تقصير أساء لضيوف الرحمان

نقص في أغلب الخدمات ومناسك في ظروف قاسية لحظات عصيبة عاشها الحجاج المغاربة خلال أداء مناسك الحج، سيما كبار السن، إذ وجدوا أنفسهم بين ناري ارتفاع غير متوقع لدرجة الحرارة، التي تجاوزت 50 درجة، وسوء التنظيم ورداءة الخدمات المقدمة، سواء من حيث الإيواء والأكل، وحتى في جودة الخدمات الصحية التي كلفت حاجا شابا من سلا، حياته بسبب تشخيص خاطئ لحالته الصحية. قصة الحاج الشاب تدمع العين، سيما أنه خلف وراءه طفلين صغيرين وزوجة شابة، إذ بسبب الحرارة المفرطة والإجهاد شعر بضيق في التنفس، فقصد الطبيب المشرف، الذي طمأنه بأن حالته الصحية جيدة جدا، ورغم تحفظ الشاب على هذه التشخيص الذي اعتبره خاطئا، بحكم أنه أدرى بحالته الصحية، أجبر على مواصلة المناسك، فتواصل في بث حي مع زوجته وابنيه وعائلته، وبعد ذلك بثلاث ساعات، أخبرت عائلته أنه سقط على الأرض وفارق الحياة، وهو في طريقه لرمي الجمرات. أول الإكراهات التي عانها الحجاج المغاربة، حسب تصريحات العديد منهم، الاكتظاظ الكبير، إذ أثر بشكل مباشر على ظروف أداء الشعائر الدينية، والتي تمت حسب قولهم في ظروف شاقة، سيما بعد أن حرموا من وسائل النقل التي وجدت نفسها محاصرة وسط حشد كبير من الحجاج، وغير قادرة على الانتقال من مكان إلى آخر، فاضطر الحجاج إلى قطع كيلومترات طويلة مشيا تحت أشعة الشمس الحارقة. حاولت السلطات السعودية تبرير هذا الاكتظاظ غير المتوقع بوجود حجاج "حراكة" من دول أخرى، استغلوا أداءهم مناسك العمرة، وظلوا بصفة غير قانونية بالأراضي المقدسة لأداء أبرز ركن في الإسلام، إلا أن تصريحات الحجاج المغاربة، ومقاطع فيديو تم تداولها من مراكز إقامتهم، تكشف وجود تقصير كبير، إلى درجة أن بعضهم عجز عن أداء بعض المناسك بعد أن تخلى عنهم المرشدون. أهم الصعوبات التي عاشها الحجاج المغاربة، حسب روايات بعضهم، تكدسهم داخل فضاءات صغيرة تضم أسرة بطوابق، عاشوا جحيما داخلها بسبب ارتفاع كبير في درجات الحرارة وغياب المكيفات الهوائية، إلى درجة أن كل حاج استعان بمنشفة أو قبعة للترويح عن نفسه، ورغم إشعار المرافقين بالأمر، ظل الوضع على ما هو عليه، في أغلب فترات الحج. كما اشتكى حجاج آخرون من ندرة المواد الأساسية، سيما الماء، بعد أن قدمت لهم وعود بتخصيص قنينات عديدة في ثلاجات للحفاظ على برودتها، إلا أن الوعود ظلت دون تنفيذ، فصار حجاج يبحثون عن المياه ولو كانت ساخنة، والأمر نفسه بخصوص التغذية والوجبات، إذ سربت مقاطع فيديو تكشف خلو ثلاجات من أهم المواد الأساسية، بل حتى تلك التي تخص مشروبات غازية لعلامة تجارية شهيرة. إلى جانب هذه المعاناة، شكلت النفايات النقطة السوداء في الحج هذه السنة، إذ حاصرتهم في نومهم ومسيرهم لأداء مناسك الحج. ويؤكد أحد الحجاج. أن الجهات المكلفة بالتنظيف حاولت في البداية تصحيح الخلل وجمعها في أكياس بلاستيكية كبيرة لنقلها إلى المطارح البعيدة، إلا أنها فقدت السيطرة، فتخلت عنها، ليتحول المكان إلى مطارح عشوائية في مشاهد مقززة، ستزداد بشاعة بانتشار جثث بجانبها. مصطفى لطفي

تقصير أساء لضيوف الرحمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭"‬بلوكاج‭" ‬تصاميم‭ ‬التهيئة‭ ‬بسبب‭ "‬التخلويض‭"‬

"فوق السلك" على "الأولى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات