في وقت تعيش فيه دول كثيرة عبر العالم مجاعات ونقصا في الأغذية، ما يزال سلوك المغاربة في التعامل مع الغذاء غير عقلاني، إذ أن الفرد الواحد يهدر سنويا أزيد من قنطار من الوجبات، ويرميها في القمامة. وكشف تقرير مؤشر هدر الأغذية لـ 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن كل مغربي يهدر ما قدره 113 كيلوغراما من الطعام سنويا، ويتخلص منها في القمامة. وأوضح التقرير الأممي المنشور نهاية مارس الماضي، قبيل اليوم الدولي للقضاء على الهدر، والذي تحييه الأمم المتحدة في 30 مارس من كل سنة، أن مجموع ما يهدره المغاربة من وجبات غذائية يصل إلى 4 ملايين طن و219 ألف و805 كيلوغرام سنويا. ويتضح من التقرير أن إهدار الطعام لا يتعلق بالضرورة بمدى توفر الغذاء من عدمه في كل دولة، كما لا يتحدد أيضا بغنى أو فقر البلد، بل بسلوك مواطنيه، علما أن جل دول العالم الأول لا تهدر ما يهدره المغرب، فعلى سبيل المثال لا يتجاوز متوسط إهدار المواطن الكندي للطعام سنويا 79 كيلوغراما، ولا يتجاوز هذا الرقم في فيلندا 53 كيلوغراما، وفي فرنسا يصل متوسط هدر الفرد إلى 61 كيلوغرام. وهناك مجموعة من العوامل التي تتحكم في هدر الطعام، أبرزها التوفر على وسائل تخزين تحفظ الطعام من التلف، إضافة إلى ثقافة كل مجتمع، إذ هناك دول تعاني نقصا في الغذاء كما هو الأمر بالنسبة إلى دول مثل مصر في الآونة الأخيرة، لكن مستوى الهدر يصل إلى 163 كيلوغرام سنويا. يذكر أن الأرقام الصادرة في التقرير، تهم 2022، وهي السنة التي أهدرت فيها الأسر في جميع قارات العالم، أكثر من مليار وجبة يوميا، في حين تضرر 783 مليون شخص من الجوع، كما واجه ثلث البشرية انعداما للأمن الغذائي. وقال موقع الأمم المتحدة إن هدر الأغذية يضر بالاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث. وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، "هدر الأغذية مأساة عالمية"، مضيفة أن ملايين الأشخاص سيعانون من الجوع اليوم، بسبب هدر الأغذية في جميع أنحاء العالم، مبرزة أن هذا الهدر الغذائي يسبب تكاليف باهظة بالنسبة إلى المناخ والطبيعة. عصام الناصيري