تلقى عامل من عمال الداخلية بجهة الرباط سلا القنيطرة، من القادمين من إدارة لا علاقة لها بالإدارة الترابية، إنذارا شفويا، من قبل محمد اليعقوبي، والي الجهة، بسبب شكايات كثيرة توصل بها من فعاليات وجمعيات ومنتخبين. ويغرق الإقليم الذي يقوده هذا العامل في "بحبوحة" المقالع، المقامة فوق واد، بقيادة المقاول الكبير الملقب بـ "الرياشي"، والذي لا يبخل على أحد بعطائه. ويلزم العامل نفسه مكتبه طيلة ساعات النهار، ويحيل جل الملفات على الكاتب العام للعمالة من أجل تدبيرها. ومن أبرز المشاكل التي عجز عن حلها، رغم مكوثه في الإقليم أكثر من خمس سنوات، تضارب المصالح، وتفريخ المقالع التي تدر الملايين على أصحابها، دون احترام البيئة، وانتشار صفقات الريع، والتلاعب في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كانت من نتائجها إحالة ملف رئيس القسم الاجتماعي على القضاء، وخضوعه لنزوات "منتخبين كبار"، واحد منهم غارق في تضارب المصالح، ويتابع في ملف بالتزوير. ويقوم الوالي اليعقوبي، المواظب على رياضة المشي، بجولات، بالليل كما بالنهار، من أجل التعرف عن قرب على مشاريع البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للرباط، عاصمة الأنوار، كما يقطع مسافات من أجل الوصول إلى عمالة سلا، التي لم تعد غارقة في بحر من المشاكل، كما كانت في عهد عاملها السابق. وفرض الوالي نفسه، خلال الاجتماعات التي يعقدها مع عمال أقاليم الجهة، الخروج باستمرار لتفقد الأوراش، ومحاسبة كل مقاول أو مهندس أخل بالمسؤولية، مانحا إياهم الضوء الأخضر، لتسريع وتيرة الأشغال. ومن المتوقع أن يكون الوالي اليعقوبي، أبرق برسالة إلى حسني الغزاوي، المدير العام الجديد لمؤسسة العمران، من أجل تسريع وتيرة مشاريع تشرف عليها المؤسسة نفسها، ظلت معلقة لسنوات. وأطاح محمد اليعقوبي، الذي نجح بسرعة قياسية في القضاء على السكن غير اللائق، وتحويل مدن الجهة، إلى مدن بدون صفيح، تماما كما حدث في تمارة والخميسات وسيدي سليمان وسلا والقنيطرة، التي لم تتخلص مائة في المائة من دور الصفيح، تماما كما هو الشأن بالنسبة إلى تجزئة "لوفالون"، التي ما زالت تعاني انتشار براريك عشوائية، (أطاح) بمسؤولين كبار في الولاية دفعة واحدة، بعدما توصل بتقارير "سوداء" تفضح ممارستهم، واطلع بنفسه، على "كسلهم الإداري"، وعدم مسايرة إيقاع سرعة العمل التي يشتغل بها. ولم يمهل الوالي اليعقوبي منذ تعيينه في الرباط، مسؤولين "كبارا"، ضمنهم رؤساء أقسام ومهندسون الفرصة لالتقاط الأنفاس، حتى وجدوا أنفسهم خارج أسوار الولاية ومكاتبهم دون مسؤولية. ورغم "الضربات" التي يتعرض لها اليعقوبي من تحت الحزام، من قبل ذوي القربى، وحرمانه من إتمام مخططاته التنموية، أبرزها "الأنفاق" التي لم تجد التمويلات المالية، فإنه يظل صامدا في وجه الرياح العاتية. عبد الله الكوزي