تربطها شراكات مع السوربون وجامعات عالمية وحظيت بتمويل أوربي لدعم التكوين والبحث العلمي تشكل الجامعة الأورومتوسطية بفاس نموذجا يحتذى به في مجال الشراكات الدولية المتعددة الأطراف الضامنة للانفتاح الواسع على عدة جامعات دولية، سيما الأوربية منها، ما يفتح آفاقا واعدة لطلابها من مختلف الجنسيات، للاشتغال في بيئة محفزة وبناء مستقبلهم في تخصصات متنوعة ووفق مناهج تعليمية وأنشطة بحثية رائدة. وتحرص تدريجيا ومنذ خروجها إلى حيز الوجود قبل سنوات، على التميز في الفضاء الأورومتوسطي والإفريقي، لتبقى دوما منبعا ونموذجا للتبادل والتعاون، إلى حد أصبحت أحد النماذج الملموسة لشراكة مغربية أوربية مميزة، لتطوير عرض جيد للتكوين يضمن لها تصنيفا دوليا يعكس مسارها في درب تكريس الامتياز والتميز. انفتاح دولي لم يكن انفتاح الجامعة شعارا للاستهلاك، بل فعل واقعا بإقامتها علاقات تعاون مع مؤسسات جامعية رائدة، ما وسع رقعة وشكل تكوين الطلبة في مختلف التخصصات. وأصبحت محجا لطلبة من مختلف الدول وكبار المسؤولين بها ممن يراهنون عليها لتكون استثناء قاريا ونموذجا لاندماج جهوي وإقليمي ناجح وعلاقات تبادلية متميزة. وما يزكي دورها المهم تنظيم طلبتها يوما دراسيا جمعهم بزملائهم في 20 دولة، أطره كرسي تحالف الحضارات، موازاة مع القمة الثامنة لرؤساء البرلمانات والدورة 17 للجمعية البرلمانية للاتحاد لأجل المتوسط، فرصة سانحة أبرز فيها دورها في تكوين طلبة أجانب بشكل يعد باندماج يحقق إقلاعا اقتصاديا مشتركا ويشجع دينامية التنمية. ويزكي ذلك اعتزاز مسؤولين أوربيين ورغبة بلدانهم في تنويع التبادل مع طلابها، كما أكدت ذلك باتريسيا لومبارت، سفيرة الاتحاد الأوربي بالمغرب في شهادتها في إحدى زياراتها للجامعة الأورومتوسطية، التي اعتبرتها "مكانا للإدماج"، ومشتلا جامعيا لتعزيز عرض وجودة التعليم والبحث العلمي لتكريس التميز بمنطقة المتوسط. ولم تخف زميلتها آنا بارون ممثلة البنك الأوربي للاستثمار في كلمتها خلال تلك الزيارة ضمن وفد سفراء الاتحاد الأوربي، سعادتها باكتشاف مرافق ودينامية هذه الجامعة "الفريدة في المنطقة" بتعبيرها، متعهدة بدعمها لمنح تكوين متميز معزز بقطب رفيع للبحث، ما سيمكنها من استقبال نحو 6 آلاف طالب في غضون 2026. ومن أهم بوادر ترجمة الوعود واقعا، استفادة الجامعة من 148 مليون درهم منحة من الاتحاد الأوربي لبناء وتجهيز مجمع جامعي صديق للبيئة، بعدما منح البنك الأوربي للاستثمار قبل نحو 7 سنوات، 70 مليون أورو قرضا لها بشروط تمويل فضلى لتحسين تصنيفها، فيما منحها الاتحاد الأوربي قرضا آخر بقيمة 5 ملايين أورو. شراكة السوربون يروم التمويل الأوربي تزويد طلاب الجامعة بالمهارات الضرورية لسوق الشغل، وضمان تشبعهم بقيم التسامح بين الشعوب وتلاقح الثقافات، رغبة في شغلها مكانة أساسية في مجال البحث العلمي والتعليم العالي، ما تأتى بربط شراكات مع مؤسسات جامعية في حوض المتوسط لتثبيت مكانتها فاعلا أكاديميا أساسيا في هذه المنطقة. ومكن هذا التمويل من دعم تفعيل طموحات الجامعة لتحقيق تكوين مميز منفتح على مهن جديدة والاقتصاد الأخضر، سيما في مجال الهندسة بتجلياتها الميكانيكية والكهربائية والمدنية والبيئية والمائية والطبية الحيوية والرقمية والذكاء الاصطناعي وهندسة الطاقة المتجددة، وتلك المعمارية ولإدارة الأعمال والطب وطب الأسنان. مثل تلك التخصصات عززت مكانتها وشراكاتها بعضها يمكن طلابها في فرصة استثنائية، من الحصول على دبلوم مزدوج مغربي فرنسي بتنسيق مع جامعات أوربية أخرى، بما فيها جامعة باريس الأولى بانتيون السوربون المفتوح بالجامعة الأورومتوسطية ماستر جديد في قانون الأعمال، كما إجازة في العلوم السياسية والقانونية. وتربط الجامعتان علاقة تعاون علمي وأكاديمي وثيق منذ أكثر من عقد، فيما تتيح الشراكة الجديدة فرصة لطلبة الجامعة الأورومتوسطية، فرصة الاستفادة من تكوين يشرف عليه أساتذة جامعة السوربون الذين يتنقلون إلى فاس خصيصا لتقاسم خبراتهم ومعارفهم، لتأهيل الطلاب بشكل جيد لشغل وظائف مرموقة بمؤسسات دولية. ولعل من أهم ثمار هذه الشراكة إحداث ماستر في قانون الأعمال بالجامعة تقترحه مدرسة القانون بالسوربون وينسقه الخبير القانوني البروفيسور فرانسوا كسافيي لوكان، ويقترح تكوينا معمقا غنيا ومتنوعا يمكن الخريجين من اجتياز امتحان نقابة هيأة المحامين في فرنسا والمغرب، موازاة مع إحداث سلك ثالث للدكتوراه. شراكات متنوعة لم تنفتح الجامعة الأورومتوسطية فقط على السوربون، بل وقعت شراكات أخرى إستراتيجية، سيما مع مدرسة باريس للتكنولوجيا والأعمال العضو البارز في مجموعة جاليليو العالمية للتعليم وإحدى المدارس الفرنسية الرائدة في مجال التجارة، تروم تعزيز التبادل الطلابي بين ماستر تحليلات التسويق وماجستر التسويق الرقمي وتحليل البيانات. حميد الأبيض (فاس)