زادت حدة استهداف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، خاصة الخضر والفواكه، القادمة من المغرب نحو دول الاتحاد الأوربي، إذ أصبح المزارعون الإسبان والفرنسيون الغاضبون، يهاجمون الشاحنات المغربية بسبب ما يعتبرونه إغراقا للسوق الأوربية. وانتشرت صور ومقاطع فيديو، توثق عمليات الهجوم على الشاحنات المغربية، المحملة بالخضر والفواكه، إذ يوقفونها وسط الطريق ويفرغون البضاعة في الأرض، ويقومون بإتلافها، في غياب تام لقوات الأمن، التي من شأنها أن تحمي هذه الشاحنات. وتجددت موجة من الاحتجاجات في فرنسا وإسبانيا تقودها نقابات المزارعين منذ الاثنين الماضي، وتطالب حكومات الاتحاد الأوربي، بوقف استيراد المواد الغذائية من خارج الاتحاد، بسبب عدم قدرتهم على المنافسة مع المنتوج المغربي. ولا تعاني الشاحنات المغربية فقط بسبب التحرش بها في الطرق، وإتلاف السلع التي بداخلها، بل إنه تتم عرقلتها على نقاط المرور، ما يعرض السلع للتلف، خاصة تلك التي لا تحتمل الانتظار. وعبر الفلاحون المغاربة عن سخطهم على عدم تدخل السلطات الأمنية في دول الاتحاد من أجل وقف فوضى الاعتداءات، إذ قالوا في بيان صادر عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات بسوس ماسة، إن ما تتعرض له الشاحنات المغربية، يشكل تهديدا كبيرا للعلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوربي. ودعت الغرفة السلطات الإسبانية والفرنسية على وجه التحديد، إلى احترام التزاماتها التعاقدية، والعمل على تيسير حركة وعبور البضائع بين المغرب والاتحاد، والحرص على المحافظة على ظروف تجارية مستقرة وعادلة. ونبه أعضاء الغرفة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحرية حركة البضائع عبر البر، مثل اتفاقية الاتحاد الدولي للنقل البري، واتفاقية النقل الدولي للبضائع القابلة للتلف، مذكرة باتفاقية الشراكة التي تربط المغرب بالاتحاد، التي وقعت في 1996. وأشار الفلاحون المغاربة في بيانهم، إلى أن عبور البضائع بين المغرب ودول الاتحاد، يشهد تعطلا خطيرا في الوقت الحالي، نتيجة الدعوات غير القانونية، التي تقوم بها جمعيات زراعية إسبانية وفرنسية، وأن تلك التحريضات أدت إلى تنظيم احتجاجات، أسفرت عنها عمليات احتجاز، تسببت في ازدحام في نقاط العبور، ما ترتبت عنه أضرار جسيمة للشركات الناقلة المغربية، الشيء الذي يشكل تهديدا للعلاقات التجارية بين الطرفين. عصام الناصيري