ارتكب جريمة قتل ببلاده ودخل المغرب بهوية مزيفة وتعاون أمني أطاح به جرى، قبل يومين، تفعيل مسطرة ترحيل إسباني مبحوث عنه بموجب مذكرة بحث دولية، نحو بلاده. وينتظر أن تسلم السلطات المغربية نظيرتها الإسبانية المشتبه فيه «جون لويز بيريز جوميز»، لمحاكمته من أجل تهمة القتل العمد.وأفادت مصادر «الصباح» أن المتهم، البالغ من العمر 38 سنة، أفلح في مغادرة التراب الإسباني، والاستقرار في المغرب، بهوية مزورة، وجواز سفر حقيقي، يخص صاحب الهوية التي انتحلها المعني بالأمر وقدم نفسه بها إلى السلطات المغربية عند اجتياز الحدود.وإلى جانب جريمة القتل العمد التي ارتكبها المتهم، أوضحت مصادر متطابقة أنه متورط أيضا في الاتجار الدولي في المخدرات.وجاء إيقاف المشتبه فيه، حسب المصادر نفسها، بعد تنسيق وثيق بين المصالح الأمنية المختصة بإسبانيا، ونظيرتها بالمغرب، إذ قادت الأبحاث التي أجرتها الشرطة القضائية بمدريد، إلى تحديد وجهة المعني بالأمر، والتعرف أيضا على الطريقة التي اجتاز بواسطتها الحدود المغربية هاربا من الملاحقة القضائية ببلاده.ونظرا لخطورة المعني بالأمر، والاشتباه في أن يحمل معه سلاحا ناريا، تجندت عناصر الفرقة الوطنية وفرقة خاصة من الدرك الملكي، وأجرت حراسة عن بعد لمكان إقامته بمراكش، قبل تنفيذ العملية بنجاح، الخميس الماضي، خصوصا أن المعلومات التي استجمعها الأمن المغربي، بعد تحديد مكانه، أشارت إلى أنه يقيم في شقتين بعمارة تقع بشارع عبد الكريم الخطابي بالمدينة الحمراء، وهو ما دفع إلى توزيع العناصر الأمنية المشتركة وفق خطة محكمة لمداهمة الشقتين ومحاصرتهما لعدم ترك أي فرصة للمتهم قصد الإفلات.ونجحت عناصر الفرقة الوطنية والدرك الملكي في إلقاء القبض على المتهم، وإخراجه من بوابة العمارة تحت حراسة أمنية مشددة قبل مغادرة المكان.وموازاة مع ذلك، جرت عملية تفتيش للشقتين وحجز كل ما يمكن أن يفيد في البحث، كما تم حجز جواز السفر الذي يحمل هوية إسباني آخر كان المتهم ينتحل صفته. ونقل المتهم بعد ذلك إلى مقر الدرك قبل ترحيله إلى الرباط لاستكمال الإجراءات القانونية من أجل تسليمه إلى الشرطة الدولية بمدريد.وأوضحت مصادر «الصباح» أن الشرطة الإسبانية ظلت تقتفي آثار المتهم، كما حددت لائحة الأشخاص الذين يتواصل معهم، قبل أن تنتهي إلى تحديد مكانه بالمغرب والتنسيق مع السلطات المغربية، التي أوقفته بناء على مذكرة البحث الدولية واستنادا إلى اتفاقية تعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال.يشار إلى أن المغرب وإسبانيا ينسقان جهودهما في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والاتجار الدولي في المخدرات وفي مجال الشرطة، وهو التعاون الذي وصفه وزير الداخلية الإسباني، قبل أسبوع، بالممتاز أثناء لقاء جمعه بسفير المغرب في مدريد.وتجلى التعاون الأمني بين البلدين بقوة في مجال مكافحة الإرهاب، كان آخر مظاهره تفكيك خلية إرهابية تستقطب النساء لترحيلهن إلى «داعش».المصطفى صفر