الاتحاد القاسمي… نزول وفضيحة تلاعب

عاش اتحاد سيدي قاسم لكرة القدم واحدا من أسوأ مواسمه الكروية منذ تأسيسه 1927، بعد أن نزل إلى القسم الوطني هواة إلى القسم الأول، لأول مرة. وبعد نهاية مرحلة الذهاب التي وصفت حصيلتها بالكارثية دخلت السلطة المحلية على الخط من أجل إنقاذ الفريق، من خلال تعيين لجنة مؤقتة تسهر على تسيير الفريق، وتعيين طاقم تقني جديد وتوفير سيولة مالية وصرف بعض مستحقات اللاعبين، إلا أن التطاحنات الداخلية، خصوصا السياسية حرمت اتحاد سيدي قاسم، من تدارك الموقف وتحقيق نتائج ايجابية، ما عجل بنزوله، قبل عدة دورات من نهاية الدوري. مسلسل الاندحار واصل اتحاد سيدي قاسم لكرة القدم مسلسل تراجعه الذي دشنه منذ سنوات، إذ لعب في القسم الأول، عدة مواسم، ثم نزل إلى القسم الثاني، ومنه إلى القسم الوطني هواة، ثم إلى القسم الأول، هذا الموسم. وغادر الفريق القسم الأول في 1997، واستمر يتدحرج بين القسم الثاني والقسم الوطني هواة، الذي مكث به ثلاثة مواسم متتالية كان فيها قريبا كل موسم من النزول للقسم الأول هواة، حتى انهار هذه المرة. السلطة على الخط دخل عامل إقليم سيدي قاسم ندير الحبيب على خط أزمات ومشاكل اتحاد سيدي قاسم لكرة القدم، منذ آخر جولة من مرحلة الذهاب، بتجميد مهام المكتب المسير برئاسة عزيز بنحم، وتعيين لجنة مؤقتة رئيسها الشرفي هو العامل نفسه، فأعطى كامل الصلاحيات للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية للسهر على شؤون الفريق إلى نهاية الموسم، بهدف إنقاذ الفريق من مخالب النزول. وحسب مصادر مطلعة، فإن اللجنة المؤقتة، بررت الفشل، بأنها تعرضت للتشويش ومضايقات من بعض المسيرين، بإشراك مساعد المدرب في مباراة رسمية، رغم توقيفه من قبل لجنة الانضباط بالجامعة، وعدم تأهيل ثلاثة لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية، إضافة إلى عدم صرف الرواتب الشهرية ومنح المباريات، رغم قلتها للاعبين، علما أن خزينة الفريق تتوفر على سيولة كافية. رؤية غامضة مازالت الرؤية غير متضحة، بخصوص استمرار المكتب المسير الحالي برئاسة عزيز بنحم الموسم المقبل، أو الانسحاب وعقد جمع عام استثنائي، يتم من خلاله انتخاب رئيس جديد، خصوصا أن المكتب الحالي يتلقى انتقادات كثيرة من طرف الجماهير القاسمية، بعد ثلاثة مواسم عاش فيها اتحاد سيدي قاسم كل موسم السيناريو نفسه، وهي المنافسة على ضمان البقاء الى الدورات الأخيرة، بدلا من العودة إلى المكان الطبيعي، في القسم الوطني الثاني. انتقادات للتسيير صبت جماهير اتحاد سيدي قاسم جام غضبها على المكتب المسير الحالي، برئاسة عزيز بنحم، محملة إياه سبب تدهور أحوال النادي بنزوله لأول مرة منذ تأسيسه في1927 للقسم الأول هواة. وتعرض اتحاد سيدي قاسم طيلة المواسم الثلاثة الماضية لشبح النزول للقسم الأول هواة، ورغم تعيين لجنة مؤقتة تسهر على تسيير النادي منذ مرحلة الذهاب، إلا أن صلاحيات المكتب الحالي كانت منصبة على الشق المالي، وتدبير منح المجالس الداعمة، والمتمثلة في المجلس البلدي ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة والمجلس الإقليمي ومنحة الجامعة الملكية لكرة القدم، إضافة إلى منحة من أحد المستشهرين، التي يتحكم في صرفها المكتب برئاسة عزيز بنحم. العودة إلى المعقل لم تشفع عودة اتحاد سيدي قاسم لإجراء مبارياته بملعب العقيد العلام بعد إغلاق استمر أربع سنوات، بداعي أن مدرجاته باتت آيلة للسقوط، فيما تبين أن سبب الإغلاق كان بسبب تطاحنات سياسية في محيط البيت القاسمي، ما دفع اتحاد سيدي قاسم إلى اللعب خارج ميدانه طيلة المواسم الأربعة، وتحديدا بالملعب البلدي ببلقصيري. فضيحة تلاعب اختتم اتحاد سيدي قاسم الموسم بنزول وبفضيحة تلاعب في مباراة رسمية. واجتمعت لجنة الأخلاقيات قبل جولة واحدة من نهاية بطولة القسم الوطني هواة، وأصدرت قرار التوقيف في حق لاعب من اتحاد سيدي قاسم لمدة ثلاث سنوات، مع غرامة مالية قدرها ثلاثون ألف درهم، إضافة إلى تغريم الفريق 100 ألف درهم، بتهمة التلاعب في نتيجة المباراة التي جمعته بالفتح الرياضي الناظوري في ماي الماضي، ضمن الجولة 29 من البطولة الوطنية هواة. أربعة مدربين تناوب على تدريب اتحاد سيدي قاسم أربعة مدربين في موسم واحد، بداية بعاطف الشهباوي، الذي قاد الفريق الموسم الماضي إلى تفادي النزول وضمان البقاء في الدورات الأخيرة، وجاء بعده عزيز العامري الذي تم الاستغناء عن خدماته، لاستمرار النتائج السلبية، وبعد تعيين اللجنة المؤقتة تم التعاقد مع إدريس اللوماري مدربا، ليقدم بدوره استقالته مع بداية الثلث الأخير من الدوري، والتعاقد مع إدريس عبيس مدربا رابعا خلال موسم واحد. وسيعيش اتحاد سيدي قاسم هجرة جماعية للاعبين، لغياب إستراتيجية ورؤية واضحة لمستقبل الفريق، في ظل التطاحنات التي يعيشها أعضاء المكتب المسير الحالي، فيما بات من المؤكد رحيل أغلب اللاعبين. تاريخ مجيد رغم أن اتحاد سيدي قاسم الذي تأسس في 1927 لم يسبق له أن توج بلقب الدوري المغربي وكأس العرش، إلا انه يبقى من الفرق المغربية التي تركت بصمة كبيرة في مجال كرة القدم، خصوصا في فترة الرئيس الراحل الجنرال أحمد الدليمي. ووصل اتحاد سيدي قاسم في مناسبتين لنهائي كأس العرش في 1975 أمام شباب المحمدية، وفي 1980 أمام المغرب الفاسي، وحقق الصعود في أربع مناسبات للقسم الوطني الأول، كما وصل لنهائي كأس المغرب العربي، وانهزم أمام النجم الساحلي التونسي. وتعاقب على الفريق القاسمي رؤساء كبار تركوا بصمة في مجال التسيير، مثل إدريس الكارتي ومحمد بلفلاح ومحمد الحافظ، ومدربين مثل امحمد فاخر وعزيز العامري ورشيد الطاوسي و الصربي إيفانون. ومر في تاريخ الفريق عدد من اللاعبين الذين حملوا قميص المنتخب المغربي، على غرار حميد دحان والسماط والراحل العربي الشباك، وصلاح الدين حميد وإدريس اللوماري وهشام بلمامون وحسن العامري وكريم بنهنون وزهير جبيلو وعبد الكريم بلحمر ورضوان الغنيمي وعاطف الشهباوي. إنجاز: خالد المعمري (سيدي قاسم)

الاتحاد القاسمي… نزول وفضيحة تلاعب

الفريق دفع ثمن الصراعات الداخلية وسوء التسيير رغم توفره على موارد مالية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شراء شيكات لتحصيل أرباح سريعة

رخص "غري أ غري" تربك البيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات