شباب المسيرة… الحلم المؤجل

المنع من ملعب لغظف في مقدمة إكراهات تؤجل العودة للقسم الأول تأسس شباب المسيرة في سطات، بداية 1977 بمنطقة بير باعوش، وحمل اسم القوات المساعدة، قبل أن يلتحق ببنسليمان، ويصبح فريقا مهيكلا، ومدعما من قبل الإدارة المركزية للقوات المساعدة، التي نجحت في جعل الفريق يتدرج في الأقسام، ويصل إلى القسم الأول، بقيادة مسيرين مثل حسن الدرهم والعربي الشتيوي وعبد الواحد بلعيساوي، الذي واكب الفريق وأشرف عليه منذ تأسيسه، ويصبح من أبرز الأندية التي تنشط البطولة، وتنافس على الألقاب. وكانت 1995، سنة الولادة الجديدة، بعدما قرر الملك الراحل الحسن الثاني، إلحاق القوات المساعدة بالأقاليم الجنوبية، وحرصه على توفير جميع الإمكانيات لإنجاح مساره، في تمثيل الصحراء المغربية، رغم إكراه المسافات، وتسلم حسن الدرهم رئاسة الفريق، بحكم تجربته لاعبا سابقا ورجل أعمال وبرلمانيا عن منطقة العيون. وكان الطموح المنافسة على الألقاب، لتمثيل العيون أحسن تمثيل للكرة الوطنية، وعاش مواسم متميزة بالعيون، خاصة أثناء استقباله الأندية الوطنية، مثل الرجاء والوداد والجيش، التي تعرف حضورا جماهيريا كبيرا، لكن العديد من الإكراهات كانت وراء تراجع أداء الفريق، والدخول في سلسلة من النتائج السلبية، كانت وراء نزوله إلى الهواة، لكن رغم هذه المشاكل والأزمات، عاد الفريق وتمكن من تحقيق الصعود إلى القسم الثاني، بقيادة المدرب سعيد الصديقي، الذي يشرف على الفريق خلال هذا الموسم الرياضي الجديد لإعادة الفريق إلى قسم الكبار. انتدابات عزز نادي شباب المسيرة لكرة القدم، صفوفه ب 14 لاعبا جديدا، للدخول في منافسات البطولة الوطنية، في قسمها الثاني، بداية الموسم، رغبة منه في تعزيز صفوف الفريق الذي يطمح الى العودة الى البطولة الوطنية في قسمها الأول خلال هذا الموسم الرياضي. وانتدب مسؤولو الفريق، بإشراف الإطار الوطني سعيد الصديقي، والمدير الرياضي منصور عشوبي، عددا من اللاعبين، بعد الاقتناع بمؤهلاتهم التقنية والبدنية، مثل الحارس ياسين الحواصلي القادم من وداد تمارة، وحمزة سطيح من الراسينغ البيضاوي، وأيوب طالب ربه من أولمبيك خريبكة، ومحمد الخضراوي من النادي القنيطري، وسمير الحليب من وداد تمارة، وعدنان سويس من اتحاد طنجة، والحارس طارق أبو الفتح من النادي القنيطري، وعدنان مرشيدي وحمزة الفطواكي من أولمبيك خريبكة، وأسامة جلفاط من النادي القنيطري، وبدر الدين دوادسي من تولال، كما تضم لائحة الوافدين الجدد عصام كعبوني، وعماد سابق من أمل تزنيت، بعقد يمتد لموسمين، ومحمد بزير لثلاثة مواسم الوافد من اتحاد سلا. وتألق أغلب هؤلاء اللاعبون بشكل لافت في المباريات السابقة، خصوصا أيوب طالب ربه وعماد سبيق وبدر الدين الدوادسي والخضراوي وجلفاط والحواصلي والعبوني وأبو الفتح. فيما تم تأهيل خمسة لاعبين من الأمل، أبرزهم سيدي أحمد بتيتيح، وجدد الفريق لكل من حمدوي الفيلالي وعبد اللطيف جودي، وقلب الدفاع عبد الله أبو سلامة وبلال تهالي وبدر الدين بلفراح ويوسف فهمي الذين يشكلون نواة الفريق، الذي وضع هيكلة خاصة لمصالحه الإدارية، تحت إشراف بلعيساوي وبنكريش. حصيلة الذهاب أنهى شباب المسيرة مرحلة الذهاب في الرتبة 11، وسجل أربعة انتصارات وأربعة تعادلات، وسبع هزائم، برصيد 16 نقطة، حيث استهل شباب المسيرة البطولة بهزيمة أمام الاتفاق المراكشي بالعيون، وتعادل أمام شباب بنكرير، وانتصار في الدورة الثالثة والرابعة أمام جمعية سلا ووداد فاس، قبل أن يتعادل مع أولمبيك خريبكة ورجاء بني ملال. وانهزم الفريق بالعيون أمام الكوكب المراكشي في الدورة السابعة، وبالدشيرة أمام الأولمبيك، وتعادل مع سريع واد زم، وانتصر على الراسينغ البيضاوي، قبل أن ينهزم أمام شباب خنيفرة وسطاد المغربي، ويفوز بحصة عريضة على الدفاع الحسني الجديدي، وينهزم أمام النادي المكناسي والاتحاد الإسلامي الوجدي، في المباراتين الأخيرتين في شطر الذهاب. حصيلة كانت وراءها العديد من الإكراهات بداية الموسم، ويبقى أبرز إكراه يعانيه شباب المسيرة، هو التنقلات لمسافات بعيدة، فالفريق يقضي أغلب أيام الأسبوع في السفر، مما يؤثر على العمل التقني والبدني للاعبين. طفرة كروية بالعيون تشهد العيون في السنوات الأخيرة طفرة نوعية في المشاريع التنموية، بفضل الاهتمام الذي مافتئ الملك محمد السادس يوليه لهذه الربوع العزيزة على قلب كل مغربي، ومن أبرز مجالات النهضة التنموية التي تعرفها الصحراء المغربية، القطاع الرياضي، الذي عرف طفرة حقيقية، تمثلت في تشييد أزيد من 83 ملعبا للقرب، موزعة على مختلف أحياء العيون، وجميعها معشوشبة بالعشب الاصطناعي، بالإضافة إلى القرية الرياضية التي تضم عشرة ملاعب لكرة القدم المصغرة، وملعبين من الحجم الكبير، وملاعب أخرى لرياضات كرة السلة وكرة اليد وكرة المضرب. كما تتوفر العيون على حلبة لألعاب القوى في حي الوفاق، ومراكز سوسيو رياضية، وخمسة مسابح بلدية في مختلف الأحياء، ومسبح أولمبي دولي في طور التشييد، إضافة إلى مركب رياضي خاص بكرة القدم النسوية، شيد على مساحة 17,500 متر مربع، ويتضمن مسبحا مغطى، وقاعة رياضية متعددة الاختصاصات، ومطعما، وإقامة نسائية، وحديقة، وإدارة، وكذا ملاعب، والعديد من المنشآت الرياضية الأخرى. كما تعرف المدينة العمل على إنجاز مشروع بناء المركز الجامعي للتكوين في كرة القدم بغلاف مالي قدره 100 مليون درهم. وتقع هذه البنية التحتية عالية المستوى، والأكبر بالأقاليم الجنوبية للمملكة، على مساحة 10 هكتارات، 6730 مترا مربعا منها مغطاة، وبطاقة استيعابية قدرها 120 طالبا. كما تم إعادة تأهيل ملعب الشيخ الأغظف، الذي تم تشييده في 1984، ليصبح ملعبا بمواصفات عالمية، وقادرا على استيعاب أكثر من 20 ألف متفرج، وسبق أن قامت لجنة تابعة للمكتب التنفيذي ب»كاف»، بزيارة للملعب، من أجل تفقد مرافقه ومنشآته وتحديد قدرته على استضافة المباريات الرسمية، ومدى مطابقته لمعايير العالمية. لغز المنع من الملعب لكن رغم هذه المنجزات، فشباب المسيرة يعاني مشكل الملعب، واعتبر حسن الدرهم، رئيس الفريق، أن الفريق الذي يمثل الأقاليم الجنوبية، في القسم الثاني، يعيش وضعا صعبا، من ناحية ملاعب التداريب، وملاعب إجراء المباريات. وأضاف «أصبحنا نستقبل في ملعب المرسى، ورغم مطالبتنا السلطات الولائية والمنتخبة بضرورة اللعب في ملعب الأغظف، كما تستقبل فيه لاعبات النادي البلدي النسوي، إلا أننا دائما نجد أنفسنا أمام رفض طلبنا، وإحالتنا على ملعب مولاي رشيد». وزاد قائلا «لا يعقل أن شباب المسيرة، يعامل هذا التعامل غير المنصف وغير العادل»، مستغربا كيف تتم معاملة الفريق بهذه الطريقة، رغم الطفرة النوعية التي تعيشها المدينة من ناحية البنية التحتية. ودعا الدرهم المجالس المنتخبة إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتعامل بها مع شباب المسيرة، مقارنة مع بعض الفرق الأخرى. طموح مؤجل رفع المكتب المديري لشباب المسيرة سقف الأهداف بداية هذا الموسم، لتحقيق حلم الرجوع إلى البطولة الوطنية في قسمها الأول، إذ عقد حسن الدرهم سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من رؤساء الأندية الوطنية، مثل الرجاء الرياضي وشباب المحمدية ونهضة الزمامرة وجمعية سلا والراسينغ البيضاوي، من أجل التعاون والاستفادة من بعض اللاعبين لتعزيز صفوف شباب المسيرة هذا الموسم. ونجح المكتب المديري في طي ملف النزاعات مع لاعبيه السابقين، وأداء كل المستحقات العالقة في ذمة الفريق، مما جعل شباب المسيرة غير مدرج في لائحة الأندية الممنوعة من التعاقدات، ودخل الفريق مرحلة الانتقالات بقوة، تحت إشراف الإدارة التقنية، والمدرب سعيد الصديقي، بانتداب أزيد من 14 لاعبا. لكن نتائج الشطر الأول من البطولة، قد تدفع الفريق للبحث عن ضمان البقاء في ظل المنافسة القوية على بطاقة الصعود. عشوبي: منافسة قوية بالقسم الثاني قال منصور عشوبي، المدير الرياضي لشباب المسيرة، إن الموسم الرياضي يعرف منافسة قوية في ظل وجود أزيد من 12 فريقا، سبق أن مارست في البطولة الوطنية في قسمها الأول. وكشف عشوبي في تصريح ل»الصباح»، أن تعثر شباب المسيرة خلال بداية هذا الموسم، يرجع إلى إكراه السفر والتنقلات لمسافات طويلة، إذ أنه الفريق الوحيد في البطولة الذي يقطع مسافات طويلة خلال الموسم، وهذا المعطى يؤثر على الجانب البدني والتقني للاعبين. وأكد عشوبي، الحارس السابق لشباب المسيرة، أن الفريق كان يطمح للعب على بطاقة الصعود هذا الموسم، واحتلال الرتب الأولى، لكن المنافسة كانت قوية، وكذا انتداب الفريق مجموعة من اللاعبين يحتاجون للوقت قبل الانسجام. الدرهم: نبني فريقا قويا أكد حسن الدرهم، رئيس شباب المسيرة، في تصريح ل»الصباح»، أن الهدف خلال هذا الموسم هو إعادة بناء ركائز قاعدية متينة للفريق، في شتى المجالات، والعمل على تقويم عمل الفريق، من أجل تنامي العطاء والمردودية من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات والأساليب. وأضاف الدرهم، في التصريح نفسه، «نسعى إلى إحداث مركز للتكوين، وناد متعدد الفروع، والعمل من أجل الصعود للدوري الاحترافي الأول خلال الموسم المقبل، وتطبيق دفتر التحملات لتحويل النادي إلى شركة رياضية تستجيب للتوجهات العامة للجامعة الملكية لكرة القدم، والانفتاح على المحيط الخارجي عبر شراكات مع الفرق الوطنية والدولية لتطوير التكوين والممارسة الرياضية». وأوضح أن الرؤية الإستراتيجية للمكتب المسير لنادي شباب المسيرة، ستساهم في تفعيل الحكامة من خلال إحداث توازن في التدبير والتسيير الإداري والمالي، وفتح المجال للبحث عن موارد قارة للفريق تخرجه من الأزمات المالية. إنجاز: عبد الجليل شاهي (العيون)

شباب المسيرة… الحلم المؤجل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خريطة‭ ‬قضائية‭ ‬جديدة‭ ‬للمحاكم

ست سنوات لعضو سابق بجامعة الكرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات