لا يتردد بعض المنتفعين في استغلال جميع الفرص، ولو كانت غير أخلاقية، في سبيل بلوغ غاياتهم الشخصية، المتمثلة في الحفاظ على الكراسي والمناصب السياسية، حتى ولو كان ذلك على حساب مسنين وأشخاص في وضعية صعبة، وفي شهر يفترض أن يكون وقفة لتطهير النفوس لا لمراكمة السقطات. وحصلت "الصباح" على معطيات وصور، حول بعض الجمعيات بإقليم أزيلال، التي يستغل القائمون عليها، مرافق عمومية ممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل تبييض وجوه سياسيين في حاجة إلى جرعة شرعية قبل الاستحقاقات المقبلة. ودأبت إحدى الجمعيات التي تسير مرفقا مختصا في إيواء المشردين والمسنين، والأشخاص في وضعية صعبة، في دعوة سياسيين من مختلف الأحزاب، إلى وجبات إفطار داخل المرفق، ويجلبون معهم بعض العصائر والحلويات، مقابل التقاط صور مع النزلاء دون تغطية وجوههم، من أجل تبليغ إشارات للناخبين، مفادها "شوفونا كنتواضعو وكنديرو الخير". وفي هذا السياق، استقت "الصباح"، رأي عمر أوزياد، وهو فاعل في الشأن المحلي بإقليم أزيلال، والذي قال إنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها دعوة سياسيين، إلى مرفق عمومي، قصد تبييض وجوههم مع الناخبين، والأدهى أن هؤلاء السياسيين والقائمين على المرفق، يلتقطون صورا مع أشخاص في وضعية صعبة، يوزعونها على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها جزءا من الفعل السياسي، على حساب كرامة النزلاء، الذين لا حول لهم ولا قوة. وأضاف أوزياد، أن النيابة العامة تتفرج على هذه المشاهد، ولا تحرك ساكنا، في وقت يمكن أن يؤول فيه هذا الفعل على أنه "اتجار في البشر"، على اعتبار أن النزلاء يقعون تحت رحمة مسيري المرفق، وهناك استغلال لحاجاتهم وضعفهم، والتشهير بهم في مواقع التواصل الاجتماعي. وتابع المتحدث ذاته أن السياسيين الذين يفدون على المرفق من مختلف الجماعات الترابية داخل الإقليم، لا يدعمون الجمعية أو يخصصون لها ميزانيات، بل يستفيدون من الإشهار باقتناء وجبة فطور واحدة فقط، إذ أن ميزانية المرفق تصرف من العمالة، لا من الجماعات الترابية. وخلص الناشط المدني ذاته إلى أن ظروفا خاصة دفعت نزلاء هذا المرفق، ليكونوا في تلك الوضعية، ومن العيب استغلالهم والتشهير بهم، خاصة أن لبعضهم عائلة لا ترضى أن تراهم في تلك الوضعية. عصام الناصيري