شركات ناشئة تبحث عن حلول مبتكرة للمشكلات وتمثل المغرب في المحافل الدولية أصبحت الجامعات المغربية وكليات الاقتصاد والمدارس العليا في التجارة والتدبير، مشتلا للشركات الناشئة أو ما يسمى "ستار تاب"، والتي تجمع شبابا موهوبين، ولديهم حلول مبتكرة ومستقبلية للمشاكل التي تواجه سكان العالم بشكل عام والمغاربة بشكل خاص. وعوض البحث عن تكوين في آخر السنة في شركات كبرى، أصبحت فئة عريضة من الشباب المغاربة، الذين يدرسون تخصصات التدبير والتسيير والتسويق والتجارة وغيرها من التخصصات، يؤسسون شركات ناشئة، للبحث عن حلول للمشكلات، التي يمكن أن تتحول في المستقبل إلى شركات كبرى. ويعتبر التمويل والملكية الفكرية والصناعية أهم التحديات التي تواجه هذه المشاريع، إذ أن بعض المشاريع تكون واعدة، وتحتاج إلى ممول يثق في قدراتها، ويشد بيد المستثمرين والمخترعين الشباب، الذين يحتاجون إلى دفعة من أجل توسيع مشاريعهم والرقي بها. وتقام مجموعة من المسابقات الوطنية والدولية في مجال التنافس بين الأفكار، وتبادل الخبرات والمعطيات، وهو ما يجعل المستثمرين وشركات التمويل تتعرف على هذه المشاريع، وإذا ما آمنت بإحداها تستثمر فيها. ومن نماذج هذه التجارب الواعدة، والشباب الطموح للبحث عن الحلول المستقبلية، فريق "ريبريك"، الذي ينتمي إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، الذي توج بالجائزة الوطنية لمسابقة "إنجاز المغرب" في دورة 2023، والذي شارك هذه السنة في مسابقة "إنجاز العرب"، لرواد الأعمال الشباب بقطر، والتي شارك فيها فرق من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشارك الفريق المغربي، باعتباره مقاولة ناشئة، تقدم حلا لمشكلتين رئيسيتين، الأولى متعلقة بتدبير نفايات النسيج، والثانية تتمثل في تحسين النجاعة الطاقية للبنايات، إذ تعد الشركة الناشئة بتحويل نفايات النسيج إلى قطع طوب إيكولوجية ومزخرفة. وترمي مساهمة الفريق المغربي إلى الحد من انتشار النفايات، والمحافظة على الموارد الطبيعية، والتقليل من الانبعاث الكربوني. وتهدف المسابقتان سواء المنظمة في المغرب أو في قطر، إلى تنمية مهارات الطلبة في محاور متعددة، أبرزها ريادة الأعمال والثقافة المالية، والاستعداد لسوق الشغل في مرحلة ما بعد التخرج. واستلهمت الجامعات المغربية وغيرها من دول المنطقة فكرة تأسيس الشركات الناشئة في المرحلة الجامعية، من الجامعات الغربية والأمريكية على وجه التحديد، التي كانت مسرحا لانطلاق شركات كبرى، من قبيل شركة "ميتا" الأمريكية، التي تضم تطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام". عصام الناصيري