السرطان… اضطراب وخطر

نمو غير طبيعي للخلايا يؤثر سلبا وينتشر في جميع أنحاء الجسم يشمل السرطان مجموعة واسعة من الأمراض، التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير السليمة منها، فيؤثر سلبا لينتشر في جميع أنحاء الجسم. ورغم أن السرطان أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، لكن احتمالات الشفاء منه بدأت في طريقها نحو التحسن، وذلك بسبب التقدم في أساليب الكشف المبكر عنه وخيارات العلاج. في الورقة التالية يتم التطرق إلى السرطان لمناسبة يومه العالمي من خلال حوار مع الطيب حمضي، متخصص في السياسات الصحية، كما يتم التطرق إلى مواضيع أخرى منها سبل الوقاية وعوامل الخطر. في ما يلي التفاصيل: نقلة نوعية في الوقاية والعلاج مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطانات رسمت خريطة طريق شاملة ورؤية مبتكرة قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، إنه أمام العجز والخصاص الذي تشكو منه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مكافحة السرطان، بسبب ضعف الإمكانيات المالية واللوجستيكية، وغياب العدالة في توزيع الخدمات على كافة التراب الوطن، وأمام ارتفاع معدل الوفيات، خاصة في صفوف الفئة الهشة والفقيرة في المجتمع خاصة النساء والأطفال، أحدثت مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطانات، نقلة نوعية مميزة في الوقاية وعلاج السرطان بالمغرب. وأوضحت الشبكة أنه بعد تشخيص دقيق للوقوف على الحاجيات ومتطلبات محاربة السرطان، رسمت المؤسسة خريطة طريق شاملة، في إطار مقاربة مندمجة متعددة القطاعات ورؤية مبتكرة، وأعدت مخططا وطنيا عشريا، يتضمن عدة أهداف ومشاريع وإجراءات عملية وملموسة ومستدامة، وتمويل كاف لإنجاز عدة مشاريع وقائية وعلاجية. كما رصدت المؤسسة، حسب ما أكدته الشبكة، إمكانيات مالية هامة لتجهيز المستشفيات والوحدات الصحية بمعدات طبية وتكنولوجية حديثة، تستجيب للمعايير الدولية، مع الحرص على تنظيم حملات وطنية للكشف المبكر خاصة سرطان الثدي وتقديم علاج جراحي والطب الإشعاعي والفحوص الطبية المصورة، أو العلاج الكيماوي والإشعاعي أو التلطيفي وفق برتوكولات علاجية وبدعم الممارسة الطبية المبنية على الدليل في كشف الأورام والانخراط في الطب الدقيق. كما حققت مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطانات، ثاني تجربة ناجحة في زراعة الكبد من قبل فريق طبي وتمريضي بمعهد الأنكولوجيا بالرباط، وواصلت تشجيع البحث العلمي والانخراط في الرقمنة والذكاء الاصطناعي ،الذي أضحى وسيلة ذات أهمية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، علاوة على تمكن المرضى من المشاركة بفعالية في مسارات علاجهم، وتوفير الرعاية لهم وتحسين جودة حياتهم وسلامتهم وبث الأمل في نفوسهم. وفي إطار توجهات مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطانات، الرامية إلى الحد من الفوارق بين المرضى بتوفيرها لإمكانيات التشخيص المبكر والعلاج الشامل والمجاني لكل الفئات الفقيرة والهشة في المجتمع، ونظرا لارتفاع أسعار أدوية السرطان بالمغرب، فقد حظي موضوع الولوج إلى الدواء لعلاج أمراض السرطان، باهتمام خاص لدى مؤسسة للالة سلمى للوقاية وعلاج السرطانات، إذ عملت، حسب ما أكدته الشبكة، على توفير الأدوية الأساسية والجيل الجديد من أدوية السرطان في جميع مراكز الأنكولوجيا الجهوية بالمغرب، فضلا عن التكفل الناجع والشامل والمجاني بجميع مرضى السرطان المعوزين وذوي الدخل المحدود، وإيواء أسرهم ومرافقيهم في وحدات اجتماعية، في إطار برامج الدعم الإنساني للأسر الفقيرة. كما ساهمت بشكل واسع في تكوين وتأهيل اختصاصيين وتقديم الدعم والخبرة والمساندة للدول الإفريقية لمكافحة السرطان لإنقاذ أرواح كثيرة، وأصبحت لها مكانة مميزة على المستوى الدولي، مؤسسة مرجعية في محاربة وعلاج السرطان، خاصة على المستوى العربي والإفريقي. وحققت نجاحات ذات أهمية في القضاء على أوجه عدم المساواة في مجال ولوج العلاج والتشخيص المبكر بالنسبة إلى جميع الفئات الاجتماعية، وضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية الجيدة وعن قرب. إيمان رضيف لمعلوماتك < وراثة أكدت الدراسات أن حوالي 10 في المائة فقط من جميع حالات السرطان تحدث على أساس وراثي. وإذا كان مرض السرطان منتشرا في العائلة، فمن المحتمل جدا أن ينتقل التشوهات الجينية بالوراثة. < أمراض إن بعض الأمراض المزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي، يمكن أن يزيد كثيرا من احتمال الإصابة بأنواع معينة من السرطان. < بيئة إن البيئة التي نعيش فيها قد تحتوي على مواد كيماوية ضارة، يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. < كيماوية إن المواد الكيماوية الموجودة في المنزل أو في مكان العمل، مثل البنزين وغيرها، يمكن أن تكون من العوامل التي تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان. رقــــــــم 5 عوامل خطر توجد العديد من عوامل الخطر، التي تزيد احتمال الإصابة بالسرطان، والتي ضمنها خمسة. ويشمل أول عامل خطر العمر، فتطور السرطان يمكن أن يستغرق عدة عقود، وهذا هو السبب في أن تشخيصه لدى معظم الأشخاص يتم بعد تجاوزهم عمر 55 عاما. أما ثاني عوامل الخطر فهي العادات، إذ تؤكد الدراسات أن أنماط حياة معينة قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. ويتجلى ثالث عامل للخطر في التدخين، فالأشخاص المدمنون على السجائر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من غيرهم. ويعد شرب الكحول رابع عامل للخطر، فالأشخاص المدمنون عليه أكثر عرضة للإصابة بأنواع كثيرة من السرطانات، بينما خامس عامل للخطر يتجلى في التعرض لأشعة الشمس ما يؤدي إلى الإصابة بحروق متعددة مصحوبة بظهور فقاعات مملوءة بسائل تظهر في الطبقات العليا للبشرة، فيزيد خطر الإصابة بالسرطان. أمينة كندي نــصــيـــحــة أهمية الوقاية لا توجد طريقة مؤكدة لتجنب الإصابة بداء السرطان، لكن الأطباء نجحوا في تحديد بعض السبل، التي يمكن أن تساعد على خفض عوامل الخطر للإصابة بالسرطان والوقاية منه. ولهذا يشدد الأطباء على أهمية الوقاية من خلال الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس، والمحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي، وممارسة النشاطات الجسدية في معظم أيام الأسبوع. ومن جهة أخرى، ينصح بالمحافظة على وزن طبيعي وصحي، والحرص على إجراء فحوصات الكشف المبكر بانتظام، إلى جانب استشارة الطبيب بشأن اللقاحات المتوفرة. وأكدت عدة دراسات أنه لم يتم الإثبات بشكل قاطع أن العلاجات البديلة تؤدي إلى الشفاء من السرطان، لكن إمكانيات الطب البديل تساعد في مواجهة التأثيرات وتخفف من أعراض السرطان والأعراض الجانبية الناجمة عن علاجاته، مثل التعب، والشعور بالغثيان والألم. ومن بين علاجات الطب البديل الوخز بالإبر والتنويم المغناطيسي والتدليك والتأمل وكذلك تقنيات الاسترخاء المختلفة. أ. ك النمو الديمغرافي من أسبابه الدكتور حمضي قال إن السرطان يقتل 1 من 9 رجال وهو ثاني مرض قاتل بالمملكة قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم والصحية، إن النمو الديمغرافي المتزايد في المغرب، من أسباب ارتفاع حالات السرطان بالمغرب، إضافة إلى شيخوخة السكان وسهولة الوصول إلى التشخيص، مبرزا أن السرطان أصبح يحتل المركز الثاني بعد أمراض القلب والشرايين في لائحة الأمراض الرئيسية المسببة للوفاة. وفي ما يلي نص الحوار: ارتفعت حالات الإصابة بالسرطان في السنوات الأخيرة، ما هي آخر الأرقام والتوقعات؟ > تشير آخر الأرقام عن السرطان حول العالم، حسب المعطيات المحينة، التي أعلنت عنها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في تقريرها الأخير المنشور بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السرطان، إلى أنه في 2022، تم تسجيل 20 مليون حالة جديدة من السرطان. ومن المتوقع أن تصل الإصابات في 2050، إلى 35.3 مليون حالة جديدة، بزيادة تقارب 77 في المائة. وتشير الإحصائيات ذاتها أنه في 2022 توفي 9.7 ملايين شخص بسبب السرطان في جميع أنحاء العالم. هل ما تزال الإصابة بالسرطان مميتة؟ > تشير الأرقام إلى أن 1 من كل 5 أشخاص يصابون بالسرطان في حياتهم، أما خطر الوفاة فيهم 1 من كل 12 امرأة ورجلا، و 1 من كل 9 رجال يتوفون بسبب السرطان. ما هي أنواع السرطان الأكثر شيوعا؟ > السرطان الأكثر شيوع في 2022، هو سرطان الرئة، يليه سرطان الثدي وسرطان القولون،ثم سرطان البروستاتا وسرطان المعدة. ويعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بهذا الداء، إذ شكل 18.7 في المائة من إجمالي وفيات السرطان، ويقتل واحدا من كل 9 رجال، وواحدة من كل 12 امرأة، بسبب الداء. ويمكن تفادي ثلثي وفيات السرطان من خلال الوقاية، كما يمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد. ما هي العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان؟ هناك عوامل الخطر متعلقة بنمط الحياة، التي يمكن تجنبها من قبيل التدخين، والتعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية، وشرب الكحول، واعتماد نظام غذائي غير متوازن، يقوم على اللحوم الحمراء ومشتقاتها، والطبخ في درجات حرارة تزيد عن 200 درجة مائوية، والقلي والشواء وغيرها، إضافة إلى الوزن الزائد والسمنة وقلة النشاط البدني، وتلوث الهواء. وهناك عوامل أخرى، مثل بعض الأمراض التعفنية الفيروسية والجرثومية ، مثل فيروس الورم الحليمي البشري، المسبب لبعض أنواع السرطان، بما فيها سرطان عنق الرحم، وفيروسات التهاب الكبد "B" و"C" المسببة لسرطان الكبد، وبكتيريا هيليكوباكتر بيلوري المرتبط بسرطان المعدة . هل يمكن لعامل السن والوراثة الرفع من إمكانية الإصابة؟ > يمكن للسن أن يكون عاملا مؤثرا، إذ أن 60 في المائة من حالات السرطان، تصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، الأمر نفسه بالنسبة إلى السوابق الشخصية والطبية، مثل الأمراض والعلاجات السابقة، وكذا عامل الوراثة والسوابق العائلية. كيف هي أرقام السرطان في المغرب؟ > في غياب سجل وطني متكامل للسرطان، هناك بعض المعطيات التي نشرت السنة الماضية، إذ سجلت في 2022 أكثر من خمسين ألف حالة سرطان جديدة، كما سجل المغرب حوالي 30 ألف حالة في 2004، وفي 2000 احتل السرطان المركز السابع بين الأمراض في المغرب. وانتقل المرض في 2016 إلى المركز الرابع، وإلى المركز الثاني في ما يتعلق بالأسباب الرئيسة للوفاة، بعد أمراض القلب والشرايين بنسبة 13.4 في المائة. ما هي أسباب هذا الارتفاع على المستوى الوطني؟ > من بين الأسباب نجد النمو الديمغرافي، وسهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه، وشيخوخة السكان، وزيادة الوزن، وتغير نمط الحياة، واعتماد نظام غذائي غير متوازن، لا يحتوي على القدر الكافي من الفواكه والخضروات، إضافة إلى التبغ والكحول وبعض الأمراض المعدية. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور - طبيب في الطب العام بالعرائش - باحث في قضايا السياسات والنظم الصحية - كاتب وناشط إعلامي في قضايا التربية والإعلام الصحي - صدر له كتاب عن التوعية الصحية وكتب مشتركة - مؤسس ورئيس سابق لعدد من الجمعيات الطبية

السرطان… اضطراب وخطر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النهيري: سئمت الوعود الكاذبة

اغتصاب وسرقة يطيحان بشقيقين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات