«كوسومار» تصدر 752 ألف طن من السكر الأبيض نحو أزيد من 40 دولة أمن المغرب اكتفاءه الذاتي من السكر، بفضل الجهود المتواصلة، التي انخرطت فيها مجموعة "كوسومار"، قاطرة للصناعة السكرية بالمغرب، إذ أصبحت تتوفر على قدرة معالجة إجمالية تصل إلى 5 ملايين طن من النباتات السكرية، وقدرة إنتاجية تناهز 2 مليون طن من السكر الأبيض، في الوقت الذي لا يتجاوز طلب السوق الوطنية السنوي 1.2 مليون طن. وأكد مسؤولو "كوسومار" أن المجموعة، التي تأسست في 1929، أصبحت الفاعل التاريخي في صناعة السكر بالمغرب، وإحدى دعامات قطاع الصناعات الغذائية، مؤكدين أنه منذ افتتاح موقعها الإنتاجي الأول بالبيضاء، إلى غاية شراء الدولة المغربية لحصص في رأسمال الشركة في 1967، مرورا بالاستحواذ عليها من قبل مجموعة "أونا" في 1985، تركت الشركة بصماتها بارزة في تاريخ صناعة السكر بالمغرب، عبر تطورها وتوسعها، خصوصا بعد قيامها بعمليات استحواذ إستراتيجية، في إطار خوصصة شركات السكر التابعة للدولة في 2005. وأوضح مسؤولو الشركة أن المجموعة وطدت مكانتها في 2005، عبر استحواذها في إطار برنامج الخوصصة على مصانع السكر العمومية، التي عرضتها الدولة للبيع، لتصبح عن جدارة الفاعل السكري التاريخي، وأحد الفاعلين الرئيسيين في قطاع الصناعات الغذائية بالمغرب، بفضل توقيع عقود تجميع مع شركائها الفلاحين. وتساهم عملية التجميع في تحسين حياة 80 ألف فلاح شريك وأسرهم في 5 جهات عبر التراب الوطني. وتتوفر المجموعة على قدرة معالجة إجمالية تبلغ خمسة ملايين طن من النباتات السكرية، وعلى طاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى مليوني طن من السكر الأبيض، بفضل برنامج استثماري ناهز 10 ملايير درهم، كما قامت بعصرنة وتحديث منشآتها وعملياتها، وتحقيق العديد من التطورات في مجال الابتكار والبحث والتطوير. وأكد مسؤولو الشركة، في لقاء صحافي سابق، حضرته "الصباح"، أن "كوسومار" تمكنت خلال السنة الماضية، من تصدير 752000 طن من السكر الأبيض، نحو أزيد من 40 دولة، وهو ما يعتبر مؤشرا جليا على نجاح إستراتيجيتها التوسعية، دون أن يعني هذا أي تنصل من التزامها إزاء السيادة الغذائية. وحرصت المجموعة على ترجمة هذا الالتزام في تدابير ملموسة، تهم تحديث مصانعها، وتشجيع إنتاج النباتات السكرية من قبل الفلاحين في الجهات الخمس للمملكة، التي تؤوي وحداتها الإنتاجية. كما تقوم الشركة بتخزين احتياطيات إستراتيجية من المنتجات السكرية لمواجهة أي حالات اضطراب في الأسواق الدولية. وأفادت مصادر مقربة من الإدارة العامة للمجموعة أن "كوسومار" أنجزت في السنوات الأخيرة استثمارات ناهزت مليار درهم، في سبيل عصرنة عملياتها، وإحراز تقدم ملحوظ في مجال الابتكار والبحث التنموي، وتمكنت بفضل تلك الاستثمارات الضخمة من تخفيض الوقع البيئي بشكل كبير، وعلى الخصوص تقليص استهلاك الماء بنسبة 90% منذ 2005 ، وتخفيض استهلاك الطاقة في عمليات معالجة الشمندر السكري. كما ساهمت جهود تقليص البصمة الكربونية للسكر الأبيض، في رفع القدرة الإنتاجية لمصانع السكر السبعة التابعة للمجموعة، والتي بلغت 650 ألف طن من السكر في السنة، إضافة إلى زيادة قدرات معالجة مصنع التكرير، لتبلغ 1.5 مليون طن في السنة. ويواصل قطاع السكر تحوله في سياق تنفيذ العقد البرنامج 2021-2030، والذي يهدف إلى زيادة المساحات المزروعة بالنباتات السكرية من 64500 إلى 73000 هكتار، وزيادة إنتاج السكر الأبيض من 560 ألفا إلى 620 ألف طن في أفق 2030، مؤكدة بذلك طموحات نمو القطاع. 5 ملايير درهم لعقد برنامج جديد يتوخى العقد البرنامج الجديد، الذي رصدت له ميزانية تصل إلى 5.74 ملايير درهم، موزعة بين الفيدرالية البيمهنية المغربية للسكر، بمبلغ 2.63 مليار درهم، والدولة بمبلغ 3.11 ملايير درهم، إعادة التأكيد على التزام قطاع السكر تجاه التميز التشغيلي والمسؤولية البيئية. ويتوقع إحداث 150 ألف يوم عمل إضافية، ليرتفع الإجمالي إلى 5 ملايين يوم عمل في 2030. كما ساهمت المجموعة في إحداث 370 شركة في العالم القروي، وهي التدابير التي كان لها وقع اقتصادي، مع ضخ مبلغ سنوي يناهز 3 ملايير درهم في الاقتصاد المحلي، وتوفير 5 ملايين يوم عمل موزعة على الجهات الخمس.