أعفى خالد أيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، صباح أول أمس )الثلاثاء()، مديرة المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، أكبر مستشفيات دكالة، وكلف جلال سعيد اصباغي، المندوب الإقليمي للصحة، بتصريف المرحلة، إلى حين تعيين جديد في المنصب. وقدمت المديرة من البيضاء، التي قضت بها سنتين، بعد إعفائها من منصب مندوبة بالنيابة لوزارة الصحة بشيشاوة في 2019. واتخذ أيت طالب القرار، الذي ظل يراوح مكانه منذ السنة الماضية، عقب تقرير للمندوب الجهوي للصحة بجهة البيضاء سطات، طالب بإعفاء المعنية بالأمر. وذكر مصدر من المندوبية الإقليمية بالجديدة، أن المديرة المعفية منحت فرصة لتصحيح مسار التسيير، لكن الأمور سارت عكس المتوقع. وزاد مصدر "الصباح" أن وضعية الاحتقان داخل المستشفى بين الإدارة والجسمين الطبي والتمريضي، نزلت بمناخ العمل والعطاء إلى الحضيض، وكانت من أسباب استقالة أطر طبية اختارت القطاع الخاص على الاستمرار في وضع لا يوفر الشروط المطلوبة، خاصة بعد استقالة أطباء في عدة تخصصات، ومغادرة آخرين، دون سابق إشعار، قدر عددهم بأكثر من 15 طبيبا، ما نجم عنه تعطل العديد من التخصصات، وضمنها مصلحة طب وجراحة العظام، التي لم تعد بها مداومة، ما حكم على المرتفقين، بعد الرابعة عصرا التوجه نحو البيضاء أو مصحات خاصة، وأيضا تمديد غير مقبول في مواعد الفحوصات والعمليات الجراحية. كما أن الاحتقان بلغ ذروته مع الجسم النقابي، الذي نفذ العديد من الوقفات الاحتجاجية، ضد التوجه الذي اختارته المديرة المعفية، والذي ندد فيه بإغلاق قنوات الحوار لحل المشاكل المطروحة بالمستشفى، الذي عرف محطات صراع ساخنة بين المديرة والنقابة المستقلة، وبينها وبين الاتحاد العام للشغالين، التي بلغت حد المطالبة بإعفائها شرطا لاستقرار الوضع الصحي بالمستشفى، في وقت ظلت المديرة تعتبر ذلك عرقلة لمسار تغيير آمنت به، دون أن يصادف الالتفاف اللازم حوله من جميع الفرقاء. وربط أكثر من مصدر قيام أيت طالب بهذا القرار، بآخر زيارة للمفتشية العامة للوزارة إلى المستشفى، أواخر مارس الماضي، والتي رصدت مجموعة من التراجعات في نوعية العرض الصحي، المفروض أن تقدمه مؤسسة استشفائية صرفت الدولة على بنائها 40 مليارا، أمام ارتفاع لغط المرتفقين، الذين عبروا لأكثر من مناسبة عن تردي الخدمات الطبية، وسوء المعاملة التي يصادفونها بهذه المؤسسة الاستشفائية. عبد الله غيتومي (الجديدة)