القتل بسبب الشذوذ… بشاعة ووحشية

عقد نفسية وإحساس بالذنب والسرقة من أبرز الأسباب والضحايا مشاهير وأجانب وقاصرون غالبا ما تتم جرائم القتل الناتجة عن علاقة جنسية شاذة بطريقة بشعة، إذ تصل في مناسبات إلى حد التمثيل بالجثة، إذ تشعر كأن المتهم يحاول من خلال وحشيته في تنفيذ الجريمة، أنه في لحظة تأنيب الضمير، ويتوهم أنه بالإجهاز على «خليله» سيتطهر من الذنوب والخطايا. من ضحايا هذا النوع البشع من الجرائم مشاهير وفنانون، استسلموا في لحظة نشوة، قبل أن يجهز عليهم في رمشة عين، وتسرق أموالهم وممتلكاتهم، وأيضا أجانب، اعتقدوا أنهم بالعملة الصعبة قادرون على شراء ذمم شباب يعانون الفقر والبطالة، فذهبت أرواحهم وأموالهم، كما لا ينسى المغاربة واقعة «سفاح تارودانت» الذي فارق الحياة بالسجن بعد إدانته بالإعدام، إذ كان يجهز على ضحاياه القاصرين مباشرة بعد ممارسة شذوذه عليهم، بسبب عقد نفسية لازمته منذ طفولته. بالعودة إلى القانون الجنائي، فإنه جرم في الفصل 489 العلاقة الجنسية الشاذة، ووضعها في خانة جرائم «انتهاك الآداب»، بل ووصف العلاقة الجنسية بـ»الشذوذ»، وليس المثلية الجنسية كما حاولت أطراف وطنية ودولية الترويج، وإذا انتهت العلاقة بالقتل، نكون أمام جناية وتتحول إلى ظرف تشديد. م.ل الشريط القاتل مصرع امرأة اكتشفت فيديوهات زوجها الشاذ من جريمة قتل بدافع السرقة، إلى دوافع أخرى، أسفر عنها البحث المجرى من قبل مصالح الدرك الملكي بسيدي إفني، وأصدر بموجبها الوكيل العام للملك، لدى استئنافية كلميم تعليمات واضحة للكشف عن مجمل ارتباطات قضية القتل، وإيقاف كل المتورطين. انطلقت الواقعة في الأسبوع الأخير من دجنبر الماضي، بعد العثور على امرأة مذبوحة داخل منزلها، إذ عندما عاد الزوج من السوق، تفاجأ بداية باكتشاف أن باب المنزل مفتوح، وهو ما لم يكن من عادة زوجته، ليدلف إلى الداخل ويقف على هول المفاجأة. دماء تملأ الأرضية وزوجته فاقدة الوعي لا تستجيب إلى نداءاته. كان أول شيء قام به إخبار الجيران ومن ثمة إشعار عون السلطة والدرك الملكي، وماهي إلا بضع دقائق حتى تحول المنزل إلى مسرح للجريمة، انتشر داخله وخارجه ضباط الدرك يبحثون عن الأدلة التي يمكن أن تقود إلى الجاني. لم يكن للمرأة خصوم، وكانت معروفة بين الجيران بعفتها وهدوء طباعها، مازاد من تعقيدات البحث. اكتشف الضباط أن الضحية كانت تملك هاتفا محمولا، لم يعثروا عليه بمسرح الجريمة، وبعد أخذهم رقمه من زوجها حاولوا ربط الاتصال به دون جدوى فقد أغلق. أدرك رئيس الدرك أن الهاتف نقطة مهمة في الأبحاث، وأن العثور عليه من شأنه أن يحل اللغز، ويؤدي إلى إيقاف المتهم الواقف وراء الجريمة النكراء، دون أن يعلم أن سر الجريمة يكمن في ما يحتوي عليه ذلك الهاتف، وأن القتل لم يكن إلا محاولة لإلجام الضحية عن الحديث وإقبار جريمة أخرى لم يكن أحد يعلم بها إلا الزوجة نفسها. بعد أبحاث تقنية وعلمية تم تحديد هوية المشكوك فيه، وهو قاصر لم يبلغ بعد سن الثامنة عشرة، إذ كان شخصا واحدا من وجهت إليه أصابع الاتهام بعد اختفائه عن الحي، وبعد ذلك تم تحديد مكانه والتعرف على أنه بالبيضاء، لتعمد عناصر الدرك إلى التنسيق مع نظيرتها بالمدينة المليونية، ويتم إيقافه وحجز الهاتف المحمول. أسفرت الأبحاث مع الموقوف عن كشف دوافع ارتكابه الجرم، إذ اتضح أن الزوجة علمت بعلاقة شذوذ واستغلال جنسي تجمعه بزوجها، وكان لها ذلك عندما أهمل هاتفه وتمكنت من الاطلاع عما يختزنه من أشرطة لتقف على تصوير زوجها لعلاقته الشاذة مع القاصر، وتواجه زوجها بالفضيحة. علم القاصر بما اكتشفته الزوجة، وبتهديداتها بفضح زوجها، فقرر أن يتخلص منها، ويسرق الهاتف، وهو ما نفذه بعد تخطيط، إلا أن جريمته أوقعته في قبضة العدالة. ووجه زوج المتهمة بما استجد من معلومات، ليضطر إلى الاعتراف، وينتهي أمره بمساءلته من قبل النيابة العامة، وإيداعه السجن. المصطفى صفر

القتل بسبب الشذوذ… بشاعة ووحشية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نهايات حزينة لسياح بالجديدة

استياء من محاكمة مستبيح أجساد تلميذات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات