دعوات إلى إنجاح الجهوية المتقدمة أو الذكاء الجماعي والجهوي أسدل الستار، أخيرا، بالجامعة الدولية لأكادير، على فعاليات النسخة الثانية للمعرض البيداغوجي للمدن الذكية على المستوى الإفريقي، التي نظمت تحت شعار "المدينة الذكية في خدمة المواطن العربي الافريقي"، بالإعلان عن اختيار مدينة مراكش لاحتضان النسخة الثالثة لهذا المعرض في السنة المقبلة، وبتوقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين المنتدى العربي للمدن الذكية من جهة والمعرض البيداغوجي للمدن الذكية، من جهة أخرى، للتعاون بين الفريقين. وكشف كريم أشنكلي، رئيس جهة سوس ماسة، أن موضوع المدن الذكية أصبح يفرض نفسه على الجميع، داعيا إلى العمل جميعا من أجل إنجاح الجهوية المتقدمة أو الذكاء الجماعي والجهوي. واعتبر المهندس لطفي بناني، أن تنظيم هذا المعرض بجهة سوس ماسة، تحت رعاية وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، هو دعم قوي لمسار هذه الجهة بصفة عامة ولمدينة أكادير بصفة خاصة، والتي تشهد في السنوات الأخيرة، طفرة نوعية ساهمت في الرفع من جاذبية الوجهة السياحية والاقتصادية لهذه المدينة، التي حظيت ببرنامج للتنمية الحضرية مابين 2020 و2024. وأكد الدكتور إلياس مجدولين، نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية والبحث العلمي بالجامعة الدولية لأكادير، أن مساهمة الجامعة تنبني على ثلاثة أبعاد، الأول في نظره، يتجلى في البعد البيداغوجي، كما يدل على ذلك اسم المعرض، وهو فرصة مفتوحة في وجه جميع الطلبة، سواء طلبة الجامعة الدولية أو طلبة جامعات أخرى بجهة سوس ماسة، لزيارة المعرض والتعرف على الشركات والمقاولات التي تقدم خدمات تقنية وتكنولوجية في مجال المدن الذكية، وفرصة للقاء الأساتذة بهؤلاء الفاعلين. والبعد الثاني يتمثل في إدماج الطلبة الأفارقة في هذا المعرض من خلال حضور مجموعة من البلدان الافريقية، حوالي 20 بلدا، من خلال طلبتهم الموجودين بمختلف الجامعات والمعاهد الدولية بأكادير، أي أزيد من 500 طالب من دول جنوب الصحراء الذين يتابعون دراستهم في الجامعة، مضيفا أنه عندما تقوم الجامعة بتكوين هؤلاء الطلبة، فلأنهم سيكونون بمثابة سفراء المغرب مستقبلا في بلدانهم. واعتبر أن مشاركتهم في هذا المعرض ستكون متميزة، حيث سيبرزون مؤهلاتهم وكفاءاتهم وبخصوص إيجاد فرص وشراكات مع المؤسسات والشركات التي تشتغل في بلدانهم، أما البعد الثالث فهو العلمي، ويتمثل من خلال مشاركة الأساتذة الباحثين في هذا المعرض وفتح جسور للتواصل مع كل الوافدين عليه. وأوضحت سميرة الدحيات، المديرة العامة للمنتدى العربي للمدن الذكية، أن أكثر من نصف سكان العالم في المدن، اليوم، وبحلول العام 2050، سيعيش حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص في المدن التي ستمثل أكثر من 70 بالمائة من انبعاثات الكربون في العالم وتمثل أيضا 60 إلى 80 بالمائة من استهلاك الطاقة، وكشفت أن التحديات العالمية مشتركة بسبب التحضر السريع الذي أدى إلى تحديات إضافية، مثل الازدحام المروري وتلوث المياه ونقص الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة ونقص سلاسل التوريد ومشاكل التغير المناخي. واعتبرت الدحيات، أن التحرك سريعا نحو التحول الرقمي أصبح حاجة ملحة لما يشهد العالم من تحديات، لا سيما بعد جائحة كوفيد 19، التي أظهرت أن التكنولوجيا كانت السبيل الوحيد لاستمرارية الحياة وضمان استمرار عمل القطاعات المختلفة لتوفير الخدمات للمواطنين، إضافة إلى مواكبة التطورات والتغيرات والاستفادة من التجارب وتحديدا في قطاعي الصحة والتعليم. عبد الجليل شاهي (أكادير)