قتل بسبب الإرث والجشع

الضحية أزهقت روحه بعدما وجه له أخوه طعنات وجدع أنفه وتركه غارقا في دمه تعددت الأسباب والموت واحد. تعددت العلل التي قادت إلى ارتكاب جرائم القتل بين الأسر والعائلات. مشاكل الإرث والغدر والحسد والجشع والطمع والجهل، كلها أسباب وعلل تدفع إلى ارتكاب جرائم دموية تودي بحيوات أبرياء لا ذنب لهم، سوى أنهم وقعوا ضحايا ووجدوا أنفسهم في أماكن خاطئة. عادت "الصباح" لتبحث في أرشيفها وعثرت على جملة من القضايا التي ترتبط بموضوع جرائم عائلية واختارت واحدة من بينها، ذهب الأخ الأكبر ضحية واحدة منها بسبب الطمع والجهل والجشع. لم يكن الضحية يظن أن عودته من تادلة لإحياء صلة الرحم مع أخيه بعد غياب طال سنوات، أنه عاد ليقطع صلة الوصل بينه وبين الحياة. ولم يكن يدور بمخيلته أن شقيقه الذي شاركه بطن أمه، سيقدم على نحره دون أن يرف له جفن. انطلقت فصول تلك الجريمة، بتوصل المركز الترابي بخبر العثور على رجل مقتول على قارعة الطريق. انتقلت دورية دركية إلى مكان وجودها. وعاينت الجثة وشاهدت جروحا بمختلف أنحاء جسمها وتمثيلا بها. ظنت أن الأمر يتعلق بحادثة سير. وكثفت أبحاثها وتحرياتها وتوصلت إلى هوية الهالك. وتبين لرئيس الدورية، أنها تعرضت للذبح وتم جذع أنفها وإحداث جرحين غائرين باليدين معا. توصلت إلى هوية القاتل وانتقلت إلى بيته، إذ لم يكن سوى شقيق الضحية، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء، (من مواليد 1975). واصلت دورية الدرك تحرياتها، فعثرت على آثار الدم قرب مدخل بيته. طرق رئيس المركز الترابي الباب، فلم يجبه أحد. وأمر عنصرين من العناصر الدركية بالصعود إلى سطح المنزل، وتمت المناداة على الجاني، فاضطر إلى الخروج لمواجهة رجال الدرك الملكي، الذين لاحظوا وجود بقع دم جديدة على لباسه، وبعد استفساره عن مصدرها، لم يجد بدا من الاعتراف بالاعتداء على شقيقه. وحجزت الضابطة نفسها أداة الجريمة وهي سكين من الحجم الكبير. ولاحظت عليه ارتباكا واضطرابات بادية للعيان ووضعته بسيارة المصلحة واقتادته إلى مقر المركز الترابي. وبعد استعادته لوعيه، استمعت الضابطة القضائية إليه، فصرح أن الهالك وهو عازب كان يقيم بمدينة بعيدة وعاد إلى مقر سكنه خلال عيد الأضحى، ونشب بينهما نزاع حول طريقة اقتسام منزل في ملكية والدهما الهالك منذ سنوات. واستمر النقاش بينهما واشتد وتحول إلى نزاع دائم. وتشبث الضحية بحقه في تركة والده. وألح في طلبه وتمكينه من نصيبه، لكن الجاني كان له رأي آخر، ورفض بدعوى أن أخاه توصل بحصته من المنزل منذ سنوات، أي قبل السفر. وعرض المتهم على قاضي التحقيق لدى استئنافية الجديدة، وبرر طعن شقيقه والقيام بذبحه وجدع أنفه والتسبب له في جرحين غائرين، بأنه لم يكن في وعيه نتيجة الحقد والغل الذي تولد لديه بعد إهانته من قبل الهالك، الذي وجه له كلاما بذيئا. وتراجع عن أقواله التمهيدية وحاول التملص من مسؤوليته الجنائية بخصوص الحادث، إذ صرح أمام قاضي التحقيق، أن السبب في إجهازه على قتل أخيه، يعود إلى اكتشافه لعلاقة غرامية بينه وبين زوجته، لكنه لم يتمكن من الصمود والإصرار وإقناعه بأدلة وقرائن دامغة. ولم يجد ما يدافع به عن نفسه أثناء مثوله أمام هيأة الحكم. واكتفى بترديد كلام غير واضح وغير مقنع، وبعد المداولة، أصدر رئيس الغرفة الجنائية قراره القاضي بإدانة المتهم والحكم عليه بالمؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

قتل بسبب الإرث والجشع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفساد يفقد فرقا برلمانية تمثيليتها

الجامعة تراقب الحسابات البنكية للأندية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات