مهيديـة يفتـح ورش الحدائـق

الرخيص: من حق أبناء الحي المحمدي الاستمتاع بالمساحات الخضراء أطلق محمد مهيدية، والي جهة البيضاء سطات، مشاريع بيئية جديدة، سعيا لتدارك الخصاص في المساحات الخضراء بالبيضاء، مقارنة مع عدد السكان، إذ أشارت تقارير رسمية إلى أن المدينة بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية، وآخر المنتزهات التي أعلن عن إحداثها، في الآونة الأخيرة، منتزه «بشار الخير» بالحي المحمدي، الذي يراهن عليه سكان المنطقة لإعادة الحياة لهم، خاصة أن المنطقة تعرف ارتفاع نسبة التلوث. خالد العطاوي/ تصوير (عبد اللطيف مفيق) تؤكد تقارير رسمية حول نسبة المساحات الخضراء مقارنة مع عدد السكان بالعاصمة الاقتصادية أنها ضعيفة جدا، إذ يستفيد كل بيضاوي من أقل من متر مربع، فيما توصي المعايير الدولية بـ10 إلى 12 مترا مربعا للفرد الواحد حدا أدنى، كما تتحدث الأرقام نفسها أن كل فرد بالحي المحمدي يستفيد من 0.35 متر مربع من المساحات الخضراء ، مقابل 6 أو 7 أمتار مربعة في مناطق مثل كاليفورنيا أو آنفا، وتتعدى هذه النسبة بالعاصمة الفرنسية باريس 18 مترا مربعا للفرد الواحد، رغم أن البيانات السنوية لمجلس البيضاء كشفت عن زيادة كبيرة في مخصصات الصيانة الاعتيادية للمناطق الخضراء والحدائق والمنتزهات، إلا أن هذه الزيادات المخصصة لصيانة المساحات الخضراء للعاصمة الاقتصادية لم يواكبها تحسن، كما لم يتم إحداث حدائق جديدة،، بل على العكس تدهورت أكثر وأصبحت حدائق المدينة في حالة يرثى لها، بسبب سوء تدبير المسؤولين السابقين بمجلس المدينة، الذين حولوا حدائق البيضاء إلى أراض جرداء. إنصاف الحي المحمدي في أقل من أسبوع، تلقى سكان الحي المحمدي هديتين ثمينتين من والي الجهة محمد مهيدية، الأولى تهم ما كان يعرف ب"كاريان سنطرال"، إذ تم تخصيص 30 هكتارا حدائق ومنتزهات ومتاحف، رغم تربص المضاربين العقاريين بالبقعة الواقعة في قلب الحي (تتبع إداريا لجماعة عين السبع)، والثانية الإعلان عن إحداث منتزه "بشار الخير" يمتد على مساحة هكتارات، غير بعيد عن المعتقل السري القديم "درب مولاي الشريف". اعتبرت مشاريع مهيدية البيئية بمثابة أمل لسكان الحي المحمدي بإحداث مناطق خضراء، وتدارك الخصاص الكبير فيها، خاصة أن المكتب الحالي للجماعة المحلية بدأ، منذ انتخاب أعضائه، في إعداد بعض الحدائق، الواقعة بين الأحياء وإصلاح أخرى، ف"البيئة من أولويات عمل المجلس"، يقول يوسف الرخيص، رئيس الجماعة. أحلام البيضاويين وعاينت "الصباح" انطلاق الأشغال في منتزه "بشار الخير"، إذ سارعت الجرافات في مسح سبعة هكتارات مخصصة لتشييده، بل إن أحد السكان قال إن "السكان مازالوا غير مصدقين أن تلك البقعة المهملة، التي طالما اشتكوا من الروائح المنبعثة منها، بسبب تراكم النفايات ستصبح حدائق يانعة، ولن تطولها أيادي المضاربين العقاريين"، خاصة أن المعلومات تشير إلى أن الوالي مهيدية يشرف بنفسه على تتبع الأشغال والإنتهاء منها في حدود ستة أشهر. ويفسر عدد من سكان الحي المحمدي رمزية موقع المنتزه الجديد، الذي يقع في بقعة ارتبطت بمعامل الإسمنت، المعروفة باسم "لافارج"، وكانت تستقبل الشاحنات والصخور الضخمة، قبل نقل المصانع، ثم أصبح جزء منها عبارة عن سوق للدواجن بالجملة، وآخر مهمل، قبل أن يترافع المنتخبون على ضرورة إحداث منتزه بالمنطقة، وأثمرت مجهوداتهم بموافقة نبيلة الرميلي، عمدة البيضاء، التي أعطت الضوء الأخضر لإنجازه بقيمة مالية تقدر بحوالي 200 مليون، ما اعتبر جمعويون انتصارا للمنطقة، خاصة أن أعين المنعشين العقاريين كانت تتربص به. وقعت نبيلة الرميلي اتفاقية نصت على قبول "صوناداك"، المالكة للبقعة، بتعويضها بعقار آخر، في إطار برنامج لتعبئة استثمارات ومحفظات مالية مهمة لتمويل مشروع المحج الملكي الكبير الرابط بين مسجد الحسن الثاني ووسط المدينة. وتشير تفاصيل الاتفاقية إلى أن جماعة البيضاء وصلت إلى اتفاق مع الشركة التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، من أجل إنجاز مبادلة عقارية بين أرض خالية تصل مساحتها إلى سبعة هكتارات تقع خلف مقر مقاطعة الحي المحمدي، وبين أرض أخرى في ملكية الجماعة، مع كثير من التفاصيل التقنية التي تضمنتها وثائق المشروع، رغم أن منعشين عقاريين ضغطوا لتغيير تصنيف هذه البقعة الأرضية (في تصميم التهيئة للمقاطعة) من مساحة خضراء (منتزه) إلى عمارات سكنية من فئة طابق أرضي زائد خمسة طوابق، خاصة مع قرار تنقيل سوق الدجاج القديم إلى خارج المدينة، وتحويل عقاره إلى فضاء رياضي، وهو مطلب دافع عنه منتخبون بالمدينة وبالحي المحمدي لأكثر من 12 سنة. الرخيص: نخطط لثورة في الحي أوضح يوسف الرخيص، رئيس جماعة الحي المحمدي، أن منتزه "بشار الخير" يمتد على مساحة سبعة هكتارات وتبلغ تكلفته المالية 200 مليون، ولا تتجاوز مدة الأشغال به ستة أشهر، مشيرا إلى أن محمد مهيدية، والي جهة البيضاء سطات، أصر أثناء تدشين المنتزه على تقليص المدة الزمنية إلى أربعة أشهر، لأنه يؤمن أن "الحي المحمدي يستحق الاهتمام"، وصرح في أحد اللقاءات أن الحي المحمدي قلعة النضال... وأنا تنبغي الحي". وذكر الرخيص، أن المنتزه صمم لاحتضان الأسر، خاصة الأطفال والأمهات، ف"من حق هذه الفئات الاستمتاع بالحدائق، ناهيك عما توفره من أنشطة موازية، ودورها في التقليل من التلوث، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن المشروع أخضع للتعديل، تحت إشراف الوالي، الذي دقق في التفاصيل، خاصة في ما يتعلق بالمسار الداخلي وفضاءات الألعاب، وعدد الأبواب، كما حرص على منع تدخل الإسمنت في التصميم، وأن ينفتح المنتزه على محيطه، وإشراك الجمعيات في تدبيره، مثل إحداث مساحة مخصصة للكرة الحديدية وأخرى للألعاب ومسرح للهواء الطلق، ومقهى وأكشاك ومراحيض، كما ركز على نوعية الألعاب المخصصة للأطفال، ووعد بترحيل سوق الدجاج، في غضون سنتين، وإحداث مرافق رياضية مكانه، ناهيك عن مشاريع أخرى تشرف عليها الجماعة، ومنها إحداث حدائق في المساحات المهملة، باعتبارها متنفس للأحياء. وأشار الرخيص إلى أن هناك إرادة لإحداث ثورة في الحي المحمدي، في جميع المجالات، فتصميم التهيئة الذي سينطلق في 2025 ، سيمكن عمارات الحي من بناء طوابق جديدة، والهدف إحداث ثورة في جمالية المنطقة، في ما يتعلق بالشوارع والأغراس، والاهتمام بالأزقة والعمل على المجال الثقافي والفني، علما أن هناك مشاريع أعطيت الانطلاقة بها، مثل إصلاح دار الشباب، وإعادة تهيئة المركب الرياضي ب"الباطوار"، الذي سيستفيد من دعم بمبلغ 250 مليون. وقال الرخيص: "لا ينكر أحد أن الحي المحمدي يتغير، لكن أكيد توجد هناك معارضة، ورغبتنا أن يساهم أفرادها في توجيه عمل المكتب بالنقد البناء، وليس التطاحنات التي لا تشرف تاريخ المنطقة، وأن تساهم في التنمية، بكشف الاعوجاج، إذا حدث بسبب المشاريع التي يتم إطلاقها"، ف"نحن لا نصادر حق المعارضة في توجيه الملاحظات، لكن نطالبها بالمشاركة في طرح البدائل، دون المساس بالقيم أو توجيه الاتهامات الباطلة والترفع عن الشخصنة والصراعات الشخصية، ف"طيلة مساري في تدبير الشأن المحلي اعتبر الإنجازات ملكا لجميع المنتخبين وليس شخص الرئيس، والهدف جعل التسيير بالحي المحمدي نموذجا يحتذى به".

مهيديـة يفتـح ورش الحدائـق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عمـلات صعبـة مقابـل "البوفـا"

إدريس العزوزي... "الكوميسير" المربي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات