شبكات تصطاد متشردات و”هاربات”

تستغلهن في الدعارة وترعاهن خلال الحمل قبل تسليمهن المال للتخلي عن أطفالهن في 2011، قاد البحث في قضية بيع فتاة لرضيعها داخل مستشفى في فضح شبكة للاتجار إلى الرضع بالبيضاء، تستهدف متشردات وأمهات عازبات، إذ تولي الاهتمام بهن ورعايتهن إلى أن يضعن حملهن، إذ يتم تسليمهن مبلغا من المال مقابل الاحتفاظ بأبنائهن لبيعهم إلى عائلات، بعضها يقيم بالخارج، إلا أن مسار الملف وقتها توقف لأسباب غامضة. القصة بدأت بمعلومة حول رغبة فتاة وضعت حملها بمستشفى شهير بالبيضاء، في بيع رضيعها لامرأة، فتم نصب كمين لزعيمة الشبكة، وإيقافها، ورغم أن التحقيقات توقفت عند هذا المستوى، إلا أن الاستماع إلى المشتبه فيهم أثار معطيات وصفت بالخطيرة حينها. وكشفت الأبحاث التمهيدية ساعتها، عن تزعم امرأة لشبكة متخصصة في الدعارة والاتجار في الرضع، من خلال استقطاب متشردات و"هاربات"، ودفعهن إلى ممارسة الجنس مع غرباء، مقابل توفير المأوى والمأكل، وبعد حملهن تتم رعايتهن بشكل متميز، إلى حين إنجابهن، وبعدها يتم بيع أطفالهن إلى جهات مجهولة. كما جندت زعيمة الشبكة سماسرة، مهمتهم، استهداف أي فتاة حامل خارج إطار العلاقة الزوجية أو أم عازبة، اضطرت للفرار من منزل العائلة من مدن بعيدة، خوفا من الفضيحة، مقابل عمولة مغرية، وغالبا ما يتم استهداف الضحايا بمحطات النقل الطرقي والقطار وسيارات الأجرة الكبيرة، إضافة إلى أشهر الشوارع والساحات البيضاوية. وبمجرد معاينة السماسرة لامرأة أو فتاة وحيدة داخل المحطة، يتم استدراجها لزعيمة الشبكة، بذريعة أنها قادرة على مراعاة ظروفها وتوفير العمل لها وإنقاذها من التشرد، فيتم استغلالها بشكل بشع، نتيجة ظروفها الاجتماعية، إذ يتم عرضها على أشخاص لممارسة الجنس، وبمجرد حمل الفتيات، يحظين بعناية خاصة، إذ تستفدن من ثياب جديدة لإبعاد الشبهة عنهن، ومراقبة صحية وأكل جيد لتفادي أي طارئ، قد يسبب في إجهاضهن، وعندما تحين ساعة الوضع، تسند مهمة توليدهن إلى مولدة. وتحتفظ زعيمة الشبكة بالرضيع، وتسلمه إلى عائلات أو جهات سبق أن أدت ثمنه، في حين تعود أمه إلى حياة التشرد من جديد، إلى حين تجاوز فترة النفاس واستعادة صحتها، لتستغل من جديد لإنجاب رضيع آخر. وفي السياق نفسه، خضعت مالكة فيلا في البيضاء، منذ سنوات للتحقيق والمراقبة بشبهة تورطها في الاتجار في الرضع، بعد أن تحول مسكنها إلى قبلة لنساء وفتيات يتحدر أغلبهن من البوادي، كن يشتغلن خادمات لدى عائلات ثرية، فتورطن في علاقات غير شرعية مع عمال بناء بمشاريع عقارية بالبيضاء، أو عاملين بمحلات تجارية، انتهت علاقتهن بحمل، واختفاء الخليل عن الأنظار. وبحكم رفض مشغليهن الاحتفاظ بهن، بسبب الفضيحة وخوفا من تورطهم في مشاكل هم في غنى عنها، يسارعون إلى طردهن من العمل، فيكون البديل فيلا زعيمة الشبكة، حيث يتم احتضانهن ورعياتهن إلى حين إنجاب أطفالهن، وبعدها يتسلمن مبلغا ماليا، مقابل التخلي عن الطفل، والمغادرة بحثا عن عمل آخر، في حين تتولى زعيمة الشبكة بيع الأطفال إلى عائلات حرمت من نعمة الإنجاب، مقابل مبالغ مغرية تختلف، حسب جنس المولود. مصطفى لطفي

شبكات تصطاد متشردات و”هاربات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بالفيديو.. طالبو "الفيزا" يحتجون أمام قنصلية إيطاليا بالبيضاء

"عرق النسا" والبرد... ألم مضاعف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات