إناث الجيش… أسرار نجاح القاطرة

سيطرة مطلقة على الألقاب الوطنية وحضور دائم بالمنتخبات والعصبة الإفريقية يواصل الجيش الملكي عروضه القوية في منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم النسوية، من خلال سيطرته على جميع المسابقات الوطنية، في السنوات الأخيرة، إلى درجة اعتبرت هزيمته في مباراة أو تعادله فيها إنجازا للأندية المنافسة. ويعد فريق الجيش الملكي نموذجا يحتذى به في منافسات البطولة الوطنية، وقدوة لباقي الأندية الأخرى، الطامحة إلى تحقيق إنجازات على صعيد البطولة والكأس، لضمان مشاركتها في المنافسات القارية، وتحقيق موارد مالية إضافية، تمكنها من جلب لاعبات في المستوى. ويسيطر الجيش الملكي على المنتخب الوطني النسوي الأول، من خلال وجود 10 لاعبات في اللائحة، في الوقت الذي وصل عددهن إلى 14 في المنافسات السابقة، قبل احتراف بعضهن، كما هو الشأن بالنسبة إلى غزلان الشباك وابتسام الجرايدي. سيطرة مطلقة تمكن الجيش الملكي للكرة النسوية من الظفر بـ22 لقبا في السنوات 11 الأخيرة، منها 11 لقبا في منافسات البطولة الوطنية، بعد أن توج بأول لقب في 2013، ضمنها تسعة ألقاب متتالية، ابتداء من 2016 إلى غاية بطولة الموسم الرياضي الجاري، الذي حسمه منذ عدة دورات، إذ أنهاه بفارق 13 نقطة عن صاحب الرتبة الثانية سبورتينغ البيضاء، الذي شكل مفاجأة الموسم الرياضي الجاري ببلوغه نهائي الأبطال الإفريقية. وعلى مستوى كأس العرش، استطاع الفريق العسكري بسط سيطرته على هذه المنافسة، من خلال تتويجه بعشرة ألقاب، آخرها موسم 2022، في انتظار إجراء ما تبقى من منافسات الكأس للموسم الرياضي الماضي، بعد أن أوقعت القرعة الجيش الملكي في مواجهة الوداد الرياضي في نصف النهائي، في الوقت الذي يلاقي النهضة البركانية نظيره بلدية العيون. ويبقى الجيش الملكي رمزا من رموز كرة القدم النسوية، بالنظر إلى الألقاب المتوج بها، بعد أن تمكن من الظفر بأول لقب إفريقي على الصعيد النسوي، على غرار ما حققه الذكور في موسم 1985، عندما قاد الكرة المغربية إلى الظفر بكأس إفريقيا للأندية البطلة، ليتوج إناث الفريق العسكري باللقب في موسم 2022. وبصم الجيش الملكي للكرة النسوية على مشاركة متميزة في النسخ الثلاث من مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، إذ تمكن من إنهاء مشاركته الأولى في نصف النهاية، والشيء نفسه في المشاركة الثالثة، في الوقت الذي توج باللقب مرة واحدة، وهي النسخة الثانية المنظمة بالمغرب. فريق الأرقام يشكل الجيش الملكي فريقا للأرقام القياسية المتميزة، إذ أنه يملك سجلا حافلا في جميع المنافسات، من خلال تتويجه بالألقاب، محققا أرقاما قياسية يصعب تحقيقها على المدى القريب، في حال استمرار سيطرته على المنافسات الوطنية. وتمكن الجيش الملكي من تحقيق البطولة الوطنية في موسم 2019-2020 بتسجيله 20 فوزا دون تعادل أول هزيمة، ليكون بذلك أول فريق يحقق هذا الإنجاز، وسجل 63 نقطة بنسبة بلغت زائد 106 أهداف، بعد أن تمكن من تسجيل 113 هدفا، ودخلت مرماه سبعة أهداف فقط. ويملك الفريق العسكري أرقاما قياسية من حيث عدد ألقاب البطولة والكأس على الصعيد الوطني، إضافة إلى أكبر فوز حققه في تاريخ الكرة النسوية، بعد أن فاز على المغرب التطواني ب 26 هدفا لصفر، وأكبر فوز سجله في نهائي عصبة الأبطال، بعد اكتساحه ماميلودي صن داونز بأربعة أهداف لصفر في نهائي 2022. وتملك ابتسام الجرايدي، عندما كانت لاعبة للجيش الملكي، لقب أكثر اللاعبات تسجيلا في عصبة الأبطال الإفريقية بستة أهداف، واللاعبة الوحيدة التي سجلت "هاتريك" في نهائي العصبة على الفريق الجنوب إفريقي، إضافة إلى أن الفريق يملك سجلا قويا على صعيد منافسات دوري شمال إفريقيا، من خلال اكتساحه جميع الأندية المنضوية تحت لواء المنطقة، خلال التصفيات المؤهلة إلى العصبة المنظمة بالمغرب في نسخة 2021، التي احتضنتها مصر. فريق المنتخبات يتوفر الجيش الملكي على خزان من اللاعبات اللواتي يحملن قميص المنتخبات الوطنية النسوية في جميع فئاتها، وهذا راجع إلى برنامج التكوين الاحترافي، الذي سطره المسؤولون منذ الانخراط في هذا النوع الرياضي. ويملك المنتخب الوطني الأول عشر لاعبات من الجيش الملكي على الأقل، في الوقت الذي يصل فيه حضورهن في بعض التجمعات الإعدادية إلى 14 لاعبة، خاصة التجمعات التي لا تشارك فيها لاعبات محترفات من أوربا، في الوقت الذي يضطر الإسباني خورخي فيلدا، مدرب المنتخب النسوي، إلى توجيه الدعوة إلى لاعبات من فئة الأمل وأقل من 20 سنة، لضمان الاستمرارية. ويضم المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة للكرة النسوية ما بين ثلاث إلى خمس لاعبات في صفوفه، بالنظر إلى المستوى الذي يظهرن به في المنافسات الوطنية، في الوقت الذي يضم منتخب أقل من 20 سنة ما لا يقل عن ثلاث لاعبات في صفوفه، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى باقي أندية البطولة الوطنية، والشيء نفسه بالنسبة إلى منتخب أقل من 17 سنة، الذي يضم في صفوفه خمس لاعبات من الجيش الملكي، إذ أنه يشكل الاستثناء في جميع المنتخبات الوطنية، من خلال حضور متميز ورسمي في المباريات الرسمية. ويعد المركز الرياضي العسكري بالمعمورة مشتلا لكرة القدم النسوية، من خلال الحضور الدائم لعدد اللاعبات بالمنتخبات بجميع الفئات. الاستقرار التقني يتوفر الجيش الملكي على طاقم تنقي محترف ومتكامل خاص بكرة القدم النسوية، إذ أن عملية التكوين تمر عبر سلسلة من الإجراءات والبرامج، التي تستهدف جميع الفئات، قصد إلحاقهن بالمنتخبات الوطنية من جهة، وبالفئات السنية بالفريق، وإعدادهن للاحتراف بالخارج. وتشتغل خلية التنقيب بشكل دائم في البحث عن لاعبات ضمن فئة أقل من 13 سنة، قصد إلحاقهن بمركز التكوين، في الوقت الذي تتوفر مدرسة الفريق على برنامج تعليمي يوازي المؤسسات التعليمية خارج أسوار المركز الرياضي العسكري، إذ أن الجيش الملكي من الأندية التي لديها برنامج دراسة ورياضة تستفيد منه الإناث أيضا، لمساعدتهن على تكوين بيداغوجي وتربوي إلى جانب التكوين الرياضي. ومن أبرز نقاط قوة الجيش الملكي، أن نتائج الفريق الأول لا تعتمد بالدرجة الأولى على المدرب، بالنظر إلى جودة اللاعبات الموجودات، إذ أن الفريق بإمكانه تغيير المدرب وسط الموسم، دون أن يؤثر ذلك على النتائج، كما كان الشأن في المواسم الماضية. ويمتاز الجيش الملكي بتدوير المدربين، إذ أنه يعمل على تصعيد كل مدرب مع الفئة التي يدربها، من أجل ضمان الاستمرارية في النتائج، وتطوير أداء اللاعبات. غير أن الجيش الملكي يعاني كثيرا في مجال تكوين اللاعبات، من خلال حضورهن الدائم في تجمعات المنتخبات الوطنية، إذ يضطررن للحضور في التجمعات الإعدادية، بعيدا عن المركز الرياضي العسكري بالمعمورة، وهو ما يربك استعداداتهن لمنافسات البطولة. مونديال الأندية أبدى مسؤولو الجيش الملكي سعادتهم بإعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم إطلاق مسابقة كأس العالم للأندية الخاصة بكرة القدم النسوية، خلال مؤتمره الأخير بتايلاند، انطلاقا من 2026، إذ أنها تشكل فرصة لحضور الجيش الملكي في هذه المسابقة، خاصة إذا اعتمد "فيفا" على حضور 32 فريقا على غرار مونديال الذكور، بالنظر إلى أن الجيش الملكي يحتل رتبة مشرفة على الصعيد القاري. وينتظر مسؤولو الجيش الملكي باقي التوضيحات من قبل "فيفا" بخصوص كأس العالم للأندية في نسختها الأولى، في الوقت الذي سيسعى إلى تسجيل حضوره فيها، من خلال المنافسة على لقب عصبة الأبطال الإفريقية للموسم الرياضي الجاري والمقبل. ويعول مسؤولو الفريق العسكري على الحضور في منافسات العصبة، لتحقيق نتائج تؤهل الفريق إلى المشاركة في مونديال الأندية، في الوقت الذي يشتغلون على فئات الأمل والشابات، من أجل تكوين جيل جديد من اللاعبات، قادرات على قيادة الكرة الوطنية إلى تحقيق ألقاب على الصعيدين القاري والدولي. إعداد: صلاح الدين محسن

إناث الجيش… أسرار نجاح القاطرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"التلفزيون" يكرم رواده

الفداء‭ ‬يسيرها‭ "‬ولاد‭ ‬الدرب‭"‬

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات