تطوان.. السجن المحلي يحتضن أنشطة ثقافية وإفطارا جماعيا
بمناسبة شهر الصيام احتضن السجن المحلي تطوان اليوم (الجمعة)، مائدة إفطار لفائدة نزيلات المؤسسة.
وقبل اللمة التي جرت حول موائد الإفطار التي تذكر النزلاء بأجواء الإفطار الأسرية، تم تنظيم ندوة علمية من طرف جماعة تطوان وبشراكة مع المجلس النسائي.
وحسب ما أفاد به مصدر من المنظمين فإن “هذا النشاط الذي اختير له شعار (التمكين الاقتصادي للمرأة رافعة لتحقيق الكرامة والتماسك الاجتماعي)، يأتي بمناسبة شهر رمضان المعظم، وتخليدا لليوم العالمي للمرأة (8 مارس).
وافتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم، وبتحية العلم، ليتناول بعد ذلك الكلمة “حسن العماري” مدير السجن المحلي بتطوان، الذي رحب بالجميع مقدما الشكر للجهات المنظمة لهذا البرنامج الثقافي الاجتماعي، مضيفا أن مثل هاته المبادرات تشكل قيمة مضافة للأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تحرص المؤسسة على تنزيلها، بالتنسيق مع مختلف الشركاء، مؤكدا على أن المؤسسة حريصة على تسطير برنامج على طول السنة يتضمن أنشطة وفقرات من مختلف المجالات: ثقافية؛ تربوية؛ اجتماعية؛ فنية؛ ورياضية، يتم الاشراف عليها من طرف أطر وموظفي المؤسسة أو بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، وكذا القطاعات الوصية، مشيرا في ختام كلمته إلى أن الهدف من هذه البرامج هو جعل المؤسسة السجنية فضاء للإصلاح والتهذيب كما تنص على ذلك المقتضيات القانونية المسطرة، ودستور المملكة.
وشكرت رئيسة المجلس النسائي “نزيهة العمراني” في كلمتها مدير المؤسسة السجنية، لفتحه المجال أمامهن من أجل تنظيم هذا النشاط.
كما تقدمت بالشكر لرئيس المجلس الجماعي، على دعمه لقضايا النساء، دون أن تنسى تقديم الشكر لعضوات المجلس اللواتي اقترحن هذا النشاط، الذي سيعود على الجميع بالنفع، من خلال التواصل الإيجابي، وقضاء لحظات من شأنها إدخال السعادة إلى قلوب النزيلات.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع مداخلة للكوتش في التنمية الذاتية “سعيدة أفاسي” التي أكدت أنها ستتحدث من قلبها دون استخدام أي وسيلة أخرى، حيث إنها اختارت التواصل المباشر مع النزيلات، لكي توصل لهن رسالة مفادها أن الحياة جعلها الله لنتمتع بها؛ ناصحة النزيلات باختيار وانتقاء محيطهم والابتعاد عن كل ما هو سلبي، من خلال الاعتماد على الجانب الروحي الذي سيجعلهن يحصلن على طاقة روحانية كبيرة تجعلهن يواصلن الحياة على الرغم من المصاعب.
المداخلة الثانية قدمتها ذ. “سميرة أشهبار”، التي بدأتها بطرح سؤال عن من هو السجن؟ حيث أغلب النزيلات أكدن لها أن السجن مكان لمراجعة النفس ومكان للتعلم وهو مدرسة، وبدورها أضافت أنه مكان للوقاية، حيث أضحى مؤسسة إصلاحية ومكان تسلب فيه الحرية، ولكن لا تسلب فيه الحقوق.
وانتقلت المتدخلة للحديث عن التنمية داخل السجن، طارحة السؤال؛ كيف ستخرجن بعد فترة السجن؟ حيث كان الجواب هو الخروج برصيد معرفي وأسلحة تجعلهن يتمكن من العيش بكرامة داخل المجتمع، ومواجهة التمثلات الموجودة فيه، من خلال ما تعلمنه داخل المؤسسة عن طريق التكوينات والبرامج والأنشطة.
المداخلة الأخيرة كانت لسناء المفرج، التي عبرت عن سعادتها بهذا اللقاء وبالمستوى الجيد للنزيلات في التواصل، مضيفة أن كل واحد منا معرض للخطأ، ولكن من الخطأ نتعلم، وبالتالي فبمجرد خروج النزيلات للمجتمع عليهن التسلح بالشهادات التي حصلن عليها بالمؤسسة، الشيء الذي سيساعدهن في بدء حياة جديدة من خلال مشاريع تساعد الدولة في تمويلها، تنزيلا لتوجهات جلالة الملك، الذي دعا لمساعدة المقبلين على المشاريع وذلك من خلال مجموعة من البرامج.
الجدير بالذكر أن حفل الإفطار عرف حضور نائب رئيس المجلس الجماعي بتطوان “زهير الروكاني”، الذي بدوره وجه مجموعة من الكلمات الداعية إلى التشبث بالأمل وعدم اليأس لأن الله جعل في كل محنة منحة ليختتم البرنامج بتوزيع مجموعة من الشهادات التقديرية.
د يوسف الجوهري(تطوان)