في غمرة الاحتفالات التي تعيشها روسيا بعد فوز فلاديمير بوتين، بالانتخابات الرئاسية، التي وصفت بالتاريخية بسبب تجديد الثقة في الرجل القوي داخل روسيا بأغلبية ساحقة من الأصوات، أفسد الإرهاب على الروس فرحتهم وقتل منهم العشرات. وأسفر الهجوم الإرهابي على مركز "كروكوس سيتي هول" التجاري بضواحي موسكو، مساء الجمعة الماضي، وما تبع ذلك من انفجارات وحريق، عن وفاة 143 شخصا في حصيلة مؤقتة مرشحة للارتفاع، وأصيب أزيد من 150 شخصا. وأعلن الكرملين اعتقال 11 شخصا، بينهم المنفذون الأربعة المتورطون بشكل مباشر في الهجوم الذي استهدف ليلة الجمعة قاعة للحفلات في موسكو. وبينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم توالت الإدانات الدولية، وأكدت أوكرانيا أن لا علاقة لها به. وقال الكرملين إن جهاز الأمن الفدرالي يعمل على تحديد الجهة المتواطئة مع الذين ارتكبوا الهجوم. وقالت لجنة التحقيقات الروسية أول أمس (السبت) نقلا عن بيانات أولية إن ما لا يقل عن 143 قتلوا في الهجوم، ونبهت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. وأشارت اللجنة إلى أن المشتبه بهم اعتقلوا في منطقة "بريانسك" الروسية قرب الحدود الأوكرانية. وقال جهاز الأمن الروسي إن المشتبه فيهم خططوا لعبور الحدود، وكانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني. وكانت وكالة "رويترز" نسبت لتنظيم الدولة إعلان مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان نشره على "تليغرام" إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأضاف أن المقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام". وأدان المغرب الهجوم الإرهابي، عبر بلاغ لوزارة الخارجية أعقب الحادث، جاء فيه "تدين المملكة المغربية بشدة العملية الإرهابية التي تم تنفيذها، الجمعة، بكوركوس سيتي هال بكراسنوغورسك قرب موسكو، والتي تبناها تنظيم داعش الإرهابي، وخلفت العديد من القتلى والجرحى". عصام الناصيري