حرب المواقع تهدد الاستقلال

الحزب عالق في عنق الزجاجة والمؤتمر 18 يواجه سيناريو معركة الصحون الطائرة من جديد بصم الاستقلال على تحول كارثي بعد معركة " الصحون الطائرة" التي وقعت في مؤتمره 17 وهو مؤشر على تدني السلوك السياسي في تدبير الاختلاف في صفوف الحزب، ودخول قادته في حرب داخلية طاحنة، استنزفت جهد الأطر في تطوير الهياكل التي شاخت بعد مرور 80 سنة، منذ تاريخ تأسيسه ومساهمته في بناء الدولة المغربية الحديثة. نهاية زمن الوسطية مؤشرات عن زيغ ورثة قطار علال الفاسي عن سكة الفكر التعادلي لم يعد الاستقلال يدبر بطريقة مدروسة إستراتيجيا، بعد أن زاغ عن الفكر التعادلي الوسطي، المبني على اتخاذ القرار بعد تمحيص كافة المعطيات، إذ أنه منذ المؤتمر 16 انتقل من مشارك في الحكومة السابقة، لمدة سنة ونصف سنة، إلى معارض لها، لأن أمينه العام السابق، حميد شباط، كان يدبر الحزب بعقلية النقابي وبمزاجية وشعبوية غير منتجة لأي قيمة مضافة في الفعل السياسي، وقبله عاش عباس الفاسي، مشاكل كثيرة، بسبب ما تسرب إلى شرايين الحزب من غرباء لم يتمكنوا من استيعاب دور ووظيفة الاستقلال، باعتباره حزبا عتيدا له قدرة على تسيير دفة الحكومة أو مصطفا في المعارضة لإنجاز أعمال كثيرة في خدمة المصالح العليا للوطن، فانتقلت المشاكل المعقدة في فترة شباط لتصبح أشبه بمرجع في تدبير الاختلاف بحبك مناورات بطرق متعددة. وحينما حاول الحزب إعادة هيكلة ذاته، وجد نفسه غارقا في متاهات كثيرة بين المناضلين والمناضلات، وبعض القادة والأطر الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ومجموعة قليلة من الانتهازيين والانتهازيات، خلطوا الأوراق، فتأجج الوضع ولم تعد الثقة قائمة بين الأعضاء وما واقعة تبادل الشتائم و" تشياربالطباسل" في المؤتمر 17، إلا خير دليل، إذ لم يسبق لهذا الحزب أن شهد مثل هذه المعارك الطاحنة على عهد امحمدبوستة، وقبله علال الفاسي. وعانى الاستقلال" بلوكاج" سياسيا وتنظيميا، لحصول تأخير في انعقاد المؤتمر 18 للحزب منذ ثلاث سنوات، التي تميزت بحصول جمود كبير في اشتغال الأجهزة المسيرة للحزب، بعد تعثر اجتماعات اللجنة التنفيذية إلا في حالات نادرة، والمجلس الوطني، واللجنة المركزية، ما أكد وجود خلل في تأطير المنخرطين بهذا الحزب التاريخي العتيد، وابتعاد بعضهم عن النقاش السياسي الراقي. وإذا كان مفهوما أن يتحول حزب علال الفاسي في عهد النقابي الشرس حميد شباط، إلى مؤسسة تبادل اللكمات، والتراشق بالكلمات، وممارسة الشعبوية، والتلاعب بالقياديين ودفعهم إلى مغادرة الحزب عبر تعديل القانون الأساسي في الساعة الثالثة صباحا لمنع الرواد من الترشح لقيادة الحزب، مثل الراحل محمد الوفا، فإن صفع يوسف أبطوي، القيادي في اللجنة التنفيذية، للبرلماني منصف الطوب في عهد نزار بركة، المثقف، والرجل الهادئ والمتشبع بالفكر العلالي، يؤكد أن المنخرطين حفظوا نشيد الحزب بلسانهم وليس بقلبهم، إذ لم يتم تأطيرهم بما فيه الكفاية. وسبب استعمال العنف لحل خلاف مسطري، راجع لجمود الهياكل المسيرة للحزب من مجلس وطني، ولجنة مركزية، وروابط مهنية، وهي المؤسسات التي شكلت فضاء للمنخرطين لتصريف مواقفهم السياسية، والترافع عنها، ووضع مقترحات عملية وتبادل وجهات النظر وممارسة النقد الذاتي. ولا يكفي طي الملف بتقديم اعتذار، بل يتطلب ذلك إحياء الأجهزة المسيرة للحزب لكي تعود للاشتغال لتطوير الذات الاستقلالية وطي صفحة فيديو الصفعة الذي انتشر دوليا. وقبل أن يداوي البرلماني "المصفوع" جرحه المعنوي، طفت على السطح القصة الأخلاقية، بين نور الدين مضيان، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، المتميز بالصلابة والقوة والجرأة في اتخاذ القرار السياسي، وبرلمانية سابقة، رفيعة المنصوري، نائبة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهي القضية التي أرخت بظلالها على أجواء انعقاد المؤتمر وقسمت صفوف الاستقلاليين، بين من هاجم مضيان، وبين من هاجم المنصوري، فدخل الاستقلاليون في حالة من تبادل الاتهامات تعرضت على إثرها خديجة زومي، القيادية التي أصدرت بلاغا مساندا للمنصوري، لتهجم في مواقع التواصل الاجتماعي انتقل إلى تدبيرها السابق مستشارة في جماعة الهرهورة، وفي ملف فضيحة النجاة لتشغيل وهمي لـ 90 ألف شاب، إذ تصدت لتلك التهجمات ونفت بالدليل أن تكون لها يد في أي ملف من ملفات الفساد، ودعت الاستقلاليين إلى الترفع عن المزايدات الفارغة والرقي بالعمل السياسي. اللجنة والمجلس حتى وإن تحدث البعض عن مصالحة بين تيار بركة، وتيار ولد الرشيد، فإن الحرب على أشدها بين الطرفين لتحصيل عضوية اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني، والتحكم في نتائج المؤتمر 18 المقرر عقده نهاية أبريل، ما يعني أن الحزب على فوهة بركان قابلة للاشتعال في أي لحظة، إذا لم تتم الاستجابة لطلبات معينة. ويتطلب الحال من جميع الاستقلاليين الكف عن المناورات، ونكران الذات ووضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار، وطي صفحة الخلافات لعقد مؤتمر يسع لكل الاستقلاليين وينتخب قيادته بشكل ديمقراطي. أحمد الأرقام

حرب المواقع تهدد الاستقلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلافات زعماء "بوليساريو" تشل أجهزتها الصورية

إيقاف سارقي بالوعات الصرف الصحي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات