أثار نشر لوحات عليها خطة إجلاء في حال تعرض الجديدة لضربة "تسونامي"، أول أمس (الثلاثاء)، هلعا لدى فئات واسعة من سكان المدينة، سيما أن العملية لم تكن مسبوقة ببلاغ من الجهة التي قامت بذلك. وتتضمن اللوحات كل الأماكن المرتفعة الآمنة في حال وقوع الكارثة، على خلفية أن العديد من الدراسات أكدت أن عاصمة دكالة توجد ضمن محور تسونامي، وأنها سبق أن تضررت من تداعياته عقب الزلزال الذي ضرب لشبونة في 1755 والذي خلف 100 ألف قتيل. وصرح خالد الخالدي، أستاذ باحث بجامعة شعيب الدكالي، ينشط ضمن خلية الأبحاث العلمية المرتبطة بـ "تسونامي"، أن نشر خطة الإجلاء خاصة بمداخل شاطئ الجديدة وقبلها بالجرف الأصفر، يندرج ضمن التقدم الذي تروم الجديدة تحقيقه، لبلوغ درجة تصنيفها من قبل "اليونسكو" من المدن الساحلية المؤهلة للتصدي لـ "تسونامي" كثاني مدينة في إفريقيا. وتتضمن خطة الإجلاء الموجهة لسكان المدينة، وفق مشروع كوستويف، خرائط الأمان، التي تمكنهم من الهروب نحو أحياء هضبية مرتفعة، مثل البلاطو وكدية بندريس والغزوة والسلام والنجد، في ظرف 30 دقيقة المهلة الزمنية التي تمنحها عادة أمواج "تسونامي" العاتية بعلو ستة أمتار، منذ لحظة وقوع الزلزال في الأعماق البحرية. وقلل الباحث الأكاديمي من الشائعات التي تناسلت بشكل كبير منذرة بتسونامي يتربص بالجديدة، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتنزيل توصيات وفد من الخبراء من اليونسكو ومونبوليي زاروا الجديدة قبل شهرين، وأوصوا بضرورة نشر خرائط الأمان. وصلة بالموضوع ذاته كانت "الصباح" سباقة إلى نشر التوصيات التي أعلن عنها خبراء فرنسيون سنة 2014، وحددوا فيها المناطق الواطئة المهددة بالخطر في حال غزو الأمواج العاتية ويتعلق الأمر بدرب البركاوي والصفاء والقلعة والرجيلة وسيدي الضاوي والمنار والضاية وكل المجال المحيط بملعب العبدي بما في ذلك مقر الوقاية المدنية. وشددوا على ضرورة انخراط الجديدة في نظام الإنذار المبكر بتسونامي الموجود مقره بباريس، والذي يمكن السكان من مهلة نصف ساعة لترتيب هروبهم نحو المناطق الآمنة التي تضمنتها خرائط الإجلاء. وعاب متتبعون على نشر هذه الخرائط بالجديدة، أنها تأخرت قرابة عشر سنوات عن صدور توصيات خبراء مونبوليي. عبدالله غيتومي (الجديدة)