ضمنهم مغاربة ومصريون وتنسيق أمني لمحاربة «السمسرة» والحج الوهمي تنسق الأجهزة الأمنية بالسعودية مع دول عربية وإسلامية في آسيا وإفريقيا، ضمنها المغرب، للبحث في إجراءات واتخاذ قرارات للتصدي إلى ظاهرة "السمسرة" في تأشيرات الحج، والتغرير بآلاف الحجاج الذين وجدوا أنفسهم عرضة إلى الموت. وقال متحدث باسم وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأنه لا علم له بهذا الموضوع، وطلب مهلة للبحث فيه، بينما اعتذر رئيس فدرالية لوكالات الأسفار عن الكلام لوجوده في اجتماع بالرباط. وذكر مصدر لـ"الصباح" أن بعض وكالات الأسفار غير المستفيدة هذا الموسم من "كوطا" الحج (250 حاجا لكل وكالة)، لجأت إلى طرق أخرى لـ"مساعدة" مغاربة على أداء فريضة الحج بطرق وهمية. وقال إن عدد الوكالات التي استفادت من تنظيم الحج تقلص إلى 31 وكالة، بدل 160، كما كان في السنة الماضية، بسبب الشروط الجديدة التي تحد من المنافسة، مطالبا باتخاذ إجراءات وفتح تحقيق مع الوكالات المتورطة في خرق القانون، والتسبب في وفيات. وأعطى المصدر مثالا على ذلك، بحكومة مصر التي سارعت إلى فتح تحقيق، وسحب التراخيص من 16 وكالة، أكدت التحريات الأولية أنها ساهمت في إصدار تأشيرات إلكترونية غير صالحة للحج. وأربك حجاج غير نظاميين متحدرين من أقطار عربية (ضمنها المغرب) التدابير الأمنية وإجراءات التنظيم بمناطق أداء الشعائر والمناسك، خصوصا في منى وجبل عرفة والتروية ومزدلفة ورمي الجمرات، إذ لا يعتبر تصريح الحج مجرد بطاقة عبور، وإنما وسيلة وأداة تسهل الوصول للحجاج والتعرف على أماكنهم، لتقديم الرعاية والخدمات المطلوبة في الوقت المطلوب. واعتبرت وزارة الداخلية السعودية أن عدم وجود تصريح الحج، واستعمال تصاريح أخرى من قبل حجاج، كان تحديا أمام الوصول للمخالفين، وعائقا لتقديم الخدمة لهم أو رعايتهم. وتتسبب هذه الفوضى، التي يقف وراءها "سماسرة" ووكالات أسفار، في وفاة عدد كبير من "الحراكة"، إذ من أصل 1300 وفاة سجلت هذا الموسم، هناك 1078 حالة في صفوف الحجاج غير النظاميين، أي بنسة 83 في المائة، تعسر الوصول إليهم ومعرفة أماكنهم وتتبعهم بواسطة وسائل التعقب التكنولوجية الحديثة. وأدلى العقيد طلال بن عبد المحسن بن شلهوب، المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، بتصريحات في هذا الصدد، عقب انتهاء مراسم الحج، مؤكدا أن هناك شركات سياحية في عدد من الدول الشقيقة أسهمت في التغرير بحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها، وقامت بمنحهم تأشيرات غير مخصصة للحج، وشجعتهم على مخالفة الأنظمة والتحايل عليها، والبقاء في العاصمة المقدسة قبل موسم الحج بشهرين. وقال إن قوات أمن الحج تعقبت مروجي حملات الحج الوهمية، وأحالتهم للنيابة العامة لتطبيق الأنظمة بحقهم، مثمنا ما قامت به بعض الدول العربية والإسلامية باتخاذها إجراءات صارمة تجاه الوكالات المخالفة، وما عملت عليه من إجراءات تصحيحية للقضاء على محاولة تكرار تلك المخالفات. يوسف الساكت