ما هي في نظرك الأسباب وراء حدوث جرائم القتل سيما بين الإخوة؟ صحيح نسمع من خلال وسائل الإعلام، وكذا ما يروج داخل المحاكم عن وجود جرائم قتل بين أفراد الأسرة الواحدة، وفي نظري هناك أسباب متعددة ومتداخلة في الوقت نفسه، ويبقى الصراع على الإرث من الأسباب الرئيسية، ولا يكاد بيت مغربي لا توجد فيه خلافات وصراعات حول الإرث، سيما بالعالم القروي، ويتحول هذا الصراع إلى القطيعة بين الإخوة وينتج عنها تبادل للاتهامات والضرب في الأعراض تنتهي في بعض الحالات إلى القتل والتسميم وتلفيق التهم، وينتقل هذا الصراع في ما بعد إلى حرب بين أبناء الإخوة، فتنتج عن ذلك بيئة حاضنة للكراهية والبغض والحقد. ولا يوجد الإرث وحده، بل هناك أسباب رئيسية أخرى. أين تكمن الأسباب الأخرى؟ هناك أسباب رئيسية أخرى وراء ارتكاب جرائم قتل وسط أفراد الأسرة الواحدة، ضمنها المخدرات والكحول، وبحكم طبيعة المجتمع المغربي تجد غالبا شخصا مدمنا وسط بيت الأسرة الواحدة، أما أشقاؤه وإخوانه الآخرون منضبطون وبعضهم متشددون، فيثيرون صراعا مع الشخص المنحرف، فيتحول الأمر إلى تبادل العنف يصل في بعض الأحيان إلى القتل، سيما إذا كان الطرف المنحرف مدمنا على تناول الأقراص الطبية المخدرة وباقي المواد المخدرة الأخرى، فيكون من السهل عليه ارتكاب جرائم بشعة. كيف نخرج من هذه الحوادث البعيدة عن قيمنا؟ > المسؤولية تتحملها أطراف متعددة، أولها التربية الأسرية، والتي كانت قديما تعتمد على احترام الأخ الصغير للكبير، بل ذهبت بعض الأعراف داخل الوسط المجتمعي والقبلي، إلى عدم زواج الأقل سنا داخل الأسرة إلا بعد موافقة الأكبر سنا في حال عدم زواجه، بل ما نعايشه اليوم يتزوج الصغار حتى دون علم أولياء أمورهم، وتبقى كذلك المدرسة أيضا مسؤولة عن هذه الاختلالات الأسرية، إضافة إلى دور الإعلام الأساسي في إثارة النقاش حول المواضيع الصحية، ومنح مساحات لعلماء النفس والاجتماع والمحامين والقضاة للحد من هذه الآفات، عبر طرح بدائل تساهم في احترام الغير وحقوقه، ضمنها الحق في الحياة، كما يجب الإيمان بالقرارات القضائية النهائية في شأن موضوع الإرث والاحتكام إلى الأحكام القاضية بموضوع الشيء المقضي به، ولا يجب أن ننسى الحوار الأسري بين الآباء والأبناء، لتفادي السقوط في ارتكاب جرائم بشعة. حاتم عريب محام بهيأة الرباط أجرى الحوار: عبد الحليم لعريبي