المــــلـــف الـســـري

شاهد جزائري على مغربية الصحراء 5 وفاة بومدين كانت غامضة لأنه لم يتجاوز 48 سنة ولم يكن يعاني أي مرض عضال نسرد في هذه السلسلة من الحلقات، كواليس اعتراف الرئيس الجزائري هواري بومدين، بمغربية الصحراء، علنا ورسميا، وكيف كان هذا الاعتراف التاريخي سببا في محاربته من قبل «الكابرانات» إلى وفاته الغامضة في 1978، والتي قيل إنها كانت بسبب نزلة برد ! كواليس تحدث عنها بومدين وكتاب جزائريون في مذكرات، منع تسويقها وبيعها في الجزائر، بسبب تضمنها لمواقف الرئيس التاريخي للجزائر، بخصوص مغربية الصحراء، وكيف واجه العسكر في مقرهم بالأمر، ودعاهم إلى الاهتمام بشؤون البلد السيئة، عوض معاكسة وحدة ترابية لبلد جار ... ليكون مصيره المعروف واقعا حتميا بالنسبة إليه. ياسين قطيب ضمن سلسلة المذكرات التي تحدثت عن بومدين، ما نشره الكاتب الفرنسي لازلولي زيسكاي، في 2017، في كتاب تحت عنوان "العالم كما يراه كارلوس"، وهو شخص فينزويلي، عرف بأفكاره الثورية، واسمه الحقيقي راميريز سانشيز، إذ جاء في الكتاب أن بومدين كره الحسن الثاني، وأراد نهايته، خاصة بعد حرب الرمال وطرد بومدين لـ 350 ألف مغربي من الجزائر. اعتبرت مضامين كتاب الفرنسي صادمة، إذ ذهبت في اتجاه علاقة سيئة بين الملك الراحل وبومدين، وأن الشخصين كانا يتنافسان من أجل قيادة المنطقة. وذهب صاحب الكتاب أبعد من ذلك، معتبرا أن المحاولات الانقلابية الفاشلة التي كانت تستهدف الحسن الثاني، كان بعضها من تخطيط بومدين، الذي عانى بدوره من محاولات انقلاب في نهاية الستينات وبداية السبعينات. ومن بين القضايا التي تطرق لها الكتاب، وفاة بومدين الغامضة، إذ قال إنها كانت صادمة ومفاجئة، بالنظر إلى أنه لم يتجاوز 48 سنة من عمره، ولم يكن يعاني أي مرض عضال، إلى غاية زيارة له للعراق وسوريا، إذ التقى الرئيس صدام الحسين والرئيس السوري حافظ الأسد في شتنبر 1978. ورافق بومدين خلال الزيارة، عبد العزيز بوتفليقة، ومستشاره أحمد الإبراهيمي. في تصريح سابق أكد بوتفليقة أن حالة بومدين الصحية، تدهورت بعد لقاء صدام، وقبل لقاء الرئيس السوري، إذ عانى ضيقا في التنفس وأصيب بنزلة برد مفاجئة. وعكس ما جاءت به الرواية الجزائرية الرسمية، يقول الكاتب الفرنسي إن الأطباء الذين أشرفوا على حالة بومدين، لم يتمكنوا من القيام بتشخيص عميق لحالته، إذ عانى إرهاقا شديدا وعياء غريبا، فيما اقترح البعض منهم أن يخضع بومدين لتشخيص لتحديد إمكانية إصابته بسرطان متقدم. سافر بومدين في السنة نفسها إلى موسكو للقاء أطباء متخصصين، قبل أن يعود في نونبر، غير أن حالته الصحية تدهورت، ودخل أحد المستشفيات في الجزائر، ليفارق الحياة في 27 دجنبر. "طـــوق عـسـكـري" كانت سرعة وفاة بومدين، بعد مرضه، غريبة وصادمة للجميع، إذ اعتبر الكاتب الفرنسي أن وفاته لغز، مازال غامضا إلى اليوم، بل زاد من غموضه تصريح لزوجته أنيسة في 2005، حين قالت إن الملف الطبي لزوجها كان "سريا"، مبرزة أنها لا تستبعد فرضية اغتياله، وهو التصريح الذي أثار جدلا في صحف عربية في السنة نفسها. انقلبت أنيسة بدورها على تصريحها بعد ذلك، واعتبرت وفاته بسبب نزلة برد، بل غيرت أقوالها بالحديث عن تقرير طبي، شخص حالة الراحل بشكل دقيق ! وهذا هو عكس ما كانت تصرح به في 2005. لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل أكد الشاذلي بن جديد، الذي خلفه مؤقتا في رئاسة الجمهورية، أن وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، كانت شبيهة بوفاة بومدين، إذ اتهمت إسرائيل بتسميم عرفات في آخر أيامه. لم نعد نسمع مثل هذه التصريحات في السنوات الأخيرة، بعدما أحدث حولها "طوق عسكري"، الغرض منه إنهاء الحديث عن هذه القضية إلى الأبد.

المــــلـــف الـســـري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مروج خمور في رمضان

مالك فتح أمامي باب الشهرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات