التحقيق في صفقات جماعية للدراسات

مكتب استحوذ على نصف مبالغها وتحريات أبانت غياب الدقة في تحديد المشاريع المعنية أخضع قضاة المجلس الأعلى للحسابات صفقات الدراسات التي أعلنت عنها 141 جماعة ترابية بجهة بني ملال خنيفرة، للتدقيق والافتحاص، لتقييم جدواها والجهات المستفيدة منها ومساطر تفويتها. ووقف القضاة على مجموعة من الاختلالات والشبهات، إذ أن مكتب دراسات استحوذ على ما يناهز نصف المبلغ الإجمالي (43 في المائة) للصفقات المعلنة من مختلف الجماعات التي شملها التحقيق. وأبانت التحريات غياب الدقة في تحديد المشاريع المعنية بالدراسات، إضافة إلى اعتماد نماذج دفاتر تحملات وأنظمة استشارة دون تكييف بنودها مع متطلبات الجماعات المعلنة عن الصفقة. كما وقف قضاة المجلس على عدد من الاختلالات التي شابت هذه الصفقات، إذ أن عددا من الجماعات لا تقدم المواصفات التقنية للمشاريع موضوع الدراسات، ما يحرم مكاتب دراسات منافسة من التوفر على تصور واضح عن طبيعة الأعمال المزمع إنجازها، ولا تقدم الجماعات المعلنة عن هذه الصفقات تحديدا دقيقا وشاملا لجميع مخرجات الدراسات المطلوبة، ما يرجح أن الغرض من إنجاز هذه الدراسات تمكين المكتب المحظوظ من مزيد من الصفقات. وعرفت السنوات الأخيرة إنشاء عدد من مكاتب الدراسات التي أصبحت تفوز بعدد من الصفقات التي تعلن عنها مؤسسات عمومية. وتحولت هذه الصفقات إلى ريع يستفيد منه أصحاب مكاتب دراسات بعينها. وأضحت جماعات محلية صغيرة تخصص، بدورها، ميزانيات هامة من أجل إنجاز دراسات. وأفادت مصادر أن عددا من الدراسات المنجزة لا تقدم أي قيمة علمية مضافة، كما أن البعض منها مجرد استنساخ لأعمال وبحوث سابقة أنجزها باحثون أكاديميون مغاربة، لكنها ظلت حبيسة رفوف الجامعات حتى تم إحياؤها من قبل بعض مكاتب الدراسات، وذلك دون إذن من أصحابها، الذين غالبا ما يتفاجؤون بالأمر بعدما يطلعون عليها. وتحوم شبهات حول علاقات بعض المسؤولين المحليين وأصحاب مكاتب الدراسات، التي تستفيد من حصة الأسد من الميزانيات المخصصة من قبل جماعات ترابية، إذ لا يستبعد أن تكون هناك علاقات قرابة بين الطرفين. وأكدت المصادر ذاتها أن مسؤولين محليين أنشؤوا شركات بأسماء أقاربهم أو أصدقائهم ويمررون صفقات لهذه الشركات دون أي منافسة، إذ يبتكرون العديد من الأساليب والشروط، من أجل إزاحة أي مقاولة منافسة. وأصبحت الدراسات تشكل كلفة هامة بالنسبة إلى ميزانية الدولة، وغالبا لا يتم الكشف عن نتائجها، إذ تظل في الرفوف وكأن الهدف هو إجراؤها وليس الاستفادة من نتائجها وخلاصاتها. ع. ك

التحقيق في صفقات جماعية للدراسات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قراصنة يبتزون مقاولات ببيانات حساسة

ضربة موجعة لمافيا المخدرات الدولية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات