الحبس لأطباء مزورين في فضيحة ابن سينا

مسؤول إداري أكد تورط حارسين للأمن الخاص وممرض في انتحال هويات أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء الاثنين الماضي، أحكامها في قضية تورط فريق طبي مزور يتشكل من رجلي أمن خاص بمستشفى الاختصاصات، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، وممرض متقاعد. وقضت الغرفة في حق الممرض المتقاعد بعقوبة أربع سنوات حبسا نافذا، وأدانت حارسي الأمن الخاص بسنتين حبسا نافذا لكل واحد منهما، كما قضت بتعويض ضحية العملية الجراحية الخاطئة بستة ملايين، إضافة إلى غرامات مالية في حق كل واحد منهم. وحضر مسؤول إداري بالمستشفى إلى قاعة غرفة الجنايات الابتدائية بطلب من المحكمة، ليؤكد تورط الجناة في النازلة، مضيفا أنه حينما اكتشف أطباء العيون أن الفاعلين تسببوا للمريض في العمى، بعد محاولتهم إزالة "الجلالة" له بمركز العمليات، استدعى الحارسين واستفسرهما، ليحملا الممرض المتقاعد مسؤولية إجراء العمليات داخل المستشفى، وأيضا خارجها، مشددا على أنهما أنجزا إشهادات يؤكدان فيها ذلك. وأكد المسؤول الإداري قبل النطق بالأحكام أن واقعة الإشهاد فضحت النازلة، وأنه أرشد المريض إلى تسجيل شكاية أمام النيابة العامة، كما اتخذ قرار تنقيل حارس إلى مستشفى لالة عائشة الإقليمي بتمارة. وأفضت تحقيقات مع حارسي أمن خاص وممرض متقاعد بمستشفى الاختصاصات التابع للمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، إلى متابعات ثقيلة، في حقهم، بعدما أجروا عملية جراحية لمريض من أجل إزالة “الجلالة” ما تسبب له في العمى. واقتنع قضاة الحكم بارتكاب الممرض المتقاعد لجرائم الإيذاء العمدي نتجت عنه عاهة مستديمة وانتحال صفة ينظمها القانون (طبيب جراح) والارتشاء، كما اقتنعت بتورط الحارسين في جرائم المشاركة في الإيذاء الناتجة عنه عاهة وأيضا المشاركة في انتحال صفة طبيب والارتشاء. وتفجرت الفضيحة بعدما تأكدت إصابة المريض بالعمى، ولم يعد قادرا على النظر بعينه اليمنى، ليضع شكاية أمام النيابة العامة للمطالبة بالتحقيق مع الممرض، المزداد في 1960، بعدما كان يعتقد أنه طبيب عيون. وأناطت النيابة العامة البحث التمهيدي بالفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن حسان أكدال، بعدما استمعت الدائرة الأمنية العرفان، بحكم وجودها ضمن نفوذ مستشفى ابن سينا، في محضر أولي للضحية، الذي أكد أن إدارة المستشفى منحته موعدا طويلا لإجراء العملية على العين، وأثناء خروجه محبطا من المستشفى التقى بالحارس الأول وحكى له عن تمديد الموعد أياما طويلة، فاقترح عليه الحارس بأنه سيربط الاتصال بأحد أصدقائه داخل المستشفى الذي يعمل بمستعجلات المؤسسة الصحية نفسها لكي يعجل بالعملية الجراحية، وطلب المتورط من المريض منحه تعبئة هاتف حتى يتمكن من الاتصال بالموظف. وفي اليوم الموالي، اتصل حارس الأمن بالمريض وأخبره أنه بحث له عن الطبيب المناسب لإجراء العملية، فوافق على الأمر، وبعدها أشعره بموعد العملية ومكانها، وعند حضوره، طمأنه بأن الشخص الذي سيجري له العملية طبيب جراح، وبعد انتظار، دخل الطبيب المزور الذي تبين أنه ممرض متقاعد، كما حضر حارس الأمن الخاص. وبعدها ارتدى الممرض بذلة طبية ودخل غرفة العمليات، ونادى على الحارسين، وسلمهم المريض مبالغ مالية متفاوتة، وأجروا له العملية، كما منحه الممرض وصفة لا تحمل أي طابع أو توقيع، وطلب منه أحد الحارسين العودة بعد شهر لإزالة "الجلالة"من العين الثانية. وبعد مرور شهر، تبين أن الضحية أصيب بالعمى، وإثر تهديده بمقاضاتهم، أدخلوه إلى مكتب ثلاثة أطباء مختصين بالمستشفى نفسه، فأخبروه أنهم لا يمكنهم إعادة النظر له، واستدعتهم غرفة الجنايات للحضور باعتبارهم مصرحين إلى جلسة منتصف يناير الجاري. وبعدما اقتربت نيران المتابعة والاعتقال من المتورطين، أنجز حارس أمن خاص إشهادا يؤكد فيه أن الممرض المتقاعد هو من قام بالتدخل الجراحي، كما شدد على أن المتهم قام بإجراء عمليات جراحية خارج المؤسسة الصحية وبالطريقة نفسها، وبعدها لجأ زميله إلى الحيلة نفسها للتوقيع على إشهاد، محملين المسؤولية للممرض، نافيين تسلمهما رشاوي من الضحية. وأثناء الاستماع إلى الممرض، الاثنين الماضي، أكد أنه كان يشتغل بمستشفى الاختصاصات، وأن الضحية قصده لاستفساره وأرشده إلى طبيبة مختصة، لكنها رفضت علاجه، بحكم أن عينه لا تستدعي ذلك، وأنكر انتحاله صفة طبيب جراح، نافيا معرفته المسبقة به أو بالحارسين. عبد الحليم لعريبي

الحبس لأطباء مزورين في فضيحة ابن سينا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"قفطان مازاغان" يجمع المغرب والسعودية

إدانة مروج "الكازوال" المغشوش بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات