المهرجان ينفتح على الزوايا الصوفية بالمدينة العتيقة للعاصمة العلمية أهدت إدارة المهرجان الوطني لفن المديح والسماع بفاس، دورته الرابعة والعشرين المرتقبة بين 4 و9 مارس المقبل، إلى روح المفكر الفقيد الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي اعترافا بمساره الطويل والغني وعطاءاته الكثيرة في مجال البحث العلمي المتعلق بالخصوص بالمديح النبوي وفن الملحون. وتقدم بعد صلاة عصر الخميس 7 مارس بزاوية المولى أحمد الصقلي بحي البليدة بالمدينة القديمة، كلمة تأبينية في حق المرحوم في السهرة الأولى المبرمجة في الدورة المنظمة تحت شعار "الحضور الاجتماعي للزاوية"، وتحييها مجموعتا دار السماع برئاسة عبد الحميد السليماني من تازة وشباب فاس برئاسة إدريس الداودي. وينفتح المهرجان وتنظمه جماعة فاس ومقاطعاتها بشراكة مع مؤسسة تراث المدينة، كعادته على الزوايا الصوفية بالمدينة العتيقة وزاوية المولى أحمد الصقلي بالبليدة وزوايا عبد القادر الفاسي بالرصيف وقاسم برحمون بزقاق الحجر وعلي العمراني الجمل بحي بين المدون، التي تحتضن حفلات للسماع الصوفي عصرا. ويحتضن ضريح المولى إدريس الأزهر صباح الجمعة 8 مارس، حفلا للمديح النبوي، تعقبه سهرة للسماع الصوفي تحييها مجموعتا محسن نورش من الرباط والحضرة الشفشاونية برئاسة رحوم البقالي، فيما تختتم الدورة بسهرة تحييها مجموعة عبد المجيد الصويري بإشراف كمال العرايشي من البيضاء، وحصة للمديح. وإضافة لحفلات السماع الصوفي والمديح المنظمة يوميا صباحا وعصرا وليلا بتلك الزوايا وبالزاوية الدرقاوية بحي البليدة، برمجت إدارة المهرجان ندوة فكرية بمقر الجماعة، في موضوع "أذكار الزاوية في أزمنة الحرج" يؤطرها عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين والمهتمين لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد من قبل الإدارة. وينظم هذا المهرجان تزامنا مع استقبال شهر رمضان بعدما اعتاد جمهوره على تنظيمه في مواعيد مختلفة من كل سنة، منذ أول دورة نظمت في يناير 1996 بمشاركة جمعية الإمام البوصيري بفاس وشيوخ المادحين بفاس والنخبة الوطنية للمادحين، ليتوالى تنظيمه طيلة 28 سنة باستثناء الدورات المتزامنة مع انتشار فيروس كورونا. ويهدف إلى الحفاظ على هذا الفن الجميل وتشجيع البحث عن المفقود منه وتقديمه في أحسن الصور للأجيال الحالية والارتقاء بالقيمة الفنية لهذا التراث وتحقيق قفزة نوعية في تداوله وانتشاره وتشجيع البحث العلمي المهتم به وتثبيت الهوية المغربية والثقافة الإسلامية العريقة بين الناشئة وتوثيق الأعمال الفنية للمهرجان. حميد الأبيض (فاس)