فيديو مسيء لرموز المملكة يفضح اتجارا بالبشر

صدقة خليجي على طفلة تفتح باب الجحيم على شقيقتين والقضاء أدانهما بعشر سنوات سجنا يبدأ البحث في كثير من القصص البوليسية بجمع معلومات للوصول إلى فرضيات معينة، لكن تعميقه وظهور وسائل إثبات جديدة يوصلان بالمحقق إلى جرائم أكثر خطورة. ونركز في هذه الحلقة على بحث في فيديو مسيء لأحد رموز المملكة ومؤسساته الدستورية، وكان الاتجاه يسود إلى تكييف الأمر على أنه جرائم معلوماتية، لكن سرعان ما تحول إلى اتجار بالبشر. انتشر فيديو على موقع "تيك توك»، يتضمن عبارة مسيئة لأحد رموز المملكة، لتتجند خلية معلوماتية بتعليمات من النيابة العامة للبحث عمن وراء تسخير الطفلة للتلفظ بمحتوى الشريط المسيء. وصل ضباط مجموعة الأبحاث الرابعة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، إلى هوية الطفلة البالغة من العمر 12 سنة، وتتحدر من المدينة العتيقة بسلا. وتبين أنها تتردد على شارع النخيل بحي الرياض، وتحمل مناديل ورقية للبيع، وبعد استقدامها إلى مقر فرقة الأحداث، حضر والدها، لتؤكد الصغيرة أن والدتها وخالتها تنقلانها من سلا نحو مدارات كبرى بأحياء راقية بالعاصمة، من أجل التسول، وكانت تمنح الأم المردود اليومي، تحت طائلة التهديد. وتحدثت الطفلة بعفوية عن استغلالها البشع من قبل الأم والخالة، رغم صغر سنها، مضيفة أن تاريخ دخولها التسول يزيد عن سبعة أشهر. الفيديو المسيء قالت الطفلة للأمن بعد عرض الفيديو المسيء لأحد رموز المملكة والمؤسسة الدستورية، إنها المتحدثة في هذا الشريط، وإنه كالمعتاد نقلتها والدتها في الساعات الأولى من الصباح من أجل التسول، وإن مواطنا خليجيا وقف بسيارته الفاخرة، ومنحها 200 درهم وليس 1000 درهم، وبعدما شكرته طلب منها الإساءة لرمز المملكة المغربية. وبعد عرض صورة المواطن الخليجي عليها داخل مقر ولاية الأمن، أكدت الطفلة أنها تعود له، وهو من منحها المبلغ المالي، وغادر شارع النخيل، دون أن تعلم أي تفاصيل أخرى عنه. انتشار الشريط انتشر الشريط كالنار في الهشيم، ورافقته تعليقات حذرت من مغبة السقوط في هذه الهفوات، بعدما نشره المواطن الخليجي على حسابه عبر "تيك توك» لكن سرعان ما جرى حذفه. وأعادت الضابطة القضائية استقراء الشريط من جديد، لتقوم بالبحث عن والدة الطفلة. سقوط الأم بعد أبحاث ميدانية، تعرفت الضابطة القضائية على هوية أم الطفلة، ليتم نقلها من سلا نحو الرباط، وجرى البحث معها في استغلال الأطفال في التسول والإساءة لمؤسسات دستورية وإفساد الناشئة، لتعترف الأم باستغلال ابنتها في التسول، كما تقوم شقيقتها بدورها بالعملية نفسها مع ابنتيها. وواصلت الأم اعترافاتها بتلقيها مبالغ مالية يوميا، تتراوح ما بين 50 درهما و80، تعيل بها أسرتها، مؤكدة أن يوم تسجيل الفيديو لابنتها بشارع النخيل بحي الرياض لم تنقل الابنة إليه، بسبب مرضها، لكن تبين أن أقوالها ما هي إلا محاولة منها للتملص من جرائم المتابعة، وظلت تركز كذلك على أن الابنة تبيع المناديل الورقية لمستعملي الطريق. افتضاح الخالة بعدما حددت الطفلة هوية خالتها، التي كانت تساعد أمها في نقلها إلى حي الرياض، أوقفتها عناصر الأمن بمحيط مركز تجاري، ليظهر البحث وساطة ابنتها أيضا في التسول بمدارات العاصمة الإدارية للمملكة، وببيع المناديل الورقية، مؤكدة أن والد الطفلة يقضي عقوبة حبسية في ملف جنحي، واضطرت إلى التسول لإعالة أسرتها، كما صرحت بوضع أحد أبنائها لدى مؤسسة خيرية لأنها غير قادرة على تربية الأبناء. جرائم اتجار بالبشر بعد تعميق البحث من قبل الضابطة القضائية وتحت إشراف النيابة العامة، بدأت العناصر التكوينية لجريمة الاتجار في البشر تلوح في الأفق، وفور إحالة الشقيقتين على النيابة العامة، المكلفة بخلية العنف ضد لنساء، وبعد استشارة الوكيل العام، أحيلتا على قاضي التحقيق، الذي أمر بوضعهما بجناح النساء بالمركب السجني العرجات، بسبب خطورة الأفعال الجرمية المرتكبة. ووجد قاضي التحقيق أن هناك أدلة ثابتة في حق الموقوفتين، بجرائم بالاتجار في البشر، في حق قاصر يقل عمرهما عن 18 سنة، عن طريق النقل والتنقيل والاستدراج بغرض الاستغلال في التسول، من قبل أحد الأصول، مؤكدا أن الفصل 448-1 من القانون الجنائي نص بأن تجنيد شخص أو استدراجه أو نقله أو تنقيله أو إيوائه أو استقباله أو الوساطة في ذلك بواسطة التهديد بالقوة وباستعمالها أو باستعمال مختلف أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال، يشكل جريمة الاتجار بالبشر. حينما كانت الضابطة القضائية تحقق في النازلة، تبين أن الطفلتين، سبق أن فرتا من البيت وعثر عليهما، بكل من القنيطرة والبيضاء وفاس، وتم تسليم إحداهما إلى مؤسسة للرعاية الاجتماعية بالعاصمة العلمية للمملكة. السجن للشقيقتين بعد عرض المعتقلتين على غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الاثنين الماضي، نفتا تحريض طفلتيهما على التسول ونقلهما إلى مدارات الرباط، لكن الهيأة القضائية اعتبرت أن العناصر التكوينية لجرائم المتابعات تتوفر أركانها في النازلة، واقتنع القضاة بعد حجز الملف للتأمل والنطق بالحكم بذلك، لتدينهما بعقوبة خمس سنوات سجنا نافذا لكل واحدة منهما. غرامة ثقيلة وصلت الغرامات المالية ضد المعتقلتين إلى 40 مليون سنتيم، وستكون كل واحدة مجبرة على أداء 20 مليونا، بعدما اعتبرت الهيأة القضائية أن المبلغ المحكوم به يتوافق مع الجرائم المقترفة ضد الطفلات الضحايا اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على السخرة والتسول بالشوارع لجمع المال لفائدة الجانيتين، في الوقت الذي يجب أن تكون الطفلات بالمدرسة. عبدالحليم لعريبي

فيديو مسيء لرموز المملكة يفضح اتجارا بالبشر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة "مقدم" بطنجة

لنقفل هذا المحضر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات