ما هي أسباب تنامي سلوكات "الترمضينة"؟ أولا، مصطلح "الترمضينة" هو مفهوم يستعمله المنحرفون للقيام بالشغب وتبرير أعمالهم الفوضوية في هذا الشهر الفضيل، لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يصوم إيمانا واحتسابا، وله إيمان قوي بدينه ويؤدي هذه الشعيرة ويثير الفوضى، وأن يتذرع بالصيام أو بما يحدثه من آثار على مزاجه وتعامله مع الغير. ولهذا المؤمن الحق هو الذي يتجاهل حالات الشغب ويجنب الفوضى، ويعمل على الأمن والسكينة في محيطه وعلاقاته، لكن هناك مجموعة من المنحرفين والمشاغبين الذين يستغلون هذا الشهر لكي يمارسوا شغبهم في الأماكن التي يرتادها الناس، في أماكن الازدحام أو الأسواق ويبررون هذه الانحرافات والفوضى والشغب ب"الترمضينة"، فيتم استغلالها لتصريف أعمالهم والتشويش على مجموعة من القيم النبيلة المتعلقة برمضان، وهذا الشهر بريء كل البراءة من مثل هذه التصرفات. هل يمكن للصائم التحكم في تصرفاته؟ نعم، صحيح وكما نقول بالدارجة المغربية "الإنسان ما تيصومش بالجميل" فالإنسان المؤمن يعرف بأن رمضان معروف بالشعائر الإسلامية وهو ركن من أركان الإسلام، ولهذا فالصائم يدرك بأنه يؤدي واجبا دينيا يدخل في إطار دينه ويحقق ركنا من أركان الإسلام، لذلك فالمسلم الذي يصوم إيمانا واحتسابا، يبقى دائما متحكما في تصرفاته وسلوكاته وعلاقاته تكون جيدة وطيبة وحسنة مع الجميع، ولا يمكن للمؤمن الحق أن يقوم بتصرفات تخالف ما يشير إليه دينه من حيث القيم والشيم التي ينص عليها القرآن الكريم أو المستقاة من الأحاديث النبوية أو حتى من تصرفات المسلمين سواء كانوا صحابة أو تابعين، والمسلم الحق يتحكم في سلوكاته وتكون بعيدة عما يحدثه المشاغبون. هل من وصفات للحد من هذه السلوكات المرتبطة برمضان؟ نحن دائما ننسب هذه التصرفات لبعض المنحرفين إلى رمضان، لكن هذا الشهر بريء كل البراءة من هذه الأمور، وما يجب التحلي به سواء في هذا الشهر أو غيره، العمل على الوعي في الوسط المغربي وأيضا عبر تلبية حاجياته التي يتذرع بها في معاناته بسبب الخصاص والبطالة، وهذه المعطيات تكون دافعا لإثارة الفوضى وأعمال الشغب وغيرها من التصرفات المشينة والخطيرة التي تهدد سلامة وأمن المواطنين، ولهذا يجب أن نقوم بتربية المواطن ليس في رمضان وحده بل في كامل السنة، وبالتالي المسؤولية تقع على الدولة والمؤسسات والمنظمات المدنية التي تعمل على تأطير المواطنين وأيضا الأحزاب السياسية، من أجل رفع مستواهم الثقافي وإبعاد ما يسيء إلى هذا المجتمع. علي شعباني أستاذ باحث في علم الاجتماع أجرى الحوار: عبد الحليم لعريبي