يحتل "هاشتاغ" "الجزائر أضحوكة العالم"، الرتبة الأولى في قائمة البحث بموقع "إكس" (تويتر سابقا)، فوسائل الإعلام الرسمية، إلى جانب الرئيس عبد المجيد تبون وجنرالاته، أصبحت وسائل للترفيه عن النفس، ودليلا على أزمة تهدد النظام بالانفجار. لا أحد يستطيع مجاراة تبون ووزرائه في رسم الابتسامة على ملامح باقي الشعوب، ولو أتقن الهنود والصينيون (باعتبارهم أكثر سكان العالم عددا)، اللغة العربية، لمات نصفهم من شدة الضحك أو الاستغراب، فتبون يؤكد للعالم أن الجزائر أول دولة في تصدير الفوسفاط وإنتاج "الأركان"، ووزيره يقسم بأن المغرب سبب أزمة الماء ببلاده، ومسؤول آخر يحمل "لقجع" مسؤولية أحداث شغب شهدتها مباراة في كرة القدم... إنها "قفشات" جزائرية تسعد التعساء، لكنها تكشف عن عقيدة عسكرية، ترى في استهداف المغرب حلا لأزماتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لا يهتم "الكابرانات" بأبسط قواعد الدبلوماسية وعلاقات الجوار، أو الترفع عن السقوط في وحل السياسة العفن، ففي الوقت الذي تغذي الأنظمة السياسية شعوبها بالقيم وتعيد الوهج لتقاليد عريقة، باعتبارهما روافد للتقدم والتنمية، يسبح "شنقريحة" وجنرالاته ضد التيار، حفاظا على نظام متهالك علاه صدأ الصراعات الداخلية. من معاركهم الأخيرة ضد المغرب، إطلاق أفواه "معتوهين" في وسائل إعلام لتشن حملة على المغرب، بدعوى "انتعاش الدعارة"، حسب قولهم، مستندين إلى تقارير مفبركة ووقائع معزولة، إذ تخصص لسانهم الذميم في الخوض في الأعراض ونهش لحم بريئات، في مشهد يعبر عن بؤس وفساد أخلاقي للنظام الجزائري. يحكي أحد الأصدقاء، الذي عاش دهرا بالجزائر في الستينات والسبعينات، أن توجيه تهم الدعارة للمغربيات قديمة، موضحا أنه في الوقت الذي كانت عدة مدن وأحياء بالجزائر تشهد نشاطا مكثفا للدعارة، وجدوا في تحميل المسؤولية للمغربيات، فرصة لـ "الدفاع عن رجولتهم". ويجزم الصديق، الذي خبر طباع الجزائريين وخاض معارك ضدهم، أن أشهر حي للدعارة بالمغرب العربي يوجد في منطقة سيدي بلعباس الجزائرية، ويطلق عليه اسم "حي معسكري أحمد"، أو "فيلاج اللفت"، مشيرا إلى أن السلطات، آنذاك، كانت تروج أن أغلب ممتهنات الدعارة بالحي "مروكيات"، وفي 1975 عمدت السلطات الجزائرية إلى طرد المغاربة بشكل جماعي، وكان المفروض أن الدعارة بـ "فيلاج اللفت" ستختفي بترحيل "المروكيات". اتفق بعض المغاربة مما نجوا من الطرد الجماعي لأسباب متعددة، على زيارة "فيلاج اللفت"، للتأكد من الشائعات، وكانت صدمتهم قوية، فالحي ظل محافظا على "ريادته" في الدعارة، ووقفوا على شهادات تشير إلى عدم وجود أي مغربية، وأن كل هاته الشائعات بهدف إخفاء شمس الحقيقة بغربال اللؤم والنفاق. خالد العطاوي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma