في هذه الفترة، بعضها لا يحتاج إلى الكثير من المعرفة والخبرة، والبعض الآخر يكون صاحبها حاملا لأفكار جديدة تدر عليه المداخيل. ويعتبر "الإربي إن بي" أحد أهم المهن التي ينشط فيها الشباب، خاصة الذين يتابعون دراستهم في المدارس العليا أو حديثو التخرج، إذ يقومون بكراء مجموعة من المنازل من أصحابها في فترة الصيف، ويعيدون كراءها بشكل يومي أو أسبوعي للسياح، خاصة في مدن الشمال أو مدن الساحل الأطلسي. وتعتبر هذه التجربة ناجحة ومربحة، إذا كان الشخص يتوفر على مهارات في التسويق، وله القدرة على الحصول على قسط من سوق الأجانب الذين يزورون المغرب، ويرغبون في قضاء ليال معدودة في كل مدينة، والذين يبيتون في غرف أو منازل، مقابل أداء قسط معين من المال، وغالبا ما يكون الربح أكبر، إذا قام الشخص بكراء كل غرفة على حدة. وبالإضافة إلى كراء المنازل في الصيف، هناك عشرات المهن الأخرى التي يزاولها الشباب، منها كراء أدوات السباحة، بداية بسترات النجاة إلى الدراجات المائية والمراكب، وغيرها من الأدوات التي تسمح بممارسة رياضات وأنشطة بحرية. وهناك مهنة أخرى أصبحت مدرة للدخل بدورها، ولا تحتاج إلى استثمار كبير، ويتعلق الأمر بالتقاط الصور بجودة عالية، إذ أن مجموعة من الشباب الموهوبين في التصوير، يقصدون الإطلالات الشاعرية والمناطق الجميلة على البحر، ويقترحون على الزوار أخذ صور لهم، إذ يقومون بإعدادها وتصحيحها وإرسالها لصاحبها بعد ذلك. وأما الأشخاص الذين لا يتوفرون على مهارات كثيرة، فيلجؤون إلى بيع المواد الغذائية أو المياه، أو بعض الحلي والتذكارات في المناطق السياحية، ما يدر عليهم دخلا ماليا مهما. عصام الناصيري