سنوات الرصاص تخيم على المهرجان

أرخت المراحل الأولى من حكم الملك الراحل الحسن الثاني بظلالها على موضوعي الفيليمين المغربيين اللذين عرضا أول أمس (الأربعاء) ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما بمراكش، ويتعلق الأمر بشريط "جوق العميين" لمخرجه محمد مفتكر وهو الفيلم المغربي الوحيد المشارك ضمن مسابقة المهرجان، والثاني هو شريط "نصف السماء" للمخرج عبد القادر لقطع والذي عرض خارج المسابقة ضمن لائحة "خفقة قلب".وشاءت الصدفة أن يتطرق الشريطان إلى فترات زمنية متقاربة من تاريخ المغرب، لكن بمنظورين ومعالجتين سينمائيتين مختلفين، وسياقات مغايرة.وجاء شريط محمد مفتكر "جوق العميين" أشبه بسيرة ذاتية سينمائية، استعاد فيها جزءا من طفولته، وجعل المشاهد يسافر معه إلى هذه العوالم التي نظر إليها من خلال عيني الطفل "ميمو" أحد أبطال الفيلم والذي وظفه المخرج كذلك راويا يرسم من خلاله ملامح شخصيات الفيلم المتعددة ولكل واحد منها مساره وأهواؤه وأحلامه التي تقوده، ويجمعها فضاء مشترك عبارة عن منزل مغربي قديم يتدرب فيه أعضاء فرقة موسيقية شعبية، يتظاهر أفرادها الذكور بالعمى كي يُسمح لهم بإحياء بعض الحفلات الخاصة.ويقود الفرقة الموسيقية عازف الكمنجة "الحسين" وهو والد الطفل "محمد" ويصغر ب"ميمو"، وهو رجل تأثر في أسلوب حياته بالفرنسيين الذين عاش معهم جزءا من طفولته خلال سنوات الاستعمار، وحاول أن ينشئ ابنه على المنوال نفسه، وأسس لعلاقة ثقة مع الطفل لدرجة أنه كان يأخذه إلى جل الحفلات التي يحييها "جوق العميين"، رغم معارضة الأم، ومن خلالها يكتشف العالم وطبيعة الشخصيات التي تشكل أفراد هذا الجوق.وعلى الجانب الآخر يتأثر الطفل "ميمو" كذلك بشخصية عمه "عبد الله" المناضل اليساري الجذري الذي يرتبط بعلاقة عاطفية مع "شيخة" من أفراد جوق شقيقه "الحسين"، وفي الوقت نفسه لا يتوقف عن التعبير عن أفكاره وآرائه حول الديمقراطية وطبيعة النظام الحاكم إلى أن يختطفه زوار "آخر الليل" دون أن تعرف العائلة مصيره. كما يجسد محمد بسطاوي في شريط "جوق العميين" شخصية مركبة يقدم فيها دور مفتش شرطة ينجرف وراء شغفه بالموسيقى وانخراطه عازفا على الإيقاع ضمن الجوق، وفي الوقت نفسه يسعى إلى عدم إغفال ما تقتضيه صرامة عمله الأصلي، والذي يستغله لحل بعض المشاكل التي تواجه الفرقة الموسيقية بين الفينة والأخرى، إلى أن يتزوج واحدة من أعضائها.ورغم أن الشريط يصور حقبة من تاريخ المغرب اصطلح على تسميتها "سنوات الرصاص" إلا أن المخرج، التقط تفاصيل مشرقة من هذه السنوات، تتمثل في الانفتاح الأخلاقي والسلوكي الذي كان يطبع المغاربة، كما حاول إعادة الاعتبار لمهنة الموسيقي و"الشيخة" على وجه التحديد، كما يتجسد ذلك من خلال مشهد صفع فيه "الحسين" واحدة من أفراد فرقته الموسيقية، بعد أن علم أنها مارست الدعارة، قائلا لها "بزاف عليك تاشياخت"، مع تسجيل "عيب بسيط" تمثل في أن بعض الرسائل التي حاول المخرج تمريرها، وعلى لسان الممثلين عبر الشريط جاءت بشكل مباشر ومدرسي. إعداد: عزيز المجدوب (موفد الصباح إلى مراكش)

سنوات الرصاص تخيم على المهرجان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مطاردة رياضي غرر بطفلة ببحيرة مارشيكا

الأطباء يشنون حملة ضد صانعي الأسنان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات