اليمين يفوز بفارق مريح في الجولة الأولى من الانتخابات وماكرون يدعو للوحدة لا جديد أو مفاجآت في الساحة الانتخابية الفرنسية، إذ تسير الأمور وفق المتوقع، وتساير فرنسا باقي دول أوربا، التي صعد فيها المتطرفون إلى سدة الحكم، إذ بعد فرز نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية بفرنسا، فاز أقصى اليمين بفارق مريح. وتصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي قبل أيام، على خلفية نتائج الانتخابات الأوربية، إذ حصد التجمع اليميني 33.4 في المائة من الأصوات. وحل اليمين المتطرف في المركز الأول، يليه تحالف اليسار أو ما سمي الجبهة الشعبية الوطنية، بحصوله على 27.98 في المائة من الأصوات، متبوعا بمعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي حصد 20.76 في المائة من الأصوات المعبر عنها الأحد بفرنسا. وتوقعت ثلاثة مراكز دراسات مهتمة بالانتخابات الفرنسية، أن التجمع الوطني، يمكن أن يحصل على أغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، في حين تتجه باقي التوقعات إلى حصوله على أغلبية نسبية. ونقلت صحيفة "لوموند"، تعليق ماكرون على الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع، إذ قال "في مواجهة التجمع الوطني، حان الوقت لوحدة واسعة وديمقراطية وجمهورية بشكل واضح في الجولة الثانية". وأبدى جوردان بارديلا، السياسي البارز في تيار اليمين المتطرف بفرنسا، استعداده لتولي منصب رئيس الوزراء إذا فاز حزب التجمع الوطني، الذي ينتمي إليه بأغلبية مطلقة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، المقررة الأسبوع المقبل. وأضاف بارديلا "سأكون رئيس وزراء يؤمن بالتعايش، أحترم الدستور ومنصب رئيس الجمهورية، لكن لن أتنازل عن السياسات التي سننفذها". واعتبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، أن "معسكر ماكرون تم محوه عمليا"، عقب هذه النتائج. ورشحت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات حزب التجمع الوطني برئاسة، جوردان بارديلا (28 عاما)، أن يحصل على 34 إلى 37 من نوايا الأصوات. وبعد أن ظل التجمع الوطني منبوذا لفترة طويلة، صار الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى. وشهدت مراكز الاقتراع نسبة مشاركة عالية، مما يسلط الضوء على مدى تأثير الأزمة السياسية المتفاقمة في فرنسا على الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسستا "إبسوس" و"إلاب"، للتلفزيون الفرنسي، أن نسبة المشاركة النهائية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية تراوحت بين 67.5 بالمائة و69.5. وقال ماتيو غالارد، مدير الأبحاث لدى "إبسوس" إن التقديرات تشير إلى أن إقبال الناخبين الفرنسيين في الجولة الأولى من الانتخابات، هو الأعلى منذ 1986. عصام الناصيري