fbpx
حوادث

بطش مافيا سلف بالفائدة

لم يجد رجال أعمال ومنتخبون بدا من الهروب إلى الخارج خوفا من بطش شبكات تنشط في مجال التسليف بالفائدة، وصلت سطوتها حد تطبيق “شرع اليد” بملاحقة ضحاياها ومداهمة محلاتهم ومكاتبهم، من أجل المطالبة بإتاوات مبالغ فيها تصل إلى 50 ألف درهم شهريا دون احتساب أصل الدين الذي يتجاوز أحيانا المائة مليون سنتيم.
وعلمت “الصباح” أن هذه الشبكة المتحكم فيها من قبل شقيقين كانا يمتلكان مقهى شهيرا في أحد أزقة شوارع البيضاء، ومن أصحاب السوابق في مجال قبول الشيكات على سبيل الضمان، تتمتع بحماية مشبوهة تجعلها متحكمة في مسطرة استصدار مذكرات البحث، وتجند عشرات “الفيدورات” و”الكارديانات” والحراس الليليين.
ولم يسلم من الشبكة المذكورة منتخبون يوجد بعضهم بالخارج، كما هو الحال بالنسبة إلى رئيس جماعة في ضواحي البيضاء أثقلت الشبكة كاهله بملايين من الفوائد على 50 مليون سنتيم حصل عليها من شبكة السلف بالفائدة في الانتخابات السابقة، لكنه لم يتمكن من ردها وفشلت مساعيه في طلب تدخل المنسق الإقليمي لحزبه.
وكذلك كان حال صاحب شركة لكراء السيارات رفض أداء الأقساط بسبب طريقة احتسابها، إذ اكتشف أن الأمر لا يتعلق بفائدة محددة سلفا، بل بطريقة تشبه “الرهين” في مجال كراء العقارات، أي أنه عليه أن يؤدي قسطا شهريا ثابتا إلى حين إرجاع المبلغ الممنوح له كاملا.
ويحرص أفراد الشبكة على رصد كل عناوين ممتلكات ضحاياهم و محلات إقامة أفراد أسرهم، حتى يسهل ابتزازهم وتهديدهم بطرق شبيهة بمشاهد أفلام ومسلسلات المافيا الإيطالية والتركية.
وزاد منسوب بطش الشبكة المذكورة، أيام عيد الأضحى، عندما برر بعض الضحايا تأخرهم في سداد ديونهم بالمصاريف الإضافية لهذه المناسبة الاجتماعية، إذ بادر أعضاء الشبكة إلى القيام بمداهمات لمحلات تجارية ومقاه ومطاعم واستعراضات للقوة والتهديد، كما هو الحال بالنسبة إلى مطعم شهير بمنطقة “فال فلوري” بالبيضاء.
وكشفت مصادر “الصباح” أن زعيمي هذه المافيا غيرا نشاطهما الأصلي بعد تحقيق أرباح كبيرة في سنوات قليلة، وتخليا عن تجارتهما السابقة في مجال بيع الأواني المستوردة من الصين بالجملة بدرب عمر.
ولم تقف سوابق الشبكة المذكورة عند حدود المتاجرة في الشيكات المؤجلة الدفع مقابل أقساط شهرية مبالغ فيها، إذ سبق للشقيقين الزعيمين أن تورطا في ملف سيارات فارهة مسروقة وفبركة بطاقاتها الرمادية.
ياسين قُطيب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.