سكان يعيشون "تحت عتبة الصفر" في خيام بلاستيكية والحطب همهم الأول ترتفع حاجة سكان إفران اللابسة البياض في كل شتاء، إلى وسائل تدفئة في المتناول، لاتقاء شر ثلوج تستهوي الزوار الحالمين بالاستجمام، وإمتاع العين والترويح عن النفس، وبرد قارس لا يرحم غير المسلحين لمواجهته في مباراة "ملاكمة" بموازين قوى متباينة، ليس فقط بقفازات من جلد وصوف، بل بقلوب رحيمة ترأف لحال "الضعفاء" اجتماعيا.معاناة المحظوظين من سكان المدينة، المقيمين في إقاماتهم وفيلاتهم الفاخرة، أقل وأخف، مقارنة مع القابعين تحت "عتبة الصفر"، ممن تعجز "أعشاشهم" البلاستيكية، عن توفير دفء لأجسامهم التي أنهكها الجوع والفقر و"الحكرة"، ليبقوا في مواجهة يومية غير متكافئة مع ظروف طبيعية غير مستقرة، تتحول إلى غول مخيف لهم ولأبنائهم، مجترين مرارة عيش أولياء أمورهم. إعداد: حميد الأبيض (فاس) - تصوير: أحمد العلوي المراني صور مقززة يمكن الوقوف عليها بقلب براريك مقهوري الإقليم ومهمشيه، وظروف عيشهم في "ثلاجة"، منذ بداية رحلة الشتاء قبل الصيف المذيب برودة وجفاء تعامل مسؤولين لا يعنيهم، تجمد "الغارقين وسط الصفر" في أعشاشهم، في انتظار أفئدة رحيمة تلين وترأف لحالهم تنظر إليهم ب"عين الرحمة" وتزرع دفء التضامن فيهم أملا في التخفيف عنهم وطأة الحرمان والإقصاء. في الطريق إلى عاصمة الثلجالجو مغر بـ"النزاهة"، ويشجع على تطليق جدران الشقق الباردة، والبحث عن متنفسات تسر العين، وتنشرح لها الأفئدة بقلب الأطلس المتوسط. أشعة الشمس الدافئة تتسلل من خلف غيوم منفرجة على لوحة بانورامية رسمتها في سماء شبه صافية. مواطنون استغلوا يوم عطلة للرحيل بعيدا، بحثا عن الثلج بعاصمته، ولحظات استجمام يؤرخون لها بهواتفهم الذكية، في صور لن تمحى من ذاكرتهم. قوافل العربات متراسة بنظام طوال الطريق الوطنية رقم 6 بين فاس وإفران الجارية أشغال توسيعها بمقطع يمتد إلى سيدي خيار. حركة السير بها متعثرة، وزادها عطب حافلة للنقل الطرقي بعقبة عند مدخل إيموزار كندر، اختناقا. ومواطنون ألهب الجو حماسهم، وركنوا إلى "تسميرة" (حمام شمس) بأركان منزوية بقمم جبال متوسطة العلو، بحثا عن دفء شمس سروا لطلعتها بعد أيام باردة.نساء منهمكات في تنظيف الملابس قرب أودية متسللة بجنبات لوحات طبيعية زادتها الخضرة روعة. وأطفال هائمون في شغبهم غير مبالين ببرد "يقرص" أجسادهم النحيفة المغطاة بقليل من اللباس يختصر واقع فقرهم. صور تناسلت موازاة مع صوت الفنان عمر السيد القوي، الصادح بمقاطع حماسية من أغنية "الصفر" الغيوانية، رقم يريده شريفا ورحيما ورؤوفا بمن يعيشون تحت عتبته. بدا الفنان، كما لو اقتبس كلمات أغنيته من معيش هؤلاء وغيرهم من أبناء الأطلس، ممن يعيشون "تحت الشظايا وهم أحياء" أو "عيشة الدبانة فالبطانة"، محفزا على رص الصفوف والتمرد في شخص "صفر" يعيشونه ويعيش داخلهم في حياتهم البئيسة المحتاجة إلى من يدفئها ب"كل ما من شأنه" أن يذيب جبال ثلوج "حكرتهم" في فصل تتحول فيه أجسامهم إلى دمية يتلاعب بها البرد والجوع.صور الدخان المنبعث من مداخن المنازل، و"كوانين" التحف حولها شباب أظناه البرد، مألوفة بضايات عوا وحشلاف وإفرح وإيفر وأفركاع، وما جاورها وطوال مسار البحث عن البياض بمدينة نزعت لون الحداد مؤقتا، إلا ما بقي بأعالي الجبال الشامخة بميشليفين وهبري المغريتين بالزيارة للتزحلق والاستمتاع بلوحات طبيعية أثثتها الثلوج والغابة الكثيفة في تمازج رائع بين الخضرة والبياض. البرد والجوع عدوا السكانعلامات "حاجز الثلج" متراصة بجنبات الطريق المؤثثة بباعة تفاح وفواكه وخضر محلية الإنتاج، لكن لا أثر لبياضه إلا مخلفاته والبرد القارس مؤرق السكان قبل الزوار ممن صادفت جولة "الصباح"، وفودهم إلى المنطقة في رحلات منظمة من مختلف المدن والأقاليم، للاستماع بجمالها في فصل تستقبل فيه مدينة إفران وضاحيتها، سياحا يغريهم طقسها ولون البياض المؤثث لجبالها. "أصميد يقسح"... جملة أمازيغية معبرة جدا فاه بها الحسين ابن دوار آيت مزيان، وهو يلتقط قطعا خشبية متناثرة بغابة قرب ضاية عوا غير آبه بتعليقات شباب "براني" لم يسره هندامه الرث وحالة حماره المحمل بقطع مماثلة لوحده يدري أهميتها في مثل هذا الفصل لاتقاء شر برد لا يرحم، ويعتبر والجوع خصمين غير رؤوفين بأحوال سكان المنطقة الرازحين تحت رحمتهما. من دردشة خفيفة مع هذا الرجل الحامل هم أسرة من 5 أفراد، تستشف معاناتها مع برد يزداد حدة ليلا بتحاميه و"الجريحة" على أبدان نحيفة يعوزها دعم مسؤولين غارقين في دفء فيلاتهم المحصنة من "أصميد"، مؤكدا أن الحطب هاجس يومي يؤرق كل سكان الأطلس، خاصة أمام ارتفاع سعره المقدر بنحو 90 درهما للقنطار و"الحرب الضروس" التي يقودها حراس الغابة، ضد ناهبيها.غادر الحسين الموقع في اتجاه مكان استقراره، وحاله الاجتماعي مختصر في كلمات الأغنية الغيوانية "لا تسالوني على الجراح"، أمام أعين زوار انهمكوا في عبور الضاية بقوارب يكتريها شباب المنطقة بـ 50 درهما للجولة، كما كراؤهم بهائم للغاية ذاتها، في مهن موسمية تزداد انتعاشا كل نهاية أسبوع، فيما التف شباب من أصيلة وفتيات من طنجة، حول موقدي نار أملا في دفء مفقود. في الموقدين منافع متعددة للتدفئة والطهي و"تسخان البنادر" والجوف بسجائر محشوة بـ"خردالة"، ومحفز للانطلاق إلى إفران، بحثا عن ثلج مفقود في داره وبين أهله الذين تآلفوا معه، على إيقاع صوت الفنان الغيواني عمر السيد، الجاهر بكلمات "الأعشاب الجافة والنار الزاحفة تاكل قلب الدار. والشمس الطافية الغمام بلا شتاء تغطي الازهار. والطير مبتور الجناح يبكي فقاع الغار". أبدان تحت رحمة "أصميد"تناسلت السدود القضائية للدرك على طول الطريق بضاية عوا وميشلفين وجبل هبري. وحدة صوت الغيوان تزداد بطي المسافات إلى حد التمرد على الصفر، و"قاضي حاجة بالكلام". وعدد الوافدين على "سويسرا المغرب" يزداد في كل عطلة، ليضعوا أبدانهم تحت رحمة برد لم يألفوه في مدنهم، وسئم القاطنون "حكرته" دون أن تنفع كل حيل درء شره واتقاء جبروته خاصة ليلا. قطع ثلجية متناثرة قرب جامعة الأخوين وبقلب إفران قرب أسد التف حوله عشرات المواطنين، أملا في أخذ صور تؤرخ ذكرى زيارتهم، وفي الطريق إلى ميشلفين، إذ تتكرر صور عدائين يتمرنون وشباب مهووس بالدراجة، ورعاة يبحثون بين الجبال عن كلأ لماشيتهم، ونساء منهمكات في تصبين ملابس أسرهم وزوار مبتهجين في جلسات عائلية حميمية بعيدة عن الأعين ولا تتكرر إلا نادرا. لم يعد باستطاعة أسد الأطلس الزئير وسط مدينة آهلة وخارجها في مواقع مأهولة بالسياح المتقاطرين بالمئات يوميا، لكنه يحسن حراستها ويؤمن استقرارها وطمأنينة أهلها وزوارها حتى ولو بغاباتها المترامية خاصة بمحطة ميشلفين التي عجت بزوارها المتناثرين بمواقعها الثلجية الباردة للتزحلق والتقاط صور الذكرى والتبضع بما أبدعته يد الصانع التقليدي المحلي من "ديكورات". بمحطة وقوف السيارات الوافدة، نصبت خيام عرضت بها سلع محلية الصنع من الخشب والدوم والأحجار، لا يولاها الاهتمام اللازم من قبل الزوار، لغلاء أثمنتها أو ضيق ذات أياديهم المغلولة بقفازات يتقون بها شر البرد، مقابل انتعاشة ودفء جيوب شباب دواوير مجاورة، من الجنسين، بما يجنونه من كراء البغال وأدوات التزحلق، وإعداد وجبات خفيفة بمطاعم متنقلة خاصة بموقع "أرز كورو". للسياح متع لا تتوفر إلا في ميشلفين وجبل هبري، وللقاطنين "برد" لا يطاق كما في ميشلفين حيث بدت في منحدر قريب "أعشاش" وبراريك بلاستيكية متناثرة على جنبات الغابة، خالية من أهلها المجندين في أعلى الجبل، بحثا عن "القرش الأسود" الذي قد ينفع في اليوم الأبيض، لما تحاصرهم الثلوج من كل جانب، دون أن تتوفر لهم القدرة لاتقاء تبعات الحصار الطبيعي الذي لا مناص منه.الرحيل إلى أماكن أكثر دفئا"البرد والثلوج تخلي الرحل من هذه المواقع الباردة شتاء، ليستقروا في مناطق أكثر دفئا في الطريق إلى مكناس والحاجب وإيموزار كندر" لعدم قدرتهم على تدبر تكاليف شراء الحطب الباهظ الثمن الذي يصل إلى 1300 درهم للطن، يؤكد إبراهيم ابن إفران المتخذ من موقع قرب ميشلفين مكانا للبحث عن زبناء يغريهم بركوب بغله مقابل 50 درهما أو ما جادت به قريحتهم، لكل رحلة.وبدا هذا الأب لطفل، ممتطيا حصانه ومتحمسا للحديث عن معاناة السكان مع البرد وقلة الحطب وغلاء ثمنه، دون اكتراث لمقاطعة صديقه حديثه لتوضيح أمور وردت في تصريحه خاصة ما تعلق منها بنفوق عدة رؤوس أغنام تقتات من حشائش بها "جريحة"، ومواليدها الصغار لعدم توفير النعاج الحليب الكافي لإرضاعهم، ما أكده رضوان راعي غنم من مركز الأشغال العمومية بهبري. القردة ومختلف الحيوانات تتضرر من هذه الأجواء الباردة، حسب ما حكاه شاب بمحطة وقوف سيارات محروسة من أفراد القوات المساعدة، من انتظار طويل لعشرات الكلاب على طول الطريق إلى قلب الأطلس المتوسط، لما يجود به المسافرون من قطع خبز.قبل الموقع وفي دوار هبري يمين الطريق إلى تمحضيت، تسمرت زوجتان قرب ابنيهما، ببابي براريكهما البلاستيكية المؤمنة لاستقرار 7 أفراد يعيلهم زوجان لا يعودان إلى "خيميتهما الوضيعتين" أسفل جبل بعلو متوسط، إلا ليلا بعد فراغهما من رعي الغنم أو جلب الحطب للتدفئة، متحملين غرامات إدارة المياه والغابات، و"حكرة" زمان رمى بهم في "أعشاش" لا تصلح حتى لإيواء الحمام.فوق براكة لاحت قنينتا جعة، وحدهم أصحابها يدرون ظروف "حريكهما" إلى الموقع، فيما انهمكت الزوجتان اللتان لاكت إحداهما العلك، بكلام أمازيغي لم يفهم منه إلا خلافهما حول أولوية الحديث في غياب زوجين، تخافان من رد عنيف منهما، دون أن تخفيا معاناة أسرتيهما مع البرد وشح وسائل التدفئة في غياب المبادرات الرسمية للتخفيف من ندرة حطب أضحى هاجسهما الأول والأخير. "تمارة د البرد""تمارة د البرد".. عبارة واحدة فاهت بها إحداهما القاطنة بالموقع المؤثث بلوحات شمسية و"بارابولات"، منذ 12 سنة، وكانت كافية لاختصار حجم المعاناة قبل الانتقال إلى الجهة الخلفية للدوار بموقع إجموعن هبري، الذي توجد به براريك ملفوفة بـ"البلاستيك" بإتقان بمحاذاة ملجأ إراحة الثلج على الطريق إلى أزرو، إذ بدت ظروف قاطنيها أكثر قساوة، مقارنة مع باقي التجمعات المزارة.من باب ضيق يمكن الولوج إلى داخل "البراكة"، حيث المجمر المحشو بقطع الخشب والملتف حوله أطفال لا حول ولا قوة لهم، وجدة وأم لسبعة أبناء في نهاية عقدها السادس، شلت يدها اليسرى بسبب مضاعفات مرضها بالروماتيزم، بحثا عن دفء مفقود خارج "العش" الوضيع، دون أن تبخل في إكرام كل وافد غريب، والإلحاح على تناوله كؤوس شاي وما توفر من مأكولات دون "تكلاف".بحماس تحدثت نساء الموقع المهمش، عن معاناتهن التي لا تنتهي ليس فقط مع البرد وندرة الحطب وغرامات إدارة المياه والغابات التي قد تصل إلى 10 آلاف درهم، في حالة جلب حطب طري وغير يابس، لا قدرة لأزواجهن على أدائها وعادة ما يستأنفونها أملا في رأفة ورحمة من قضاة المحكمة، بل مع قلة الماء الذي يكلفهم مصاريف إضافية بجلبه في شاحنات من نقط ماء بأزرو وناحيتها."العود قهرنا أولدي. كنشريو حمار بـ "ألف ريال"، وشحال قدك تشري"، "3 أشهر كنعيشوها فالعذاب"، تقول الجدة قبل تدخلها لوقف شغب حفدتها الغارقين في الحفر والجري، بحثا عن دفء يخلقونه من أجسامهم الصغيرة، فيما قال ابنها رضوان الراعي لعشرات الأغنام، بعيدا عن "العش العائلي"، إن الحطب والماء يكلفان تلك الأسر غاليا، متمنيا تدخلا من قبل الجهات المسؤولة للتخفيف عنه.أمل الرجل يبقى معلقا، ليستمر في اجترار متمنيات قد لا تتحقق، وهو المعاين لقطيع يظل أسير "الحضيرة" طيلة أسابيع، وأبناء لا قدرة له على توفير لباسهم وتغذيتهم ووسائل تدفئة أجسامهم التي "يقرصها" البرد خاصة ليلا، لما تتحول "الجريحة" إلى غول مخيف ليس فقط لهذه الأسرة. المسكين والدخان والجمر"جاب الدخان والجمر، داك المسكين ما نفعاتو شطارة"، "ناس محروقين"، و"دابو رماد"، و"بنادم من عجين ودمو سفاك".. مقاطع من أغان غيوانية تنطبق على أحوال هؤلاء السكان القاطنين بحزام البرد والفقر والجوع ضاحية إفران، ولا يسعهم إلا الدعاء مع "ناس الغيوان"، استجداء لخالق سر الدنيا والدين، والتوسل إلى أهل الكتاب والجود، أملا في "عيون رحمة" ترأف لحالهم.وفي انتظار ذلك، يبقى هاجسهم حطب يكدون لتوفيره، رغم غرامات مصالح المياه والغابات، إن على ظهور النساء المغلوبات على أمورهن أو بـ"السرك" كما يعرف محليا ونقله على ظهور البهائم، بما يتأرجح بين 25 و60 درهما، إذ قد يلجأ إلى كراء البهائم لأجل ذلك، على أساس اقتسام الحمولات بين المكتري والمكري له، حسب إفادة حسن شرو، أحد أبناء بادية ناحية أزرو.ويعاني السكان غلاء الحطب الذي يرتفع سعره شتاء، لما "تحلق أسعاره عاليا" ما يتعذر معه على أصحاب محدودي الدخل الوفاء باحتياجاتهم الخاصة من المادة، في غياب الرقابة التموينية على أسواقه، ما كان سببا مباشرا في احتجاجات سابقة للشغيلة، قبل نحو 8 سنوات للمطالبة بتعويضات عن حطب التدفئة الهاجس الذين يؤرق كل الفئات والطبقات الاجتماعية بهذا الإقليم. ولا هم لسكان بوادي إقليم إفران، في مثل هذا الفصل، إلا البحث عن حطب التدفئة لمواجهة الصقيع والبرد القارس، إذ يكثر الإقبال عليه، رغم واقع المضاربة الذي تعرفه سوقه، وفرض الأمر الواقع من قبل أصحاب مستودعات بيع حطب "الكريش" في غياب المراقبة اللازمة، فيما يضرب الحصار على المواطن البسيط الذي يقع عرضة للمتابعة القضائية في حالة ضبطه وهو يجمع الحطب.أما مسؤولو القطاع، فلا يرضيهم الاستنزاف المتواصل للغابة وثرواتها الخشبية، خاصة أشجار الأرز، باعتبارها ثروة غابوية مهمة بمنطقة الأطلس المتوسط، من قبل "ريع اقتصادي تتوارثه حفنة من المنتفعين من لصوص الغابة"، عبر القطع والحرق والتهريب والتسويق الممنهج على حساب جيوب المواطنين البسطاء الباحثين عن دفء، ولو بأغلى الأثمان أو بين حشائش الغابة. تلاميذ في "ثلاجات" دراسية لم تقتصر المعاناة على السكان المستقرين بـ"أعشاشهم" البلاستيكية والقصديرية أو في فيلاتهم وإقاماتهم، بل امتدت إلى المؤسسات التعليمية التي تعيش أياما عصيبة موازاة مع ارتفاع موجة البرد والصقيع، إذ غالبا ما تتحول إلى "ثلاجة" تجمد أجساد أطفال، تقول مصادر "الصباح"، إنهم يجلبون بأنفسهم حاجياتهم من الحطب الذي يستغل في مدفئات مبنية وسط الحجرات. وأثار مشكل التدفئة بالمؤسسات التعليمية، احتجاجات نقابية عارمة ذابت عقب اجتماع بمقر العمالة في 28 نونبر الماضي، قدمت فيه ضمانات للفرقاء الاجتماعيين بإيجاد حل للمشكل، خاصة المكتب الإقليمي للجماعة الوطنية لموظفي التعليم (إ. و. ش) الذي ثمن في بيانه الأخير المجهودات المبذولة من قبل النيابة لطي ملف التدفئة وتجاوز الاختلالات الممتدة لسنوات طويلة بالنيابة.اللقاء أدلى فيه كل طرف بدلوه في موضوع شائك، وأثار غضب المرتبطين بالعملية التعليمية التعلمية، الذين لم يقبلوا باستعمال الفحم الحجري في التدفئة، الذي قال مدير الأكاديمية، إنه "يدخل في إطار إستراتيجية وطنية للمحافظة على البيئة والثروة الغابوية" و"لا يمكن الحكم على إيجابياته وسلبياته"، و"الصفقة وطنية منذ 2008 ، وتشمل كل النيابات الباردة بما فيها ميدلت وخنيفرة". وسجل أن كلفة اقتناء الحطب باهظة جدا، فيما تحدث نائب الوزارة بإفران، في تدخله في هذا اللقاء، عن اقتناء 350 طنا من الفحم الحجري من ميزانية 2013، بدل 1350 طنا طلبت في مواسم سابقة، مؤكدا أن النيابة طلبت 240 طنا فقط للموسم الدراسي الحالي مؤكدا ضبط عملية مراقبة الجودة واحترام المعايير المتفق عليها، مشيرا إلى تدخل العمالة لإحداث 3 تدفئات مركزية بمدارس أزرو.ولم تفوت النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية الفرصة للتذكير بأخطار استعمال هذه المادة على الصحة وتلويث البيئة وفضاء المؤسسة، مؤكدة أن الصفقة فاشلة واستنزاف للمال العام، والمعاناة المتواصلة لتلاميذ الوحدات المدرسية جراء البرد القارس في غياب التدفئة، مطالبة بتخصيص اعتمادات مالية لإصلاح التدفئات المركزية، وتفعيل التبويب الخاص باقتناء الحطب في ميزانية الأكاديمية.