فرحة بإسلام الغير ووعيد للمرتد

بمجرد أن ينطق مسيحي وغيره بالشهادتين داخل مسجد، ويختار لنفسه اسما عربيا بعد أن يتبرأ من القديم، يكبر الجمع ويهلل ويعتبره نصرا للإسلام، إلا أن هذا الموقف يتحول إلى رد فعل عنيف، يصل إلى حد هدر الدم، لو تبرأ مسلم من دينه واعتنق ديانة أخرى. هذا الموقف اعتبره مصطفى بوهندي، أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الدار البيضاء، أمرا إلى حد ما طبيعي، لأن الناس يعتقدون أن دينهم على صح، ويفرحون بذلك،، وأن هذه الظاهرة تعم جميع الأديان وليس الإسلام فقط، بل حتى لدى الملحدين، الذين ينتشون في حال انضم شخص إلى جماعتهم، وهذا أمر طبيعي، لكن ما يجب توضيحه في هذه النقطة أن الإسلام لا يعني الخروج من دين آخر واعتناقه، فالإسلام دين واحد يشمل اليهودية والمسيحية، وعلى كل معتنق لهذه الديانات أن يقيم شعائره كما أمره الله بها في كتابه، أي الاستسلام إلى الله.ومن هذا المنطلق فالقرآن لم يدع الناس أو العلماء أن يشرعوا في الدعوة، أي إخراج المسيحيين أو اليهود من ديانتهم وإدخالهم للإسلام، بل الإسلام جاء من أجل الإيمان بالله واليوم الآخر، وكل ما جاء به الأنبياء السابقون، أي الصلاح والتقوى وعدم القتل، وهذه قيم إنسانية لا دين لها،فالمسيح عيسى عندما بشر بديانته، لم يشأ أن يعتنق اليهود المسيحية، بل حارب عنصرية اليهود، عندما ادعوا أنهم شعب الله المختار لأنهم أبناء النبي إبراهيم، ودعاهم إلى العودة إلى القيم النبيلة التي تتضمنها ديانتهم ومن بينها تقوى الله، لهذا تعتبر المسيحية ثورة في تاريخ البشرية.وكذلك الأمر بالنسبة إلى النبي محمد، يضيف بوهندي، الذي جاء لصنفين من الناس، الأول وهم الأميون أي العرب الذين لم يكن لهم كتاب مقدس، فجاء يعلمهم الكتاب والحكمة و"ما لا يعلمون"، وينقل حالهم إلى وضع أفضل.والصنف الثاني حسب أستاذ مقارنة الأديان، وهم أهل الكتاب، الذين لم يشكك الرسول في كتابهم المقدس، أو ادعى أنه باطل، بل اعتبره نورا وحقا من الله، وأكد لهم أنه نبي جاء ليتمم الرسالة التي جاء بها أنبياء قبله، والمبنية على قيم الخير، مذكرا إياهم أنهم أغفلوا اتباع العديد من الشعائر التي أوحى بها الله في كتبهم المقدسة، منها الصلاة وعدم القتل وغيرها، وهو ما جاء في القرآن الكريم " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم".كما أن هناك ملاحظة أخرى، يوضح بوهندي، وهي أن القرآن الكريم عندما تحدث عن الديانات السابقة والتجارب التاريخية للأمم، لم يشر إليها أنها على ضلالة وأن الإسلام وحده هو النور والحق. وسجل أن الذين لا يعترفون بالأديان السابقة لا يعترفون بدين محمد، مبرزا أنه على المؤمن المسلم أن لا يوجه انتقادات إلى الأديان الأخرى، بل يناقشهم بالتي هي أحسن، لأن كل الأديان، ومنها الإسلام مرت من تجارب تحتمل الخطأ، والدليل أن هناك خلافا بين المسلمين أنفسهم في العديد من الأمور، والأمر نفسه بالنسبة إلى المسيحيين واليهود.ونبه أستاذ مقارنة الأديان إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي أن اختلاف الديانات رحمة للناس مستشهدا بقوله تعالى" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" أي حسب بقوله، لو كان العالم على دين واحد لكان هناك فساد شامل وانعدام حرية التدين.مصطفى لطفي

فرحة بإسلام الغير ووعيد للمرتد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ديـن الدولـة... أول فتوحـات "بيجيـدي"

التوحيد والإصلاح تنفي حذف حرية الاعتقاد من الدستور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات